علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
احتدام الحرب في صفّين.
المؤلف: الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
المصدر: عمّار بن ياسر.
الجزء والصفحة: ص 212 ـ 213.
2023-11-03
1423
قال نصر: ثم التقى الناس فاقتتلوا قتالاً شديداً، وحاربت طيء مع أمير المؤمنين (عليه السلام) حرباً عظيماً وتداعت وارتجزت، فقتل منها أبطال كثيرون، واشتد القتال بين ربيعة وحمير وعبيد الله بن عمر حتى كثرت القتلى، وجعل عبيد الله بن عمر يحمل ويقول: أنا الطيّب ابن الطيّب: فتقول له ربيعة بل أنت الخبيث بن الطيب.
ثم خرج نحو خمسمائة فارس أو أكثر من أصحاب علي (عليه السلام) على رؤوسهم البيض، وهم غائصون في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق، وخرج إليهم من أهل الشام نحوهم في العدّة فاقتتلوا بين الصفّين والناس وقوف تحت راياتهم، فلم يرجع من هؤلاء ولا من هؤلاء مخبر: لا عراقيّ ولا شاميّ، قتلوا جميعاً بين الصفّين.
قال نصر: وكان بصفين تلٌّ تلقى عليه جماجم الرجال، فكان يدعى «تل الجماجم» فقال عقبة بن مسلم الرقاشي من أهل الشام:
ولم أرَ فرساناً أشد حفيظةً
وأمنع منّا يوم تل الجماجم
غداة غدا أهل العراق كأنّهم
نعام تلاقى في فجاج المخارم
إذا قلت قد ولوا تثوب كتيبة
ململةً في البيض شمط المقادم
وقالوا لنا هذا علي فبايعوا
فقلنا صهٍ بل بالسيوف الصوارم
وقال شبث بن ربعي التميمي:
وقفنا لديهم يوم صفّين بالثنا
لدن غدوةٍ حتى هوت لغروب
وولى ابن حرب والرماح تنوشه
وقد أرضت الأسياف كل غضوب
نجالدهم طوراً وطوراً نشلهم
على كل محبوك السراة شبوب
فلم أرَ فرساناً أشد حفيظة
إذا غشي الآفاق رهج جنوب
وحمل عبيد الله في قرّاء أهل الشام ومعه ذو الكلاع في حمير، حملوا على ربيعة وهي في ميسرة علي (عليه السلام)، فقاتلوا قتالاً شديداً، فأتى زياد بن خصفة إلى عبد القيس فقال لهم: لا بكر بن وائل بعد اليوم! إنّ ذا الكلاع وعبيد الله أبادا ربيعة، فانهضوا لهم وإلا هلكوا. فركبت عبد القيس وجاءت كأنّها غمامة سوداء، فشدّت أزر الميسرة، فعظم القتال فقتل ذو الكلاع الحميريّ، قتله رجل من بكر بن وائل اسمه خندف، وتضعضعت أركان حِمْيَر وثبتت بعد قتل ذي الكلاع تحارب مع عبيد الله بن عمر، وأرسل عبيد الله إلى الحسن بن علي إنّ لي إليك حاجةً، فالقني، فلقيه الحسن (عليه السلام)، فقال له عبيد الله: إنّ أباك قد وتر قريشاً أولاً وآخراً، وقد شنئه الناس، فهل لك في خلعه وأن تتولّى أنت هذا الأمر؟! فقال الحسن: كلا والله لا يكون ذلك. ثم قال: يا بن الخطّاب، والله لكأنّي أنظر إليك مقتولاً في يومك أو غدك. أما إنّ الشيطان قد زيّن لك وخدعك حتى أخرجك مخلّقاً بالخلوق ترى نساء أهل الشام موقفك، وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلاً. قال نصر: فوالله، ما كان إلا بياض ذلك اليوم حتى قتل عبيد الله وهو في كتيبةٍ رقطاء ـ وكانت تدعى الخضريّة ـ كانوا أربعة آلاف عليهم ثياب خضر، فمرّ الحسن (عليه السلام) فإذا رجل متوسد برجل قتيل قد ركز رمحه في عينه، وربط فرسه برجله، فقال الحسن (عليه السلام) لمن معه: انظروا من هذا؟ فإذا رجل من همدان، وإذا القتيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب.