علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
أم المؤمنين أم سلمة هند زوجة النبي ص
المؤلف: السيد محسن الأمين
المصدر: أعيان الشيعة
الجزء والصفحة: ج 10 - ص 272
14-2-2018
1867
كانت من أعقل النساء وكانت لها أساليب بديعة في استعطاف النبي ص عند غضبه وأدب بارع في مخاطباته وطلب الحوائج منه فمن ذلك لما لقيه ابن عمه واخوه من الرضاعة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب عبد الله بن أبي أمية المخزومي أخو أم سلمة لأبيها، وهو في طريقه إلى فتح مكة، فاستاذنا عليه فاعرض عنهما.
فقالت أم سلمة: يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك، فقال: لا حاجة لي بهما، إما ابن عمي فهتك عرضي وكان يهجو رسول الله واما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال: يعني قوله له: والله لا آمنت بك حتى تتخذ سلما إلى السماء فتعرج فيه وانا انظر ثم تأتي بصك وأربعة من الملائكة يشهدون أن الله أرسلك.
فقالت أم سلمة: لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك. فقال أبو سفيان والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا. فرق لهما النبي فدخلا عليه وأسلما.
وقالت له لما أراد علي ع أن يسال النبي ص في الاذن له في ادخال فاطمة عليه فدخلت أم أيمن على أم سلمة فأخبرتها وأخبرت سائر نسائه بذلك فاجتمعن عنده وقلن فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله انا قد اجتمعنا لأمر لو كانت خديجة في الأحياء لقرت عينها، قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى وقال خديجة وأين مثل خديجة؟ واخذ في الثناء عليها، فقالت أم سلمة من بينهن فديناك بآبائنا وأمهاتنا انك لم تذكر من خديجة أمرا الا وقد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في جنته، يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته قال حبا وكرامة، ثم التفت إلى النساء بعد ما دخلن البيت فقال من هاهنا؟ فقالت أم سلمة انا أم سلمة وهذه فلانة وفلانة، فكانت هي المبادرة بالجواب فامرهن أن يصلحن من شأن فاطمة في حجرة أم سلمة، وابتدأتهن أم سلمة بالرجز أمام فاطمة لما زفت.
فانظر وقارن بين أم سلمة ما ذا قالت في حق خديجة لما أثنى عليها النبي ص وما ذا قالته بعض أزواجه لما اثنى على خديجة فقالت وما كانت خديجة، وقد أبدلك الله خيرا منها.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت:
لما سار علي إلى البصرة دخل على أم سلمة زوج النبي ص يودعها فقالت سر في حفظ الله وفي كنفه فوالله انك لعلى الحق والحق معك ولولا أني أكره ان اعصي الله ورسوله فإنه امرنا ان نقر في بيوتنا لسرت معك ولكن والله لأرسلن معك من هو أفضل عندي وأعز علي من نفسي ابني عمر.
وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يتعقبه الذهبي في التلخيص. وبسنده عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع علي يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس فكشف الله عني ذلك عندصلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين فلما فرع ذهبت إلى المدينة فاتيت أم سلمة فقلت اني والله ما جئت أسال طعاما ولا شرابا ولكني مولى لأبي ذر فقالت مرحبا فقصصت عليها قصتي فقالت أين كنت حين طارت القلوب مطائرها قلت إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس قالت أحسنت سمعت رسول الله ص يقول علي مع القرآن والقرآنمع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. هذا حديث صحيح الاسناد وأبو سعيد هو عقيصاء ثقة مأمون ولم يخرجاه يعني مسلما والبخاري.
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على أم سلمةفقالت لي أ يسب رسول الله ص فيكم؟ قلت سبحان الله أو معاذ الله، قالت سمعت رسول الله ص يقول من سب عليا فقد سبني. وأبو عبد الله الجدلي واسمه عتبة بن عبد كان ساكنا في الشام فلهذا قالت له أم سلمة ذلك. وكانت فقيهة عارفة بغوامض الأحكام الشرعية حتى أن جابر بن عبد الله الأنصاري كان يستشيرها ويرجع إلى رأيها، فقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 40 انه لما ارسل معاوية بسر بن أبي أرطاة في ثلاثة آلاف حتى قدم المدينة ارسل إلى بني سلمة والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد الله فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي ص فقال لها ما ذا ترين ان هذه بيعة ضلالة وقد خشيت ان اقتل، قالت ارى ان تبايع.
وفي رواية الكلبي ولوط بن يحيى التي حكاها ابن أبي الحديد في شرح النهج ان أم سلمة قالت لجابر: اذهب فبايع، وقالت لابنها عمر اذهب فبايع. وفي روايةإبراهيم بن هلال الثقفي التي نقلها ابن أبي الحديد أيضا ان جابرا قال دخلت على أم سلمةفأخبرتها الخبر فقالت يا بني انطلق فبايع، احقن دمك ودماء قومك، فاني قد امرت ابن أخي ان يذهب فيبايع، واني لأعلم انها بيعة ضلالة.