أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-07
170
التاريخ: 2023-09-19
940
التاريخ: 6-1-2019
2404
التاريخ: 20-6-2017
2079
|
بدات المشاكل الاقتصادية تظهر بين الدولتين العباسية والبيزنطية بشكل تدريجي وذلك بتطور تلك العلاقات بين الدولتين . ومن ابرز تلك المشاكل:
(1) تخصيص الاموال للمعاهدات والهدن :
فقد كانت الدولة التي تطلب عقد المعاهدة (الامبراطورية البيزنطية) غالبا عليها ان تدفع مبلغا من المال كأحد شروط عقد المعاهدة. فضمن شروط المعاهدة التي عقدها هارون بن المهدي سنة (165هـ/781م) مع اوغسطة امرأة ليون (780 – 797 م) ان تدفع الاخيرة مبلغا قدره تسعون او سبعون الف دينار في نيسان الاول في كل سنة وفي حزيـران (1) فوافقت على دفعها ووقعت المعاهدة.
والشيء ذاته فعله الخليفة الرشيد سنة (187هـ/802م) عندما وافق على تراجع جيشه عن الروم البيزنطيين بطلب من الامبراطور نقفور مقابل ثلاثمئة الف دينار يدفعها الامبراطور فضلا عن جزية شخصية عنه قدرها اربعة دنانير وعن ابنه ديناران (2) .
لقد تمكنت الخلافة العباسية من تحصيل هذه الاموال عن طريق المعاهدات والهدن ، في مدة تعد الذروة في نهضة وقوة الخلافة سياسيا وعسكريا واقتصاديا . وانعكس الامر في القسم الثاني من مدة البحث بحيث ان بيزنطة هي التي بدأت تحصل على الاموال . وقد خلقت هذه المعاهدات وغيرها مشاكل اخرى لبيزنطة كثورة الفلاحين الذين دفعوا ضرائب باهظة لتغطية هذه الاموال (3) .
(2) تخصيص الاموال لنفقات الجند / وسجون الاسرى
حيث تعد أي دولة محاطة بدول اخرى منطقة نزاع عسكري ، بمعنى اخر انها معرضة دائما للدخول في حروب عسكرية . لذلك لابد لها من تجهيز نفسها دائما بقوة عسكرية كبيرة لتتمكن من مقاومة أي نزاعات داخلية او خارجية والقضاء عليها . وهذا بالطبع يتطلب المزيد من الجند والاموال لتحقيق ذلك الغرض . واذا كانت نفقات الجند في حالة الهدوء والسلم كثيرة ، فانها تصبح مضاعفة ، وباهظة ايام الحروب ، وهذا مما ادى بالتالي الى انهاك مالية الدولتين اقتصاديا .
ومن الطبيعي ان تزداد نفقات ومصاريف الجند كلما ازدادت الحروب بين الدولتين ، فمنذ سنة (138 هـ / 755م) بدأ الخليفة المنصور بالاهتمام بتحصين الثغور وشحنها بالمقاتلة ضمن خطة عسكرية متكاملة ، فضلا عن زيادة العطاء لكل مقاتل (4) وتخصيص معونة مالية مع تحمل الخلافة مسؤولية بناء دور خاصة لهم لأقامة عوائلهم (5) . وهذا ادى الى زيادة نفقات الخلافة العباسية وتحملها عبئاً اضافيا لخزينتها المالية ، لأهمية دور هذه الاسر في حماية الثغور من حيث قوتها او ضعفها (6) . وكلفت احدى الحملات التي قادها مؤنس الخادم في عهد الخليفة المعتصم الى الروم البيزنطيين نحوا من مليون دينار (7) .
فضلا عن الحملات الداخلية التي كانت تشنها الخلافة العباسية على الخارجين عليها، فأنفقت الخلافة العباسية على سبيل المثال في ايام الخليفة المقتدر للقضاء على حركة القرامطة اموالا طائلة ، بلغت ما يقارب نحوا من(2,600.000) الف دينار (8) .
وكانت اولى واجبات الانفاق في الامبراطورية البيزنطية هو الانفاق على الدفاع أي تكاليف الجيش والاسطول والحصون التي على الحدود والموانئ وذخائر الحرب وعطاءات الجنود المرتزقة (9) . فضلا عن ان بيزنطة كانت تدفع الاموال كإعانة مالية لعدد من الدول الصديقة لها في اوقات الحرب (10) .مما ادى بالتالي الى ازدياد نفقاتها بشكل كبير.
اما عن نفقات السجون سواء كانت للعامة ام للأسرى الاجانب ، فينبغي ان يتم الانفاق على من في السجون من بيت مال المسلمين (11) ، وكانت الخلافة العباسية تقوم بصرف نفقاتها على هؤلاء المحبوسين من بيت مال المسلمين او ما تسمى بخزينة الدولة ، ففي سنة (163هـ/779م) امر الخليفة المهدي ان يجري على اهل السجون في جميع
الافاق (12) .
وكذلك اوصى ابو يوسف (13) الخليفة الرشيد ان " تجري على من في الحبس على ما كنت قدرت لكل امرئ منهم ، وليكن الاجراء عليهم من بيت مال المسلمين " . حتى ان الخليفة المعتضد قام بتعيين مؤنس الخادم في بيت مال الخاصة ليصرف فيما يحتاج اليه من نفقات السجون، فقام بتخصيص الف وخمسمئة دينار شهريا نفقات للمحبوسين وغيرها من نفقات الصوائف ونفقات الابنية والممرات والحوادث والملمات والرسل الواردين للفداء (14) .
وفي عهد الخليفة المقتدر صرف ما مقداره (690.000) الف دينار سنويا للأغراض نفسها .
انها فعلا نفقات ومصاريف كبيرة حملت ميزانية الخلافة عبئاً ثقيلا فوق طاقتها ، فضلا عن ارزاق الجيش وخزائن السلاح وكذلك النفقات المخصصة للأسرى في السجون (15) .
وكانت الامبراطورية البيزنطية تقوم بصرف الاموال على الاسرى المسلمين جزءا من المعاملة الحسنة لهم ، فكانت توفر لهم الكسوة والطعام ومياه الشرب ، فضلا عن النزل الذي كان واسعا ، وتجهيزهم بضرورات الحياة الاخرى (16) . واعدت لهم برامج الترفيه كسباقات الخيول وغيرها من الالعاب المسلية الاخرى (17) . وازداد عدد الاسرى المسلمين بعد سنة (227هـ/ 837م) (18) ، لذلك لجأت بيزنطة الى حل مشكلتهم بالتبادل والفداء بعد وقوعهم في الاسر لازدياد نفقاتها عليهم وهذا بحد ذاته يعد حلا للمشكلة الاقتصادية .
3 – تخصيص نفقات الرسل والسفارات
كانت الخلافة العباسية تتحمل نفقات سفرائها كاملة، وما تنفقه على السفارات الاجنبية، وكانت نفقات باهظة الثمن ، لانها اظهرت ابهة الخلافة العباسية واهمية مركزها بين الامم الاخرى . واختلفت النفقات عموما وتباينت ما بين الغزوات الصائفة ونفقات الابنية والحوادث والملمات والرسل الواردين للفداء (19) . فصرف علي بن الفرات وزير الخليفة المقتدر كميات كبيرة من الاموال لاستقبال السفراء البيزنطيين الذين ارسلهم الامبراطور قسطنطين السابع الى بغداد لعقد الهدنة وتبادل الاسرى (20) . فضلا عن نفقات الدولة في مصالحها وشؤونها الاخرى (21) .
اما بيزنطة فسمحت للسفير البيزنطي بالإنفاق على تكاليفه وتكاليف بعثته، من تجارة يحملها مع سفارته من وطنه لبيعها في البلاد الذاهب اليها (22) . وكانت هذه البعثات تتحمل نفقاتها وذلك ان يجيزوا لسفرائهم ان يأخذوا من البضائع لتباع حين وصولهم بعملة محلية حيث كانوا يبيعون منتجات بلادهم ، ويوجدوا سوقا تجارية وسياسية (23) . فان بيزنطة كانت تزدهر ما وجدت الاموال لديها (24) ، على حين خصصت الخلافة العباسية الاموال اللازمة لسفرائها من خزينة الدولة التي كانت غنية في بلاطها مزدهرة في اقتصادها .
4 – تخصيص الاموال للهدايا الخاصة لتبادل الأسرى
تعد الهدايا على قدر كبير من الاهمية في صعيد العلاقات السياسية المتبادلة بين الخلافة العباسية والبيزنطية، ومصادرنا التاريخية غنية بذكر العجائب والغرائب وألطاف الهدايا، ومن المؤكد ان هذه الهدايا اخذت حيزا كبيرا من ميزانية الدولة المهدية لانها كانت هدايا ذات قيمة عالية على مستوى الدول فأنها غالية الثمن. فكلما كانت الهدية عظيمة كان ذلك ادل على عظم شأن المرسل اليه، وكل واحد يهدي على مكانته وقدره والهدية على مقدار مهديها (25) .
فقد كتب الامبراطور نقفور الى الخليفة الرشيد يطلب منه جارية من سبي هرقلة كان قد خطبها لابنه، واستهداه طيبا وهدايا اخرى (26)، فوافق الخليفة الرشيد وامر بإحضار الجارية فأحضرت وسلمت الجارية الى الامبراطور وبعث معها الهدايا للإمبراطور البيزنطي (27) .
وكانت الهدايا مستمرة ودائمة بين الدولتين العباسية والبيزنطية طول مدة الخلافة العباسية، وتعكس قيمة الهدية في الخلافة العباسية زيادة شأن المرسل اليه ودليل على قوتها واظهارا لغناها وثرائها، ولكن هذا ادى الى اثارة مشكلة اقتصادية فيما بعد على صعيد العلاقات بين الدولتين. كون هذه الهدايا تقع ضمن الاموال التي تنفقها الدولة من خزينتها، وانها نفقات تتحملها الدولة لإظهار حضارتها ، فضلا عن رغبتها في اتمام فداء الاسرى وتسهيله وحصول الاتفاق بين الدولتين وحسن النية بينهما .
فضلا عما كان يحمله الرسل القادمون للتفاوض في فداء الاسرى من هدايا ثمينة وباهظة كلفت الدولتين اموالا كثيرة ،كما حصل في سنة (246هـ/860م) مع رسول الخليفة المتوكل نصر بن الازهر الذي وصل الى القسطنطينية للتفاوض في امر الفداء وهو محمل بالهدايا (28) .
وفي عهد الخليفة المكتفي ارسل الروم البيزنطيون رسلهم محملين بالهدايا لأغراض الفداء، ففي سنة (294هـ/906م) جاء رسل الامبراطور ليو السادس ومعهم هدية للخليفة لطلب الفداء (29). فضلا عن مجئ السفراء البيزنطيين الى الخليفة المقتدر سنة (305هـ/ 917م) لطلب الفداء والتماس الهدنة منه وكان معهم هدايا ثمينة (30) . وفي سنة (312هـ/924م) جاء رسول امبراطور الروم محملا بالهدايا لطلب فداء اسراهم (31) .
وكانت سفارات الفداء محملة دائما بالهدايا والعطايا، فقد اهدى الامبراطور ارمانوس الى الخليفة الراضي (322–329هـ/934 –940م) هدايا نفيسة منها صياغات وثياب ديباج ومقارم وآنية ذهب ، طريفة الصياغة ومعها كتاب فيه رغبة بيزنطة بأجراء الفداء وعقد الهدنة (32) .
وذكر في كتابه الذي ارسله سنة (326هـ/937م) وكانت الكتابة الرومية بالذهب والترجمة العربية بالفضة : " قد وجهنا شيئا من الالطاف ، وهي اقداح من ذهب وفضة ، …واشياء كثيرة فاخرة " (33) . ووافق الخليفة الراضي على اجراء الفداء وقبل بهداياهم النفيسة وقال : " ان امير المؤمنين قد اسعفكم بما رغبتم واصبتم في هديتكم " (34) .
وفي الوقت نفسه حرصت الامبراطورية البيزنطية على ابداء مظاهر الترف والبذخ والاحتفالات الباهرة عند وصول وفد عربي اسلامي الى القسطنطينية، فقد كان الامبراطور البيزنطي يستقبلهم وهو جالس على عرش قائم على مصعد، يرتفع المصعد بصورة مفاجئة، فيصبح الامبراطور فوق رؤوسهم على حين تأخذ الاسود الاصطناعية الواقفة الى جانب العرش تزأر مهددة (35) . وهذا ما حصل مع عمارة بن حمزة رسول الخليفة المنصور الذي وصل الى القسطنطينية لتأدية رسالة الخليفة الى الامبراطور ليو الرابع الذي سأله عن السيفين والاسدين اللذين اعترضا طريقه، فاجابه الامبراطور: " انهما حيلة تحتال لمن ورد علينا من رسل الملوك لنروعهم بذلك " (36) .
هذا فضلا عما شاهده الاسرى العرب المسلمون من مظاهر الابهة والفخامة الموجودة في الامبراطورية البيزنطية، من خلال ما ذكره لنا هارون بن يحيى (37) الذي اخذه الروم البيزنطيون الى القسطنطينية فهو يصف لنا ادق التفاصيل عن الابنية وقصور الامبراطور والابواب والكنائس وحتى الحبوس (38) .
كما حدث مع الامبراطور تيوفيل الذي حصل على هدايا وجوائز عند انتصاره بغارته على مدينتي طرسوس والمصيصة سنة (216هـ/831م) ، حيث اقترب بموكبه الكبير الذي ضم اسرى العرب المسلمين والغنائم والات الحرب ، من باب الذهب ونزل الامبراطور عن حصانه وركع امامه اكبر اعيان المدينة وقدموا له تاجا مرصعا بالأحجار الكريمة الثمينة . ودخل المدينة مع الامبراطور كل من اشترك معه في الحملة، وكانوا يمتطون الجياد ويلبسون الدروع ويتمنطقون بسيوف الذهب (39) . وفرق الامبراطور على كل من خدمه اساور الذهب مكافأة لهم (40) . كل هذا يعد من مظاهر ابهة وفخامة الامبراطورية البيزنطية التي بذلت جهدها كي تكون بمستوى وحضارة الخلافة العباسية .
(5) تخصيص الأموال لأغراض التبادل والفداء
لقد اصبح الاسر وتكاثر الاسرى فرصة لمراجعة الحسابات بين الدولتين العباسية والبيزنطية ، ولهذا اسست عملية المفاداة على نظام خطوات اساسية واجراءات لابد من اتمامها . ومن جانب اخر فان الانفاق على مفاداة الاسرى كان ضمن المشاكل الاقتصادية التي واجهتها الدولتان ، حيث ان عملية الفداء تحتاج الى تكاليف باهظة لإعداده بالشكل المطلوب . فقد كان يحضر الالوف من الناس باحسن زي واجمله لمشاهدة الفداء. ففي فداء سنة (189هـ/804م) حضر نحواً من خمسمئة الف من اهل الثغور واهل الامصار وقيل اكثر حسب ما ذكرته المصادر (41) ، باحسن ما يكون من العدد والخيل والسلاح والقوة ، واخذوا السهل والجبل وضاق بهم الفضاء (42) . وحضرت مراكب الروم الحربية باحسن ما يكون من الزي ومعهم اسرى المسلمين (43) .
وحصل الشيء ذاته في فداء سنة (283هـ/896م) عندما نادى القائم بأمر هذا الفداء احمد بن طغان الناس بالخروج معه الى مكان الفداء (اللامس) ، فخرج معه وجوه البلد والموالي والقواد والمطوعة بأحسن زي وهيئة (44) .
وقد كانت اغلب الافدية تجري باحتفال عظيم فيأتي الناس بأحسن ما يكون من العدد والخيل والسلاح والقوة ، وكذلك كان الروم البيزنطيون ومراكبهم الحربية تأتي بأحسن ما يكون من الزي ومعهم الاسرى (45) .
وكانت تخصص اموالاً كثيرة للفداء لتبادل الاسرى فقط، فقد انفذ الخليفة المقتدر مئة وعشرين الف دينار مع مؤنس الخادم الذي تولى امر فداء الاسرى المسلمين في سنة (305هـ/917م) وسير معه جمعاً من الجنود واطلق لهم ارزاقاً واسعة ضمن هذا المبلغ (46). وفي سنة (335هـ/946م) اقيمت الدعوة بطرسوس لسيف الدولة بن حمدان ، فنفذ لهم الخلع والذهب ، واعطاهم ثمانين الف دينار للفداء لإتمامه (47) .
اما فداء سنة (355هـ/965م) فقد اختلفت المصادر في تقدير نفقاته، ربما لانه تم على مرحلتين، ففي المرحلة الاولى جرى فداء المشهورين، وفي المرحلة الثانية تم تبادل ما تبقى من الاسرى (48) . يقول مسكويه (49) : ان سيف الدولة انفق على هذا الفداء ثلاثمئة الف دينار ، لانه خلص فيه اعداداً كبيرة من الاسرى ما يقرب من ثلاثة آلاف ومئتين وسبعين نفساً. اما التنوخي (50) قال : ان سيف الدولة لما اقام الفداء بشاطئ الفرات لزمه خمسمئة الف دينار ، في شراء الاسرى ، والاموال التي وصلهم بها ، ورم بها احوالهم .
ومن المؤكد ان سيف الدولة بذل الكثير من الاموال في هذا الفداء لانه اشترى كل من قدر على اخراجه من اسرى المسلمين من بلد الروم (51) ، حتى انه اشترى كل اسير بثلاثة وثمانين دينار (52) ، وبما ان اعداد الاسرى كبيرة فانه بذل نفقات باهظة في سبيل تخليص الاسرى المسلمين من اسرهم وقيودهم .
وفي بعض الافدية كان يتم شراء الاسرى كي يتكافأ العددان من الدولتين لان الفداء كان يتم رجلاً برجل ولا يأخذوا في الفداء امرأة عجوزاً ولا شيخاً كبيراً ولا صبياً، كما حصل ذلك في فداء سنة (231هـ/845م) عندما اضطر الخليفة الواثق الى شراء من كان يباع في بغداد من الرقيق الرومي حتى انه اخرج من قصره من اولئك الرقيق كي يتكافأ العددان (53) .
وضمن المعاملة السيئة التي لاقاها الاسرى المسلمون في الامبراطورية البيزنطية هو بيعهم في الاسواق وبثمن بخس امعاناً في اذلالهم وتكبيلهم، فقد بيع اسقف قبرص على سبيل المثال بألفي دينار (54) . وكلما زادت اهمية وموقع الاسير المسلم كلما ارتفع ثمنه. وحصل الروم البيزنطيون على مبالغ لا بأس بها من جراء هذه العملية.
واخيراً فان الانفاق على اثمان السلاح الخفيف والثقيل، واثمان الخيول القوية على تحمل الحرب، واثمان الطعام والاكسية ومبيت الاسرى ونفقاتهم، كل ذلك كان يمثل مجاري واسعة تتدفق فيها اموال الدولتين العباسية والبيزنطية.
(6) الغنائــم
تعد الاموال التي تحصل عليها الدولة الغالبة في الحرب من الدولة المغلوبة غنائم حرب، وهي احد شروط الصلح بين الدولتين، ومنها بنود تبادل الاسرى ولعلاقتها بالموضوع ولتداخلها مع الاسرى صلحاً ام حرباً تم ذكرها، وتتحمل الدولة المغلوبة فوق عبء خسارتها في المعركة عبئاً ثقيلاً هو فقدانها للكثير من اموالها ومراكبها ومواشيها، ويعد انتصاراً اقتصادياً في المقابل للدولة الغالبة في اخذها لهذه الاموال والممتلكات.
فقد تمكن هارون بن المهدي سنة (165هـ/781م) قبل عقد الصلح مع الروم البيزنطيين من تحقيق بعض المكاسب المادية فغنم من الدواب بأدواتها عشرين الف فرس، وبيع البرذون بدرهم والبغل بأقل من عشرة دراهم، والدرع بأقل من درهم وعشرون سيفاً بدرهم (55) . فقال في ذلك مروان بن ابي حفصة:
أطفت بقسطنطينية الروم مسنداً *** اليها القنا حتى اكتسى الذل سورها
ومــا رمتها حتـــى اتتك ملوكها *** بجزيتهـــا والحــرب تغلــي قدروها (56)
وفي سنة (291هـ/903م) افتتح المعروف بغلام زرافة مدينة انطاكية و زعم الروم البيزنطيون انها تعادل القسطنطينية وهي على ساحل البحر وافتتحها بالسيف عنوة وحصل على غنائم وفيرة (57) ، فأخذ للروم البيزنطيين ستين مركباً فحملها ما غنم من الفضة والذهب والمتاع والرقيق (58) ، وانه قدر نصيب كل رجل حضر هذه المعركة الف دينار لكثرة غنائمه فاستبشر السلمون بذلك (59) .
وفي عهد سيف الدولة الحمداني وقعت الكثير من المعارك بينه وبين الروم البيزنطيين من جهة اخرى ، استحصل فيها الطرفان على الكثير من الاموال والممتلكات ، وقد استمرت المعارك بين الدولتين حتى قبل تولي سيف الدولة زمام الامور ففي سنة (319هـ/931م) دخل ثمل والي طرسوس بلاد الروم وانتصر عليهم ، وغنم من الذهب والفضة وغيره شيئاً كثيراً (60) . وفي سنة (326هـ/937م) تمكن سيف الدولة من شن حملة على بلاد الروم تمكن فيها من اخذ سرير الدمستق وكرسيه (61) . ولكن في خلافة المطيع غلب الروم وغيرهم من الممالك على كثير من ثغور الاسلام ومدنه (62). لذلك اصبحت الامارة الحمدانية تنوب عن الخلافة العباسية في تأدية واجب الحفاظ على الثغور، الا ان الامر الذي أضعفها هو محاربة البويهيين لهذه الامارة (63).
وكان عهد سيف الدولة مليئاً بالانتصارات الكبيرة على الروم البيزنطيين فمن خلال حملاته من سنة (338-350هـ/ 949-961م) تمكن من الحصول على الكثير من الغنائم المختلفة (64) . وفي سنة (351هـ/962م) دخل الروم البيزنطيون مدينة حلب (65) ، ولم يعلم سيف الدولة ولا احد بالخبر لانها كانت كبسة (66) ، فخرج اليه على عجلة من امره وحاربه قليلاً فقتل اكثر من معه فانهزم سيف الدولة ومن معه، وتمكن الروم البيزنطيون من الاستحواذ على دار سيف الدولة وما فيها من ثلاثمئة بدرة (67) من الدراهم والف واربعمئة بغل ومن السلاح ما لا يحصى ولا يعد، فضلاً عن النساء والولدان وغيرهم (68) .
وفي سنة (353هـ/964م) تمكن العرب المسلمون من استرجاع ثقتهم بنفسهم بعد خسارتهم في المعركة السابقة، فتمكنوا من قتل منويل مقدم الروم هو وجماعة من بطارقته، وكانت الحرب من بكرة الى العصر، وبات المسلمون يقاتلونهم في كل ناحية، وغنموا من السلاح والخيل والاموال ما لا يحد. وكان في جملة الغنيمة سيف هندي مكتوب عليه: هذا سيف هندي وزنه مئة وسبعون مثقالاً طالما ضرب به بين يدي رسول الله صلى الله عليه و[آله و] سلم (69) .
وبذلك فقد شكلت نفقات الاسرى المسلمين عند الروم البيزنطيين عبئاً ثقيلاً على ميزانيتها المالية، حتى انهم عدوا الاسرى ضمن الضرائب التي تدفع، فان ضريبة انطاكية مثلاً كانت فيما بعد سنة (320هـ/932م) ، ثلاثة قناطير ذهباً وتكون مع اللوازم التي تلحقها والهدايا ثلاثين الف دينار ومئة اسير في كل سنة (70) .
من الملاحظ ان هذه الغنائم كلها كانت ثمينة وباهظة الثمن، وان فقدانها يعني خسارة مادية ومعنوية، لذلك حاولت الدولة المغلوبة شن حملاتها لاسترجاع ما فقدته من الدولة الغالبة، ونتيجة لذلك اندلعت المعارك بين الدولتين الخلافة العباسية والامبراطورية البيزنطية. وكانت هذه بالفعل مشكلة اقتصادية كان على أثرها وقوع الكثير من الاسرى من الدولتين.
(7) الاعفاء من الضرائب ومنح الأراضي للأسرى
ان اول اشارة عن هذا الموضوع نستمدها من مصدر بيزنطي وهو كتاب الامبراطور ليو الحكيم ( 882 – 912 م ) وعنوانه " Taktica " أي فن الحرب ، حيث جعل الحق للأسرى العرب المسلمين بممارسة الزراعة في الامبراطورية البيزنطية ، وذلك لقلة واردات الامبراطورية بسبب الاسرى من جهة والاستفادة منهم من جهة ثانية ، فضلا عن توجه الناس الى الجندية ، واهمالهم الزراعة فحدثت الازمة الاقتصادية في بيزنطة لقلة الحبوب ، ولأجل معالجة الازمة رفعت بيزنطة شعار الارض لمن يسكنها ويزرعها ، واعفاؤهم من كل الضرائب ، كضريبة الدخان Kapnikon ، التي تفرض على غير المسيحيين في الامبراطورية البيزنطية ، وضريبة الاموال Senones ولمدة ثلاث سنوات متتالية (71) .
ان هذه الاجراءات كانت محاولة من الامبراطور ليو لمعالجة مشكلة الزراعة وتدهورها الذي عانت منه بيزنطة منذ اندلاع ثورة توماس الصقلبي (821 – 823 م)، حيث انخفض عدد الفلاحين الى 50 % في اقليمي الابسيق والارمنياق، فضلا عن ثورات الفلاحين السلاف في معظم اقاليم الدولة (72) . مما زاد في طلب بيزنطة للحبوب وخاصة الحنطة.
ومنحت الامبراطورية البيزنطية مصروفات نفقة فردية قدرها ثلاثة نوميزما = دينارا ذهبيا، للأسير الواحد، فضلا عن امكانية شراء زوج من الثيران لاستخدامه في الفلاحة، وتخصيص قطعة ارض زراعية مساحتها اربعة وخمسون مدا تزرع بالحنطة فقط (73). وهذا الاجراء يقودنا الى ان بيزنطة ظلت تعاني من نقص الحبوب منذ تحرير العرب لأراضي الشام ومصر في القرن (الاول الهجري / السابع الميلادي) ، واستمرت تعاني من ذلك على الرغم من محاولتها الاصلاحية وتخفيض الضرائب على الحبوب القادمة من أي مكان وفرض ضرائب باهظة على تلك الخارجة من اراضيها (74) .
ان كل هذه الاجراءات جاءت كمحاولة من بيزنطة لتوطين اسرى العرب المسلمين في اراضيها، وقطع صلات الاسرى ببلادهم، وبذلك احدثت مشكلة جديدة على مشاكلها وهي مشكلة اقناع الاسرى بالتوطين ورفضهم ذلك ما عدا القلة القليلة ، وسناتي لاحقا الى مشكلة التوطين في بيزنطة .
وعملت بيزنطة جاهدة لمعالجة هذه المشاكل عن طريق:
توطين الاسرى: تعد هذه الطريقة الاخطر التي اتبعتها الامبراطورية البيزنطية مع الاسرى العرب المسلمين، حيث عمل الروم البيزنطيون على استغلال هؤلاء الاسرى من خلال ربطهم بالارض وزراعتها ، ورفعوا شعار الارض لمن يسكنها ويزرعها ، واعفاؤهم من ضرائب كثيرة ولمدة ثلاث سنوات متتالية (75) .
والجدير بالذكر ، ان كل هذه الامتيازات والاجراءات لم تلق الا قبولا محدودا ، والذين استجاب من الاسرى لهم ، هم الذين قال عنهم الخليفة المأمون في رسالته الى الامبراطور تيوفيل : " فما في يدك ، الا احد رجلين ، اما رجل طلب الله عز وجل والدار الاخرة ، فقد صار الى ما اراد ، واما رجل يطلب الدنيا ، فلا فك الله اسره " (76) .
واشارت المصادر العربية فيما بعد الى ما جاء في رسالة الخليفة المامون في رسالة اخرى وجهها الاخشيد محمد بن طغج الى الامبراطور رومانوس الاول ومفادها " ان فيهم من يؤثر مكانه من ضنك الاسر وشدة البأساء على نعيم الدنيا ولذتها وسكونا الى ما يتحققه من حسن المنقلب وجزيل الثواب " (77) .
ان هذه الرسائل تدل على معرفة الخلافة بهذه السياسة وامتداد جذورها الخطيرة الى ما قبل حكم الامبراطور ليو السادس الذي ظهرت في حكمه اول بوادر سياسة التوطين. واتبعت الامبراطورية البيزنطية في سبيل تحقيق سياستها وجمع أكبر عدد من الاسرى لديها (78) اسلوبين الترغيب والترهيب. وكانت اهداف بيزنطة من ذلك، اضعاف الجبهة العباسية، والمتمثلة بالاسرى المقاتلين، لان عودتهم الى بلادهم تعني حملهم السلاح ثانية بوجهها (79) . فضلا عن احباط الروح القتالية والمعنوية للعرب المسلمين، وانها على حد فكرها انها ستحد من قوتهم ، بل وتفرقهم في البلاد الاخرى .
فضلا عن انها بتوطينها للاسرى المسلمين ستعمل على تحقيق مصالحها الاقتصادية، وذلك بالاعتماد على هؤلاء الاسرى ولا سيما في الزراعة ، فضلا عن الاستفادة من مهارات وحرف الاسرى في مجالات العمل التجاري والحرفي والعمراني (80) . وكانت في اغلب الاحيان تحكم سيطرتها على هؤلاء الاسرى من خلال ابقائهم في سجونها سنين طويلة ، هدفها من ذلك ، احكام عملية التوطين والاهداف المرتبطة بها (81) .
ولذلك تعد سياسة التوطين مشكلة كبيرة واجهت الخلافة العباسية، ولكنها سياسة باءت بالفشل وذلك يعود للاسرى انفسهم الذين رفضوا هذه السياسة وقاوموها ، وذلك لإيمانهم العميق بالدين الاسلامي ، وارتباطهم القومي باسرهم وقبائلهم وولائهم للخلافة العباسية.
________________
(1) الطبري ، تاريخ ، 5 / 9 / 347 ؛ ابن الاثير ، المصدر السابق ، 6 / 66 .
(2) خليفة ، المصدر السابق ، 2 / 494 ؛ الازدي ، تاريخ الموصل ،ص308 ؛ الذهبي ، المصدر السابق، 1 / 120 .
(3) ابراهيم احمد العدوي ، قوانين الاصلاح الزراعي في الدولة البيزنطية اهدافها والثورات المضادة لها ، مجلة الاداب والتربية ، الكويت ، العدد 3 – 4 ، 1973 ، ص 160 .
(4) خليفة ، المصدر السابق ، 2 / 444 ؛ الطبري ، تاريخ ، 5 / 9 / 173 .
(5) البلاذري ، المصدر السابق ، ص 223 .
(6) عبيد ، تحصين المدن ، ص 115 .
(7) الصابي ، رسوم دار الخلافة ، ص 315 .
(8) عريب ، المصدر السابق ، ص 124 ؛ ابن الجوزي ، المصدر السابق ، 5 / 209 ؛ ابن الزبير ، المصدر السابق ، ص 238 .
(9) بينز ، المرجع السابق ، ص 156 .
(10) Hussey , op . cit . vol : 6 , part 1 . p . 53 – 54 .
(11) سابق ، المرجع السابق ، 3 / 354 .
(12) الطبري ، تاريخ ، 5 / 9 / 342 .
(13) المصدر السابق ، ص 185 .
(14) الصابي ، الوزراء ، ص 27 .
(15) عبد الجبار ناجي ، الدولة العربية في العصر العباسي ، ( البصرة : مطابع التعليم العالي ، 1989 ) ، ص 250 .
(16) ابن رستة ، المصدر السابق ، ص 120 ؛ وينظر :
Jenkins , Studies on Byzantine History of the 9th and 10th centuries . p . 37 . ؛ Jenkins , The Emperor Alexander and the Saracen Prisoners . pp . 387 – 393 .
(17) المقدسي ، المصدر السابق ، 1 / 147 .
(18) ينظر الملحق رقم ( 2 ) .
(19) الصابي ، الوزراء ، ص 27 .
(20) مسكويه ، المصدر السابق ، 1 / 53 – 55 .
(21) قدامة ، المصدر السابق ، ص 253 .
(22) شارل ثاير ، الدبلوماسي ، ترجمة : خيري حماد ، ط 1 ، ( بيروت : دار الطليعة للطباعة والنشر ، 1960 ) ، ص 21 .
(23) محمد مختار الزقزوقي ، دراسات دبلوماسية ، ( القاهرة : مكتبة الانجلو المصرية ، 1972 ) ، ص 35.
(24) رنسيمان ، المرجع السابق ، ص 193 .
(25) عمرو بن بحر المعروف بالجاحظ ، التاج في اخلاق الملوك ، تحقيق وتقديم : فوزي عطوي ، ( بيروت : الشركة اللبنانية للكتاب ، 1970 ) ، ص 148 .
(26) الطبري ، تاريخ ، 5 / 10 / 99 .
(27) المصدر نفسه ، 5 / 10 / 100 .
(28) م.ن ، 6 / 11 / 60 ؛ رستم ، المرجع السابق ، 1 / 336 .
(29) الطبري ، تاريخ ، 6 / 11 / 342 .
(30) مسكويه ، المصدر السابق ، 1 / 53 ؛ ابن الزبير ، المصدر السابق ، 130 .
(31) مسكويه ، المصدر السابق ، 1 / 139 .
(32) ابو عثمان سعيد وابو بكر محمد الخالديان ، التحف والهدايا ، تحقيق : سامي الدهان ، ( القاهرة : دار المعارف ، 1956 ) ، ص 218 ؛ ابن الزبير ، المصدر السابق ، ص 60 .
(33) ابن الجوزي ، المصدر السابق ، 6 / 293 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، 11 / 188 .
(34) ابن الزبير ، المصدر السابق ، ص 65 .
(35) ثاير ، المرجع السابق ، ص 24 .
(36) ابن الفقيه ، المصدر السابق ، ص 138 .
(37) وكان ذلك في عهد الامبراطور باسيل الاول ( 867 – 886 م ) او في عهد الامبراطور الاسكندر( 912 – 913 م ) . العدوي، الدولة الاسلامية وامبراطورية الروم، ص 187؛ وللمزيد ينظر :
I Zeddin , m . “ Un Prisonier Arab and Byzance ed . I Xe Siecle : Harun Ibn yahya “ . Revue des Etudes Islamiques II (1947) . P . 41 – 62 .
(38) للمزيد من الوصف الكامل والدقيق لمظاهر البناء والعمران البيزنطي ينظر : ابن رسته ، المصدر السابق، ص 119 – 132 .
(39) فازيليف ، المرجع السابق ، ص 99 .
(40) المرجع نفسه ، ص 100 .
