دور العلوم الإنسانية في توطيد السلوك البيئي السليم
المؤلف:
د. حمدي أحمد حامد
المصدر:
علم الجغرافيا والبيئة
الجزء والصفحة:
ص 67 ـ 69
2025-08-05
254
إذا كانت مشكلة تلوث البيئة هي قبل كل شيء مشكلة إنسانية، فهذا يعني أنها مشكلة سلوكية، تتعلق بسلوك الإنسان وموقفه من البيئة التي يعيش فيها، وبالتالي فإن معرفة أشكال السلوك الإنساني تجاه البيئة مسألة مهمة لفهم المشكلة المطروحة من جهة وتوجيه السلوك من خلال دعم وتقوية أو إحياء أشكال السلوك المناسبة، أو إيجاد أشكال جديدة من السلوك قائمة على أسس بيئية سليمة تحترم البيئة ومكوناتها مهما كانت، وهذا يعني أن حل المشكلات البيئة سواء تلك التي تتعلق بالتقدم الاجتماعي، والتطور الاقتصادي المتسارع، أو تلك الناتجة عن التخلف وسوء إدارة المشروعات الاقتصادية، أو بسبب الحروب المحلية والإقليمية والدولية، يرتبط قبل كل شيء بتعزيز دور العامل البشري.
وهذا التعزيز لا يمكن أن يتم إلا بزيادة احترام الإنسان، واحترام قدراته ومنجزاته، وبتضافر جميع الجهود للاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية بشكل عقلاني ورشيد، وهنا يتجلى بوضوح دور العلوم الإنسانية في تكوين قناعات بيئية مناسبة وصحيحة لدى كل إنسان، وهذه القناعات تحدد نشاطه الإنساني وسلوكه في مجال حماية البيئة، والتأكيد من خلال كل فرع من فروعها العلمية على العلاقة الوثيقة بين تفاقم المشكلات البيئية من جهة، وبين تدني القيم والمبادئ الأخلاقية وتراجعها، والتوجه نحو مفاهيم ومصطلحات أنانية ومغلوطة من جهة ثانية، وأقل ما يقال في هذه التوجهات أنها مرفوضة ومستهجنة ومنبوذة من الشرائع الدينية، وبعيدة عن القيم الإنسانية النبيلة، التي تكونت وتراكمت عبر الزمن، والتي تحض على السلوك البيئي السليم البعيد عن معايير الربح والاستنزاف الجائر والمفرط للموارد الطبيعية، الذي يؤدي إلى تأثيرات سلبية على البيئة والإنسان، وهذه التأثيرات تتزايد بشكل تدريجي، وتؤدي في النهاية إلى فساد بيئي لا رجعة فيه، وهذا المهاتما غاندي يقول إن الأرض تكفي لتوفير حاجات كل فرد، وليس أطماع كل فرد.
الاكثر قراءة في الجغرافية الثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة