1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : مفاهيم ونظم تربوية :

إمكانية التأهيل التربوي

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم

الجزء والصفحة:  ص95ـ96

21-4-2017

2329

يجب أن لا نيأس عندما نرى لدى الطفل تصرفات مخالفة وفوضوية، ولا أن نظن ان كل شيء بيننا وبين الطفل قد انتهى، ولا يمكننا اصلاحه، يجب أن لا نيأس لأن كل إنسان يحمل قابلية التأثير والتأثّر معه حتى آخر عمره، فكما أن الإنسان الذي قضى عمراً في الطهر والتقوى قد يفسد، فكذلك الإنسان الذي قضى عمره في التلوث وسوء الخلق والفساد قد يصلح، ولا يحق لنا إلقاء اللائمة على الطفل المخالف وتوبيخه لأنه ليس المسؤول الوحيد عن مخالفته وفساده، أو عن عدم تربية نفسه وعدم إعدادها.

حيث لم يصله النور والخميرة الكافية ليكون صالحاً ومقتدراً.

فالذين اعتادوا على أمر أو سيرة ما قد يتغيرون، وتتحول ردود فعلهم غير المناسبة الى مناسبة، شرط ان لا نخرج نحن عن طورنا كمربين، وأن ننظر الى كل فعل مخالف وخطأ يصدر عن الطفل على انه مرض.

هناك عدة نواح لإمكانية التأهيل نشير الى بعضها :

ـ من الناحية العلمية :

من الناحية  العلمية الإنسان هو موجود متغير، وقابل للتحول، وإن قابليته للتغيير والتحول تفوق قابلية الحيوانات بعدة اضعاف. إلى حد قول ارسطو: عبر التربية يمكن تبديل الاشرار الى اخيار، وإصلاح الملوثين بالقبائح.

فدراسات علماء النفس وعلماء المجتمع والمربين تدل على ان غرائز الإنسان معدودة ومحدودة، واقل من الحيوانات بكثير. فالذي يوجه نشاطات الإنسان ليست غرائزه، بل تربيته. خلافاً للحيوان الذي ترشده طوال حياته غرائزه.

ووجود الغرائز المعدودة في الإنسان هي نقطة إيجابية لصالح المربي؛ لأنه سيتمكن من توجيهه كما يشاء، ويمكنه ان يوجه سيرته الى اتجاه معين.

بل ويعتقد علماء النفس ان سيرة الطفل يمكن تغييرها مهما كانت عقيدته متطرفة.

لكن هناك مسألة ضرورية وهو انه لا يمكننا دوماً سد جميع النواقص والثغرات الموجودة في الإنسان. كما ان إصلاح بعض الثغرات الجسدية أمر متعذر أيضاً كقبح الوجه، أو شلل الأطفال عند الولادة، أو مرض السكري منذ الولادة وغير ذلك، فكلا الأمرين مستحيل أو صعب جداً، وإمكان حدوثه ضئيل. وفي الجانب النفسي فإن الإصلاح حتى بلوغ الحد الاقصى أمر ضئيل، والبلوغ بفرد قليل الإدراك والذكاء الى درجة النبوغ محال عبر الظروف الحالية. اما الجانب الأخلاقي السلوكي فإن إمكانية الإصلاح اكبر بعدة اضعاف، والمجال لتوجيه الفرد نحو الهدف المطلوب أوسع بكثير.

وفي نفس الوقت لا بد من التنبيه الى أن إمكانية تأهيل الطفل ليست الى حد الأحلام الذهبية، أو صنع فرد مثالي منه. فقد لا نتمكن من تربية أبنائنا ليكونوا دوماً أفضل ورود الباقة، لكن هناك إمكانية ان نصل بهم الى الحد المقبول.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي