الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
توضيح حول آفات التنمية والوقاية منها
المؤلف: محمد الريشهري
المصدر: التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة: ص613-615
23-12-2016
1512
بغية التعرف على مفاهيم النصوص... حول موضوع آفات التنمية على نحو أفضل، ومن أجل إدراك الأهداف التي تتوخاها، تجدر العناية بالملاحظات التالية:
1- لا يمكن تحليل ما جاء في هذا الفصل حول آفات التنمية وسبل الوقاية منها وفهمه إلا في إطار العلاقة مع التنمية المستديمة الشاملة، كما سلفت الإشارة إلى ذلك(1). أما لو اقتصر مفهوم التنمية على الاحتياجات المادية والعاجلة، فلن يكون ثمة معنى للحديث عن آفات التنمية في هذا القسم، وكذلك الحال بالنسبة إلى موانع التنمية بالطريقة التي نهض بها القسم الرابع.
2- تكمن أخطر آفات التنمية المستديمة في الرؤية الكونية المادية، وهذه الآفة هي في حدٍّ من الخطورة بحيث تقلب التنمية إلى ضدها حتى في مفهومها المحدود والدنيوي.
تقطع الرؤية الكونية المادية صلة الإنسان بخالق الوجود وبعالم الأبدية،(2) والغفلة عن ذكر الله سبحانه وعن الآخرة هي منشأ ضروب المفاسد والآفات، وهي من بين الآفات الاقتصادية.
في إطار المرجعية الفكرية المادية لا معنى لمبادئ التنمية الاعتقادية ولا محل لها من الإعراب، ومن ثم لن يبقى أي إنسان بانتظار ما تسفر عنه جهوده المشروعة من ثمار على صعيد بلوغ الأهداف الاقتصادية، بل يكفي أن تتباطأ تلك الجهود في تحقيق غايتها،(3) أو تأتي النتائج دون الطموح،(4) لكي يتحول ذلك إلى حافز يدفع الإنسان صوب المبادرات غير المشروعة(5).
من الممكن أن تحقق الجهود غير المشروعة مكاسب عاجلة على صعيد الأهداف الاقتصادية، بيد أنها لن تفضي - دون ريب - إلى التنمية الشاملة والمستديمة.
3- تبرز الرؤية الكونية الإلهية بوصفها العامل الرئيسي الأول في الوقاية من آفات التنمية. لما كان الارتباط بخالق الوجود والإيمان بالحياة الأبدية يردعان عن التورط في الممارسات غير المشروعة، ويحولان دون التوسل بالأدوات المنحرفة في سبيل تحقق الأهداف الاقتصادية، فمن الطبيعي أن يتحول ذلك إلى رادع وقائي يحول دون بروز آفات التنمية.
على أساس المرجعية الفكرية التوحيدية، يفضي الإيمان بالتقدير(6) بمفهومه الصحيح والبناء - إلى جوار التدبير والعمل - إلى أن يعيش الإنسان الهدوء والاستقرار. فإذا آمن الإنسان بأن الله هو الرزاق، فلن يغتم لأمر الرزق ويحزن له؛(7) انطلاقا من إيمانه بأن الله ضمن رزق كل إنسان يسعى في طلبه، كما أنه لا يحرص، ولا يرمي بنفسه في لهوات المخاطر وفي لجة الآلام والمشاق بأكثر مما ينبغي، بل يقنع بالحياة الكريمة،(8) ثم تراه يبادر إلى إنفاق ما يزيد على حاجته لما يحقق الازدهار العام ويخدم أبناء نوعه(9).
_____________
1ـ انظر: ص 313 (التكاثر والتنمية) .
2ـ انظر: ص 585، (الغفلة عن الآخرة) .
3ـ انظر: ص 586 (استبطاء الرزق) .
4ـ انظر: ص 588 (استقلال الرزق) .
5ـ انظر: ص 590 (طلب الحرام) .
6ـ انظر: ص 303 (التقدير والتنمية).
7ـ انظر: ص 307 (التقدير وتقسيم الأرزاق).
8ـ انظر: ص 312 (القناعة والتنمية).
9ـ انظر: ص 310، (الزهد والتنمية).