المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الحرمان من الرزق
13-2-2022
زيارة الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام).
2023-09-27
سرية أبي عبيدة بن الجرّاح إلى القصّة
11-12-2014
نظام "بوند" للرموز Bond system of notation
6-2-2018
مقدمة عن أسباب التغيرات المناخية
19-8-2019
سطح تساوي الجهد equipotential surface
2-2-2019


شجاعته في فتح حصون بني النضير  
  
3954   11:00 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص72-73.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لما توجه رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى بنى النضير عمد على حصارهم فضرب قبته في أقصى بنى حطمة من البطحاء.

فلما جن الليل رماه رجل من بنى النضير بسهم فأصاب القبة، فأمر النبى (صلى الله عليه واله) أن يحول قبته إلى السفح، وأحاط به المهاجرون والانصار، فلما اختلط الظلام فقدوا أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال الناس: يارسول الله لا نرى عليا؟ فقال (صلى الله عليه واله): أراه في بعض ما يصلح شأنكم فلم يلبث أن جاء (عليه السلام) برأس اليهودي الذى رمى النبى (صلى الله عليه واله)، وكان يقال له غرورا، طرحه بين يدى النبى (صلى الله عليه واله) فقال له النبى (صلى الله عليه واله): كيف صنعت يا أبا الحسن؟ فقال (عليه السلام): انى رأيت هذا الخبيث جريا شجاعا فكمنت له، وقلت: ما أجراه ان يخرج اذا اختلط الليل يطلب منا غرة؟ فأقبل مصلتا بسيفه في تسعة نفر من اليهود، فشددت عليه وقتله فأفلت أصحابه ولم يبرحوا قريبا، فابعث معي نفرا فاني أرجو ان أظفر بهم، فبعث رسول الله (صلى الله عليه واله) معه عشرة فيهم أبو دجانة سماك بن خرشه، وسهل بن حنيف فأدركوهم قبل أن يلجئوا الحصن فقتلوهم وجاءوا برؤوسهم إلى النبى (صلى الله عليه واله)، فأمر أن يطرح في بعض آبار بنى حطمة وكان ذلك سبب فتح حصون بنى النضير، وفي تلك الليلة قتل كعب بن الاشرف واصطفى رسول الله (صلى الله عليه واله) أموال بنى النضير، وكانت أول صافية قسمها رسول الله (صلى الله عليه واله) بين المهاجرين الاولين، وأمر عليا (عليه السلام) فحاز ما لرسول الله (صلى الله ليه وآله) منها فجعله صدقة، وكان في يده مدة حياته ثم في يد أميرالمؤمنين (عليه السلام) بعده وهو في يد ولد فاطمة (عليها السلام) حتى اليوم.

وفيما كان من أميرالمؤمنين (عليه السلام) في هذه الغزاة وقتله اليهودي ومجيئه إلى النبى (صلى الله عليه واله) برؤوس التسعة النفر يقول حسان بن ثابت:

لله أي كريهة أبليتها         *        ببنى قريظة والنفوس تطلع

أردى رئيسهم وآب بتسعة  *        طورا يشلهم وطورا يدفع .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.