أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
1863
التاريخ: 22-10-2014
1690
التاريخ: 12-10-2014
2065
التاريخ: 29-09-2015
21827
|
إذ يبدأ
دور الحسنين عليهم السّلام بعد استشهاد الإمام علي عليه السّلام حيث ورثا الخلافة
عن وصية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعد أبيهم عليهم السّلام . فقد اشتهر
بين المسلمين قول الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عنهما : «الحسن
والحسين إمامان قاما أو قعدا» (1).
وقد أكد
أمير المؤمنين عليه السّلام ذلك عند ما عيّن ولده الحسن عليه السّلام الذي بعث
برسالة يذكر معاوية بما عاهد به في صفين بقوله : «فإن
أمير المؤمنين عليه السّلام نزل به الموت وولاني هذا الأمر من بعده» (2). وهذا
ما أكده ابن عباس للناس إلى مبايعة الإمام الحسن عليه السّلام بقوله : «هذا
ابن بنت نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه» (3).
ومما ذكر
في علمه ، فقد ألف الإمام الحسن عليه السّلام في علوم كثيرة ، كما يظهر من كلام
السيوطي بقوله : «إنه وأباه أول من كتب في العلم ، وظهر عنهما من علوم الإسلام ونفع المسلمين» (4).
بل لقد
جسد وطبق الإمام الحسن عليه السّلام القرآن الكريم عمليا في عباداته وأقواله
المفسرة ومواقفه السامية ، وفي صلحه {وَإِنْ
جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا }
[الأنفال : 61] وكما كان جده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تلميذا للكتاب في صلحه في
الحديبية ، فإن الحسن عليه السّلام تلميذه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في صلحه
المتأخر! هذا في المقابل فإن يزيد ابن معاوية كان قد تربى عند أخواله من بني
النجار النصارى واستمر يعاقر وينادم مرتزقة أبيه كسرجون والأخطل وغيرهم الخمرة في
البلاط ؟! وعلى ضوء ذلك فأين منزلة العلم والعلماء والصحابي والتابعي بل الدين كله
إذا تسلط أمثال هؤلاء الرعاة ينكلون بأهل الحق والدين، ويقربون وعاظ البلاط ومرتزقته؟!
وبالفعل فقد أعلنها معاوية جهارا : «أتروني
ما قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج ؟! وقد
علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون ، ولكني
قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد آتاني اللّه ذلك وأنتم كارهون (5)».
وقال
أيضا : «ألا كل دم أصيب في هذه مطلول ، وكل
شرط شرطته ، فتحت قدمي هاتين» (6).
وعليه
هكذا كتب التاريخ والتشريعي منه بالخصوص، تحت مظلة وفي بلاطات الحكام وبأيدي
مرتزقتهم، وإلا فإن الحاكم الذي ينكل بأئمة الحق ويسبّهم وينافح لمحو آثارهم ، فما
هي قيمة المرتزق والمتخاذل عنده؟! وبذلك لا تبقى لفقيه ومؤرخ خارج دائرة البلاط
قيمة أو صوت في تاريخ الحكام، إلا أن يقدم آيات الولاء والطاعة، ومنها التبرير
والتزوير ...
ولتصبح
بعده سنة لمن يأتي بعده وإلّا فهناك الكثير من المرتزقة المتسكعين على بلاط
الحكام؟!
وعندها
أصبح القرآن الكريم عند الحاكم، للمتاجرة والاستخفاف بالمسلمين وفتنتهم عند ما
يرفعه معاوية على السنان قبيل هزيمته ، ومن ثم ليفسره وعاظه ومرتزقة بلاطه على ضوء
تلك النظرة لكتاب اللّه العزيز؟!.
_______________________
(1)
الأربلي- كشف الغمة 2/ 159، الشيخ المفيد في الإرشاد ص 210.
(2)
الأصفهاني- مقاتل الطالبيين- ص 55، المسعودي- مروج الذهب- ص/ 422.
(3)
الأصفهاني- مقاتل الطالبيين- ص 34، والطبري أعلام الورى ص 209.
(4)
تدريب الراوي ص 88.
(5) ابن
أبي الحديد المعتزلي 4/ 160، الطبري 4/ 124. ابن الأثير 3/ 203.
(6)
المصدر السابق نفسه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|