1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : مفاهيم ونظم تربوية :

الانسجام بين التربية والطبيعة

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الطفل بين الوراثة والتربية

الجزء والصفحة:  ج2، ص274ـ276

30-12-2016

2518

إن القاعدة الأساسية في التربية الصحيحة عبارة عن الانسجام التام بين المناهج التربوية والقوانين الطبيعية. على الاباء والامهات أن يسيروا حسب قوانين الفطرة في تربية أطفالهم خطوة خطوة، ويربوا الطفل على الأسس الفطرية، فمثلا يختلف الغذاء المناسب للطفل قبل ظهور الأسنان في فمه عنه بعد ظهورها. وعلى المربي أن يسير في أسلوب تغذية الطفل ونوع الطعام الذي يلائمه وفقاً لقانون الخلقة، ويثبت منهاجه الغذائي على الموازين الطبيعية والتكامل التدريجي للطفل. إن الرغبة في اللعب من الأمور الفطرية عند الطفل. وعلى المربي أن يجعل منهاجه التربوي منسجماً وهذا الميل الفطري فيعوّده على الألعاب السليمة والبعيدة عن الأخطار.

والغريزة الجنسية من أهم الأمور الفطرية عند الطفل. هذه الغريزة تسلك طريق تكاملها ونموها في ظل سلسلة من القوانين والقواعد الطبيعية الدقيقة، وتمر بمراحل عديدة وفقاً لمنهاج الفطرة حتى مرحلة البلوغ.

ولكيلا يصاب الأطفال بالانحراف الجنسي، بل ينشأوا على العفلة والنزاهة، يجب على الآباء والأمهات أن يخضعوا أطفالهم الى رقابة واعية بواسطة منهاج تربوي سليم يتماشى والمنهاج الفطري... وبذلك يستطيعون أن يقودوهم نحو الطريق المستقيم المؤدي الى السعادة والفلاح.

(لقد بات من الأمور المتسالم عليها في الآونة الأخيرة أن النشاط الجنسي عند الاطفال يظل جامداً بين السادسة والثانية عشرة من أعمارهم، وكما يقول علماء التحليل النفسي فان هذه الفترة هي فترة ضمور. في هذه الفترة تحصل علاقات في الأولاد والبنات أو بين الاطفال من جنس واحد، قائمة على الحب ولكنها بعيدة كل البعد عن الشهوة. أما القوة الجنسية المحركة فانها تستيقظ في مرحلة البلوغ بأقوى ما يمكن. وقبل هذه المرحلة فان هذه النار بالرغم من وجودها، مختفية تحت الرماد، لكنها منذ هذه المرحلة تأخذ بالاندلاع وإبداء مظاهرها المختلفة).

نلاحظ في هذه الفقرة المقتبسة ثلاث نقاط جديرة بالانتباه :

الأولى : إن الفترة الواقعة بين السادسة والثانية عشرة عند الأطفال فترة خاصة من الناحية الجنسية.

الثانية : إن الغريزة الجنسية في هذه الفترة كالنار المستورة بالرماد، أما في دور البلوغ فإن الرماد يتنحى وتندلع ألسنة النار.

الثالثة ـ إن قانون الخلقة يقضي بأن يكون النشاط الجنسي جامداً ومضمراً في الأعوام الواقعة بين السادسة والثانية عشرة.

هذه النقاط الثلاث مما تعترف بها المدرسة الفرويدية ، ويذعن لها سائر العلماء والباحثين. وإذا عدنا الى ما ذكرناه آنفاً من ضرورة انسجام الأساليب التربوية مع القوانين الطبيعية ، فإن أفضل المناهج التربوية في كيفية توجيه الغريزة الجنسية في الفترة الواقعة بين السادسة والثانية عشرة هو المنهج الذي ينسجم وضمور النشاط الجنسي ، حيث تكون علاقات الحب بين الأطفال منزهة من شائبة الميل الجنسي.

وبعبارة اوضح : فإن المنهج الطبيعي في الأعوام السابقة على البلوغ يقضي باختفاء الميل الجنسي وجموده.. إذن يجب أن يكون المنهج التربوي منسجماً مع قانون الطبيعة، ويساعد على هذا الجمود والضمور في سبيل تربية الطفل تربية صحيحة .

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي