أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
1645
التاريخ: 2023-07-24
1178
التاريخ: 15-02-2015
1532
التاريخ: 29-09-2015
1274
|
كلمة (فتنة) استعملت في القرآن المجيد بمعان مختلفة، فقد جاءت تارةً بمعنى الاختيار والامتحان، وتارة بمعنى البلاء والعذاب والمصيبة، وهي في الأصل بمعنى إدخال الذهب في بوتقة النّار ليتميز جيده من رديئة، ثمّ استعملت بمعنى الاختيارات التي تكشف الصفات الباطنية للإِنسان، واستحدثت في الابتلاء والجزاء الذي يبعث الصفاء في روح الإِنسان ويطهّره من شوائب الذنوب، وأمّا في هذه الآية فإنّ كلمة (فتنة) بمعنى البلاء والمصائب الاجتماعية التي يصاب بها الجميع فيحترق فيها الأخضر مع اليابس.
وفي الحقيقة فشأن الحوادث الاجتماعية هو هكذا، فإذا ما توانى مجتمع ما عن أداء رسالته، وانهارت القوانين على أثر ذلك، وانعدم الأمن، فإنّ نار الفتنة ستحرق الأبرار مع الأشرار، وهذا هو الخطر الذي يحذر الله تبارك وتعالى منه ويحذر في هذه الآية المجتمعات البشرية كلّها.
ومفهوم الآية هنا هو أنّ أفراد المجتمع مسؤولين عن أداء وظائفهم، وكذلك فهم مسؤولون عن حثّ الآخرين لأداء وظائفهم أيضاً، لأنّ الاختلاف والتشتت في قضايا المجتمع يؤدي إِلى انهياره، ويتضرر بذلك الجميع، فلا يصحّ أن يقول أحد بأنني أؤدي رسالتي الاجتماعية ولا علاقة لي بالآثار السلبية الناجمة عن عدم أداء الآخرين لواجباتهم، لأنّ آثار القضايا الاجتماعية ليست فردية ولا شخصية.
وهذا الموضوع يشبه تماماً ما لو احتجنا لصد هجوم الأعداء إِلى مئة ألف مقاتل، فإذا قام خمسون ألف مقاتل بأداء وظائفهم فمن اليقين أنّهم سيخسرون عند منازلتهم العدو، وهذا الانكسار سيشمل الذين أدوا وظائفهم والذين تقاعسوا عن أدائها وهذه هي خصوصية المسائل الاجتماعية.
ويمكن إيضاح هذه الحقيقة بصورة أجلى وهي: أنّ الأخيار من أبناء المجتمع مسؤولون في التصدّي للأشرار لأنّهم لو اختاروا السكوت فسيشاركون أُولئك مصيرهم عند الله كما ورد ذلك في حديث مشهور عن النّبي(صلى الله عليه وآلة وسلم) حيث قال: (إنّ الله عزّ وجلّ لا يعذب العامّة بعمل الخاصّة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكرون، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصّة والعامّة) (1).
ويتضح مما قلناه ان هذا الحكم يصدق في مجال الجزاء الالهي في الدنيا والاخرة ,وكذلك في مجال النتائج وآثار الاعمال الاجتماعية (2).
2- فقد جرى الحديث بين المفسرين حول كلمة لا تصيبن في انها هل هي صيفة نغي او نهي ,فالذين قالوا بالنهي وفسروها بمعنى اتقوا الفتن لأنها لا تصيب الظالمين وحدهم ,وقال بعض :انها صيغة نفي ولكن لما يعتقده علماء العربية بان نون التوكيد لا تظهر في النهي وجواب القسم ,فقد اعتبروا الجملة جوابا لقسم مقدر .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|