(41) المسعودي ، التنبيه ، ص 177 ؛ المقريزي ، المصدر السابق ، 3/106.
(42) المسعودي ، التنبيه ، ص 177 ؛ ثابت ، المرجع السابق ، ص 15.
(43) المقريزي ، المصدر السابق ، 3/106.
(44) الطبري ، تاريخ ، 6/11/349 ؛ المنجد ، المرجع السابق ، ص 145 .
(45) للمزيد عن الافدية ومقاديرها ينظر : المسعودي ، التنبيه ، ص 182.
(46) ابن العبري ، تاريخ مختصر الدول ، ص 155 ؛ دحلان ، المرجع السابق ، ص 185 ؛ حسن ، التاريخ الاسلامي العام ، ص 442.
(47) ابن تغري ، المصدر السابق ، 3/293 .
(48) العريني ، المرجع السابق ، ص 478 .
(49) المصدر السابق ، 2/220 ؛ كانار ، المرجع السابق ، ص 267 .
(50) نشوار المحاضرة ، 2/296 .
(51) المصدر نفسه ، 1/281 .
(52) المصدر نفسه ؛ اما مسكويه ، المصدر السابق ، 2/213 يقول : اشترى كل واحد منهم بثمانين ديناراً ؛ اما ابن العديم ، المصدر السابق ، 1/146 وابن الوردي ، المصدر السابق ، 1/404 فيقولان : ان سيف الدولة اشترى كل رجل باثنين وسبعين ديناراً ؛ ينظر : الشكعة ، المرجع السابق ، ص 220 ؛ ثابت ، المرجع السابق ، ص 74.
(53) الطبري، تاريخ، 6/11/19؛ العدوي، الدولة الاسلامية وامبراطورية الروم، ص 114.
(54) ابن الاثير ، المصدر السابق ، 6/196 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، 10/206.
(55) الطبري ، تاريخ ، 5/9/347.
(56) ابن كثير ، البداية والنهاية ، 1/147.
(57) الطبري ، تاريخ ، 6/10/391 ؛ دحلان ، المرجع السابق ، ص 183 ، وينظر :
Ramsay, op. Cit. P.62.
(58) عريب ، المصدر السابق ، ص 5 ؛ ابن الاثير ، المصدر السابق ، 7/533.
(59) ابن كثير ، البداية والنهاية ، 10/147.
(60) ابن الاثير ، المصدر السابق ،8/233 ؛ دحلان ، المرجع السابق، ص187 .
(61) كانار، المرجع السابق، ص71.
(62) المسعودي ، التنبيه،ص363.
(63) للمزيد ينظر: ابن الاثير، المصدر السابق،8/99 .
(64) ابن العديم، المصدر السابق ، 1/121 ؛ الذهبي ، المصدر السابق،1/215؛ وينظر : دحلان، المرجع السابق، ص 191.
(65) ابن كثير ، البداية والنهاية، 11/239 ؛ العريني ، المرجع السابق، ص457 .
(66) مسكويه ، المصدر السابق ،2/192.
(67) ابن الاثير ، المصدر السابق ،8/540 ؛ ابو الفدا، المصدر السابق ،2/103 ؛ ولكن مسكويه، المصدر السابق،2/192؛ وابن الجوزي ، المصدر السابق ،7/8 ذكروا بأنها ثلاثمئة وتسعين بدرة دراهم.
(68) ابن العماد ، المصدر السابق ،2/3/7 .
(69) ابن الاثير، المصدر السابق ، 8/557 .
(70) ابن حوقل، المصدر السابق ، ص180.
(71) Leo VI , Taktica , op . cit . p . 909 ؛ Porphyrogenitus , op . cit . vol : 11 . p . 695 .
(72) Christophilopolou , Aik , op . cit . vol : 11 . pp . 323 – 324 . ينظر الخريطة رقم (2)
(73) Leo VI , Taktica , op . cit . p . 909 ; Porphyrogenitus , op . cit . p . 496 .
وكان المد في القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي يقدر بـ(6.5 كيلو غرام ) من الحنطة ، بينما في القرنين الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين بلغ 10 كيلو غرامات ، ينظر :
Christophlopolou , Aik , op . cit . vol : 11 . p . 343 .
وعن الحنطة ومصادرها في القرن السابع والثامن الميلاديين عند بيزنطة ينظر :
“ The Grain supply of the Empire “ . in Dumbarton Oaks paper , 13 , ( 1959 ) . pp . 87 – 107 .
(74) اما عن الزراعة البيزنطية بشكل عام ، ينظر :
Lemerle , op . cit . p . 63 .
(75) Leo VI . Taktica , op . cit . p . 909 ; Porphyrogenitus , op . cit . p . 432 .
(76) المسعودي ، مروج ، 3 / 455 – 456 .
(77) القلقشندي ، المصدر السابق ، 7 / 15 .
( 78) Christophilopolou , Aik . , op . cit . vol : III , P . 353 .
(79) ينظر الملحق رقم ( 1 ) و ( 2 ) .
(80) المقدسي ، المصدر السابق ، 1 / 147 .
(81) المسعودي ، التنبيه ، ص 178 . وعولجت هذه الفقرة بشكل مفصل في الفصل الثاني .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|