المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



علي (عليه السلام) ودوره القيادي  
  
3764   10:21 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص48-49.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

ان النبى (صلى الله عليه واله) لما أراد فتح مكة سئل الله جل اسمه أن يعمي أخباره على قريش ليدخلها بغتة، وكان (عليه السلام) قد بنى الامر في مسيره اليها على الاستسرار بذلك .

فكتب حاطب بن أبى بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بعزيمة رسول الله (صلى الله عليه واله) على فتحها، وأعطى الكتاب امرأة سوداء كانت وردت المدينة تستمتع بها الناس وتستبرهم، وجعل لها جعلا على أن توصله إلى قومه سماهم لها من أهل مكة، وأمرها أن تأخذ على غير الطريق.

نزل الوحى على رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك فاستدعى أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقال له: ان بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا، وقد كنت سئلت الله عزو جل أن يعمى أخبارنا عليهم، والكتاب مع إمرئة سوداء قد أخذ تغير الطريق فخذ سيفك وألحقها وانتزع الكتاب منها وخلها وصر به إلي ثم استدعى الزبير بن العوام وقال له: امض مع علي بن أبي طالب في هذا الوجه فمضيا وأخذا على غير الطريق فأدركا المرئة فسبق اليها الزبير فسئلها عن الكتاب الذى معها فأنكرت، وحلفت انه لا شيء معها وبكت، فقال الزبير: ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) لنخبره ببرائة ساحتها .

فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): يخبرني رسول الله (صلى الله عليه واله) ان معها كتابا ويأمرني بأخذه منها وتقول انت انه لا كتاب معها؟ ثم اخترط السيف وتقدم اليها فقال: اما والله لئن لم تخرجي الكتاب لا كشفنك ثم لأضربن عنقك فقالت له: اذا كان لابد من ذلك فأعرض يابن ابى طالب بوجهك عني، فأعرض (عليه السلام) بوجهه عنها فكشفت قناعها وأخرجت الكتاب من عقيصتها.

 فأخذه أميرالمؤمنين (عليه السلام) وصار إلى النبى (صلى الله عليه واله) فأمر أن ينادى بصلاة جامعة فنادى في الناس فاجتمعوا إلى المسجد حتى امتلاء بهم، ثم صعد النبى (صلى عليه وآله وسلم) المنبر وأخذ الكتاب بيده وقال: ايها الناس اني كنت سئلت الله عز و جل أن يخفى أخبارنا عن قريش، وان رجلا منكم كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا، فليقم صاحب الكتاب وإلا فضحه الوحي، فلم يقم أحد فأعاد رسول الله (صلى الله عليه واله) مقالته ثانية، وقال: ليقم صاحب الكتاب وإلا فضحه الوحي، فقام حاطب بن أبى بلتعة وهو يرعد كالسعفة في يوم ريح العاصف، فقال: أنا يارسول الله صاحب الكتاب وما أحدثت نفاقا بعد إسلامي ولا شكا بعد يقيني فقال له النبى (صلى الله عليه واله): فما الذي حملك على أن كتبت هذا الكتاب؟ قال: يارسول الله ان لي أهلا بمكة وليس لي بها عشيرة، فأشفقت أن يكون الدائرة لهم علينا فيكون كتابى هذا كفالهم عن أهلي ويدا لي عندهم ولم أفعل ذلك لشك منى في الدين.

فقال عمر بن الخطاب: يارسول الله مرني بقتله فانه قد نافق؟ فقال رسول الله (صلى الله ليه وآله): انه من أهل بدر ولعل الله اطلع عليهم فغفر لهم أخرجوه من المسجد.

قال: فجعل الناس يدفعون في ظهره حتى اخرجوه وهو يلتفت إلى النبى (صلى الله عليه واله) ليرق عليه فأمر رسول الله برده وقال له: قد عفوت عنك وعن جرمك، فاستغفر ربك ولتعد بمثل ما جنيت.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.