الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
واجبات الشعب إزاء الحاكم الإسلامي
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص385ــ392
2025-08-31
41
كما أن للحكام والولاة المسلمين واجبات ومسؤوليات إزاء شعوبهم، ففي المقابل، تقع على الشعوب واجبات إزاء الحكومة الإسلامية والحكام المسلمين نستعرض هنا بعض أهم تلك التأكيدات:
1. الوفاء للحكومة الإسلامية: النصرة والوفاء من بين حقوق الحاكم العادل على عامة الشعب، فالإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) يستعرض في إحدى خطبه هذه الحقوق قائلاً: أَيُّها النَّاسُ ... أَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ فَالْوَفَاءُ بِالْبَيْعَةِ(1).
2. نصرة الحكـام: أحد العناصر الأساسية والمهمة في صيانة الحكومة الإسلامية طاعة الحاكم المعصوم (سلام الله عليه) في عصر حضوره، ونصرة الولي الفقيه في عصر الغيبة. قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): فَأَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ... وَالإِجَابَةُ حِينَ أَدْعُوكُمْ، وَالطَّاعَةُ حِينَ آمُرُكُمْ(2).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): انْظُرُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ قَدْ رَوَى حَدِيثَنَا وَنَظَرَ فِي حَلالِنَا وَحَرَامِنَا وَعَرَفَ أَحْكَامَنَا فَلْتَرْضَوْا بِهِ حَكَماً، فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ حَاكِماً، فَإِذَا حَكَمَ بِحُكْمِنَا فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ فَإِنَّمَا بِحُكْمِ اللَّهِ اسْتُخِفَّ وَعَلَيْنَا رُدَّ وَالرَّادُّ عَلَيْنَا الرَّادُّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى حَدٌ الشِّرْكِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ(3).
ملاحظة: المراد بالشرك، الشرك العملي لا العقدي. فالاهتمام العملي للحكم القضائي والولائي للحاكم واجب على الجميع، ويحرم نقضه، سواء من قبل الحاكم أم المجتمع المسلم.
3. النصح والمشاركة السياسية: ثمة مسؤولية تقع على الشعب وفقاً لمـا هـو معهود في الثقافة الإسلامية، تتمثل في أن يخلص النصيحة للحاكم ولا يغشه، وطبعاً لا يتسنّى ذلك إلا من خلال مشاركته الواسعة في إدارة أمور البلاد، فيؤدي ذلك إلى اعتلاء الحكومة الإسلامية ونموها؛ وقد تجسّد هذا النهج في السيرة النبوية حين جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس خلال حجّة الوداع في مسجد الخيف وخطب فيهم خطبته الشهيرة الجامعة(4) التي قال فيها: ثَلاثُ لا يَغُلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلاصُ الْعَمَلِ للهِ وَالنَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَاللُّزُومُ لجمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِيطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمْ(5).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) في هذا الأمر: فَأَمَّا حَقِّي عَلَيْكُم... النُّصْحُ
لي في المَشْهَدِ وَالمغيب [عبر الحضور المخلص والواسع في إدارة الأمور](6).
4. الدعاء لرفعة الحاكم: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): ثلاث خلال تَجِبُ لِلْمُلُوكِ عَلَى أَصْحَابِهِمْ وَرَعِيَّتِهِمْ: الطَّاعَةُ لهُمْ وَالنَّصِيحَةُ لهُمْ فِي الْمُغِيبِ وَالمُشْهَدِ وَالدُّعَاءُ بِالنَّصْرِ وَالصَّلاحِ(7).
5. التعاون في مجال الاستخبارات والمعلومات: يذكر لنا التاريخ أن رجالاً من بني ناجية نكثوا بيعة الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وخرجوا على طاعته فأمر أحد رجاله واسمه عبد الله بن قعين الأزدي بتعقب أثرهم، وبعد السؤال وتتبع الأثر رجع إلى أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وأسرّه بنتيجة تعقّبه لهؤلاء القوم وهي أنّهم قد تركوا الكوفة. بعد ذلك كتب أمير المؤمنين (سلام الله عليه) نسخة واحدة من كتاب وأخرجها إلى العمال جاء فيها: مِنْ عَبْدِ اللهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَنْ قَرَأَ كِتَابِي هَذَا مِنَ الْعُمَالِ؛ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ رِجَالاً لَنَا عِنْدَهُمْ بِيعَةٌ خَرَجُوا هِرَابَا نَظُنُّهُمْ وَجِهُوا نَحْوَ بِلادِ الْبَصْرَةِ فاسألْ عَنْهُمْ أَهْلَ بِلادِكَ وَاجْعَلْ عَلَيْهِمُ الْعُيُونَ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنْ أَرْضِكَ ثُمَّ اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا يَنتَهِي إِلَيْكَ عَنْهُم(8).
وعن الإمام الرضا (سلام الله عليه) قوله: كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) إِذَا بَعَثَ جَيْشَاً فَاتَّهَمَ أَمِيراً بَعَثَ مَعَهُ مِنْ ثِقَاتِهِ مَنْ يَتَجَسَّسُ لَهُ خَبَرَهُ(9).
ويشار إلى أنّ هذه مهمة حسّاسة ولا يصلح لها أياً كان، بل لا بد من اختيار من هو أهل للقيام بها، ويتمتع بالخصوصيات اللازمة مثل الوفاء والإخلاص والإيمان. وقد كتب الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) إلى مالك الأشتر: وَابْعَثِ الْعُيُونَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ عَلَيْهِمْ(10).
6. الإعراض عن حكام الجور: وفقاً للعقيدة الإسلامية فإنّ الابتعاد عن الله والحيد عن طريق أهل بيت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) خروج عن الصراط المستقيم، وأيما حكومة تتأسس بمعزل عن إذن أهل البيت (سلام الله عليه) ولا تكون بالنيابة عنهم، هي حكومة طاغوت؛ وطاعتها طاعة للطاغوت تودي بصاحبها إلى الضلال؛ وقد بيّن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) إلى أحد أصحابه ذلك خير بيـان بقوله: يَا أَبَا الصَّباح! إِيَّاكُمْ وَالْوَلائِج، فَإِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَنَا فَهِيَ طَاغُوتُ(11).
الثواب والعقاب
إن التزام كل من الولاة والرعية بمسؤولياتهم له آثار وثواب جزيل، وفي المقابل، التقاعس عن تلك المسؤوليات ينطوي على عقاب وعذاب.
نشير هنا إلى بعض الروايات التي تتناول ذلك الثواب والعقاب:
1. ثواب الحاكم العادل: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الْوَالِي الْعَادِلُ الْمُتَوَاضِعُ، ظِلُّ الله وَرِيحُهُ فِي أَرْضِهِ، فَمَتَى نَصَحَ فِي نَفْسِهِ وَفِي عِبادِ اللَّهِ حَشْرَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَفْدَهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلا ظِلُّه...(12)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: أَحَبُّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَقْرَبُهُمْ مِنَ اللَّهِ مجلِساً إِمَامٌ عَادِلٌ(13).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: ثَلاثَةٌ يُدْخِلُهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ .... فَإِمَامٌ عَادِلٌ وَتَاجِرٌ صَدُوقٌ وَشَيْخُ أَفْنَى عُمُرَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلٌ...(14).
2. آثار طاعة الحاكم العادل: قال الإمام زين العابدين (سلام الله عليه):... وَطَاعَةُ وُلاةِ الْعَدْلِ تَمامُ الْعِزَّ...(15).
وعن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) أن الله تعالى قال:... وَلَأَعْفُونَ عَنْ كُلَّ رَعِيَّة في الإِسْلامِ دَانَتْ بِوَلايَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَنْفُسِهَا ظَالَمةٌ مُسِيئَةٌ(16)؛ لأن الحياة في ظل منظومة العدل والإنصاف مدعاة لإصلاح الأمة ورجوعها عن الظلم إلى العدل وعن السيئة إلى الحسنة.
3. عواقب الاستخفاف بالحاكم الإسلامي: نظراً للمكانة الرفيعة للحكومة الإسلامية والحاكم الإسلامي، فإنّ الاستخفاف بأي منهما أمر مذموم وينطوي على عواقب وخيمة.
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): الْعَاقِلُ لَا يَسْتَخِفُ بِأَحَدٍ وَأَحَقُّ مَنْ لا يُسْتَخَفْ بِهِ ثَلاثَةُ: الْعُلَمَاءُ وَالسُّلْطَانُ وَالإِخْوَانُ، لِأَنَّهُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِالْعُلَمَاءِ أَفْسَدَ دِينَهُ وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالسُّلْطَانِ أَفْسَدَ دُنْيَاهُ وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالْإِخْوَانِ أَفْسَدَ مُرُوتَهُ(17).
