أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2017
3499
التاريخ: 2023-07-25
1079
التاريخ: 13-1-2017
1426
التاريخ: 13-1-2017
3787
|
الجيش:
سبق أن نوهنا مراراً كيف ان نظام الحرب والجيش (1) كان محور المجتمع الآشوري، ومثل أحسن الجيوش المشهورة في التأريخ كان الجيش الآشوري يقوم على نوعية جنده وإعدادهم وعدتهم ونظام التدريب والضبط الصارم وكان الجيش الآشوري في مبدأ امره مكوناً بالدرجة الأولى من طبقة الفلاحين الأشداء من بلاد آشور نفسها. ولكن أصبح هذا المصدر للجيش الآشوري بمرور الزمان وباتساع رقعة العمليات الحربية لا يكفي لتزويد ماكنة الحرب الآشورية بالمادة الضرورية لها، فبدأ الملوك ولا سيما منذ مطلع عهد الامبراطورية الثانية يؤلفون جيوشاً قائمة من اهل الولايات التابعة، إذ كان على كل والٍ أن يجهز الملك بالجند من إقليمه، واختصت الولايات المختلفة بإمداد الجيش الملك بصنف خاص من المحاربين، مثل الخيانة من إيران وبلاد ماذي والقبائل الآرامية، والجمالة من القبائل العربية، والمشاة من بلاد الأناضول وبلاد الشام. اما الآشوريون من طبقة الأحرار فقد ظلوا يدعون إلى الخدمة العسكرية، ولكنهم كان باستطاعتهم أن يجهزوا الملك بعبيدهم وتجهيزهم بما يلزم لهم من سلاح وعدة وإلى ذلك كان الكثير من سكان الولايات التابعة يتطوعون ف الجيش الآشوري بصفتهم جنداً مرتزقة.
ومع غزارة الاخبار الآشورية الخاصة بحملات الجيوش فإنها لا تمدنا بحقائق مهمة عن الجيش مثل حجمه وتنظميه، وخططه العسكرية. فإن تلك الأخبار بندر أن تذكر عدد الجند في الحملات الحربية المشهورة، وهي إذ تبالغ في خسائر جيوش الأعداد لا تذكر خسائر الجيوش الآشورية. ونجهل أيضاً رتب قادة الجيش، ما عدا القائد العام مثل الترتانو والرابشاقة اللذين مر ذكرهما، وضباط من ذوي الرتب الصغيرة مثل رئيس السبعين ورئيس الخمسين.
أما أساليب القتال في الميدان فلا يمكن الوقوف عليها من أخبار الحروب الآشورية إلا في حالات قليلة، وبوجه عام أيضاً، مثل قتال نصب الكمائن وهجوم المباغتة (2). وإزاء سكوت الأخبار المدونة عن هذه الامور يستطيع الباحث أن يستنتج أموراً مهمة عن الجيش الآشوري من المنحوتات البارزة التي لا تحصى تقريباً مما عثر عليه في قصور الملوك الآشوريين، ولا سيما ما وجد منها في نمرود ونينوى وخرسباد. فإذا درسنا موضوع المشاهد الحربية في مثل هذه المنحوتات استطعنا أن نميز صنفين رئيسين من المشاة (3) مشاة مسلحين بأسلحة خفيفة مثل رماة السهام والمقاليع (4) ومشاة مسلحين بأسلحة خفيفة مثل رماة السهام والمقاليع (5) ومشاة مسلحين ثقيلة مثل الرماحة. وكان الغالب على لباس الصنف الأولى ما يصح أن نسميه الجلباب القصير، في حين أن الرماحة كانوا محميين بلباس الزرد ويحملون تروساً مستطيلة قد تكون أطول من الجندي في بعض الحالات. ويلبس رماة السهام والرماحة برؤوسهم بيضات مخروطية الشكل، وتكون البيضة في بعض الأحيان ذات عرف أو ريشة على غرار خوذ الحرب الإغريقية (6). ويجمل القسم الأكبر من المشاة سيوفاً قصيرة أو فؤوساً أو دبابيس mace وينتعلون ــ جزمة ــ نصفية. اما صنف الخيالة فكان جنده موحدي اللباس تقريباً، وسلاحهم الرماح الطويلة أو الحراب والفؤوس. وكانوا يمتطون الخيل عارية ــ أي بدون سرج ــ، ولكن الخيول صارت في عهد السلالة السرجونية تحمى بالزرد. ويوجد صنف ثالث من الجيش هم راكبو العربات الخفيفة ذوات العجلتين وكان يجرها فرسان أو ثلاثة، وتحمل كل عربة ثلاثة أو أربعة محاربين. والغالب ان الجيش كان يجهز بالمؤن والذخائر المحملة بالعربات مع الأتباع والخدم في مؤخرة الجيش.
آلات الحصار والهدم:
يعزى الكثير من نجاح الجيوش الآشورية في فتح المدن والحصون إلى ما كانت تزود به من آلات الحصار ودبابات النقض. وقد سبق ان نوهنا كيف أن الآشوريين استغلوا في صنع آلاتهم ومكائنهم الحربية الرهيبة بالنسبة لذلك الزمان.
وكان يدير شؤون هذه الآلات، صنف خاص من الجيش هم المهندسون والفنيون، الذي يعهد إليهم أيضاً مهام ردم خنادق المياه المحيطة بالمدن لحمايتها وحفر الأنفاق تحت الأرض للدخول إلى المدن المحاصرة في الوقت الذي يمطر الجند المهاجمون المحاصرين برابل من القذائف وهم في أبراج ثابتة أو متحركة لحمايتهم، وتقوم آلات الضخمة كالدبابات أو الكبأش Battering Ram يدك الاسوار، ويحاول الجيش المحاصر أن يدافع عن الحصن أو المدينة المحاصرة برمي المهاجمين بالقذائف النارية أو المشاعل ويتم الهجوم الاخير بتسلق أسوار المدينة بالسلالم أو من خلال الثغرات التي تحدثها آلات النقض في الجدران، فيدخل الجيش ويعمل في جندها واهلها القتل والحرق والدمار. وقد مثلت حصار المدن وفتحها في المنحوتات الآشورية بكثير من التفصيل والدقة.
وتعد هذه المنحوتات على قدر عظيم من الأهمية ليس في درس فن الحرب بل إنها إلى ذلك مصادر أساسية لتفهم الحضارة الآشورية في اوجهها ومقومتها المختلفة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فيما يأتي أهم البحوث عن الجيش الآشوري:
(1) Yadin, The Art of the Warfare in BiblicadLands, (1963).
(2) Von Soden et, al, in IRAQ, XXV (1963).
(2) انظر الرسالة المرقمة 1237 في:
Waterman, op. cit.
(3) راجع: CAH., I, part 2, (1971), p. 732
(4) ذات المصدر ص (733).
(5) Gelb, Hurrians and Subarians, (1944).
(6) عثر في نمرود (1957) على انواع مختلفة من الأسلحة في قلعة شيلمنصر:
D. Stronach, in IRAQ, XX, (1958), 169 ff.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|