وفي رواية أخرى قال (سلام الله عليه): ثَلاثَةٌ لا يَجْهَلُ حَقَّهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْرُوفٌ بِالنِّفاقِ: ذُو الشَّيْبَةِ فِي الإِسْلَامِ وَحَامِلُ الْقُرْآنِ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ(18).
4. جزاء الحاكم الجائر: قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله):.. إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللهِ وَأَشَدَّهُمْ عَذَاباً إِمَامٌ جَائِرٍ(19).
وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: صِنْفَانِ لا تَنَالهُما شَفَاعَتِي: سُلْطَانٌ غَشُومٌ عَسُوفٌ وَغَالٍ في الدِّينِ مارِقٌ مِنْهُ غَيْرُ ثَابِتٍ وَلَا نَازِع(20).
وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ جَارَتْ وِلايَتُهُ زَالَتْ دَوْلَتُهُ(21). وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه):... وَأَمَّا الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ: فَإِمَامُ جَائِرٌ وَتَاجِرٌ كَذُوبٌ وَشَيْخٌ زَانٍ(22).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ وَمَلِكٌ جَبَّارٌ وَمُقِلٌ مُخْتَالٌ(23).
5. جزاء تصديق الحاكم الجائر: كما أن الحاكم الظالم لا يُرزق شفاعة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وجزاؤه عذاب جهنّم، فإنّ أنصاره أيضاً سوف يبتلون بنفس مصيره.
فعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَال: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله)... فَقَالَ: إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَن دَخَلَ عَلَيْهِم فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِم فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ...(24).
6. قبح التفاخر عند الحكام: قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): إِنَّ مِنْ أَسْخَفِ حَالاتِ الْوُلاةِ عِنْدَ صَالِحِ النَّاسِ أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ الْفَخْرِ وَيُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَى الْكِبْرِ(25).
7. عواقب ظلم الحكام: قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله):... إِذَا جَارَ الْحُكّام قَلَّ المطر...(26).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: ثَلاثَةٌ تُكَدِّرُ الْعَيْشَ: السُّلْطَانُ الجائِرُ وَالْجَارُ السَّوْءُ وَالمَرْأَةُ الْبَذِيَّةُ(27).
8. كلمة حق عند سلطان جائر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أَلا لا يَمْنَعَنَّ رَجُلاً مَهابَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذا عَلِمَهُ، أَلا إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٌّ عِنْدَ سُلطان جَائِرٍ(28).
9. نتيجة فساد الحكام: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي إِذَا صَلَحَا صَلَحَتْ أُمَّتِي وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَتْ أُمَّتِي قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَنْ هُمَا؟ قَالَ: الْفُقَهَاءِ وَالأُمَرَاءُ(29).
______________________________
(1) نهج البلاغة، خطبة رقم 34.
(2) الغارات، ج 1، ص 24؛ نهج البلاغة خطبة رقم 34.
(3) عوالي اللئالي، ج 3، ص192.
(4) انظر: تفسير القمي، ج 2، ص 447؛ تفسير كنز الدقائق، ج 4، ص 188.
(5) الكافي، ج 1، ص 403.
(6) الغارات، ج 1، ص 24.
(7) تحف العقول، ص319.
(8) الغارات، ج 1، ص 225.
(9) وسائل الشيعة، ج 15، ص 60.
(10) نهج البلاغة، الكتاب 53.
(11) تفسير العياشي، ج 2، ص 83.
(12) الآداب الدينية، ص 151.
(13) روضة الواعظين، ص 467.
(14) کتاب الخصال، ص 80.
(15) الكافي، ج 1، ص 20.
(16) الكافي، ج 1، ص 376.
(17) تحف العقول، ص 320.
(18) الكافي، ج 2، ص 658.
(19) روضة الواعظين، ص 466.
(20) قرب الإسناد، ص 31.
(21) غرر الحكم، ص 346.
(22) كتاب الخصال، ص 80.
(23) الكافي، ج 2، ص311.
(24) المعجم الكبير، ج 19، ص 134.
(25) الكافي، ج 8، ص 355.
(26) الجامع الصغير، ج 1، ص 115.
(27) تحف العقول، ص 320.
(28) كنز العمال، ج 15، ص 923.
(29) كتاب الخصال، ص 36.
الاكثر قراءة في الوطن والسياسة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
