النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
شبهات وردود حول القضية المهدوية
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص304-326
2025-06-06
60
نقد مقولة أن الإمام عليه السلام ينتظر وجود أصحابه
إن ظهور الإمام المهدي صلوات الله عليه من أمر الله المحتوم ، وهو مرحلة كبرى في حياة آدم عليه السلام وأبنائه على الأرض ، وتوقيته وظروفه من تقدير الله تعالى في خلق الكون . وقد أخبرنا بصفاته وعلاماته ، وأن ظهوره كالساعة يأتينا بغتة ، وأنه تعالى قدَّر له أصحاباً خاصين ، من أقاصي الأرض ، يأتيه بهم فيوافونه بمعجزة في ليلة واحدة ، هم وزراؤه وحواريوه . وهذا لا يعني أنه جعل ظهوره عليه السلام متوقفاً عليهم ، وأنه كما يتصور البعض ينتظر ويدعو ربه أن يولدوا ويوجدوا ، لأنه بدونهم لا يستطيع أن يظهر ، وأنهم لو كانوا قبل قرون لظهر من يوم وجودهم ، وكأنهم هم محور المشروع والإمام ينتظرهم !
فالصحيح أن لظهوره عليه السلام وقتاً لا يُقرِّبه عجلة المستعجلين ، ولا يُؤخره كُرْه الكارهين ، وأصحابه الخاصون ، قدرهم الله من الأزل أن يكونوا في عصره !
ولعل أصل شبهة أن الإمام عليه السلام ينتظر أصحابه ، جاء من بعض الأحاديث المتشابهة كالذي رواه النعماني / 203 : « عن أبي عبد الله عليه السلام : أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له : جعلت فداك إني والله أحبك وأحب من يحبك . يا سيدي ما أكثر شيعتكم ! فقال له : أذكرهم ، فقال : كثير ، فقال : تحصيهم ؟ فقال : هم أكثر من ذلك ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاث مائة وبضعة عشركان الذي تريدون ، ولكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه ، ولا يمدح بنا معلناً ، ولا يخاصم بنا قالياً ، ولا يجالس لنا عايباً ، ولا يحدث لنا ثالباً ، ولا يحب لنا مبغضاً ، ولا يبغض لنا محباً . فقلت : فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون ؟ فقال : فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل ، يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيف يقتلهم واختلاف يبددهم ! إنما شيعتنا من لا يَهِرُّ هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً ، قلت : جعلت فداك ، فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال : أطلبهم في أطراف الأرض ، أولئك الخفيض عيشهم ، المنتقلة دارهم ، الذين إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا ، وإن مرضوا لم يعادوا ، وإن خطبوا لم يزوجوا ، وإن ماتوا لم يشهدوا ، أولئك الذين في أموالهم يتواسون ، وفي قبورهم يتزاورون ، ولا تختلف أهواؤهم ، وإن اختلفت بهم البلدان » .
ونحوه في النعماني / 204 ، وفيه : « وإن رأوا مؤمناً أكرموه ، وإن رأوا منافقاً هجروه ، وعند الموت لايجزعون ، وفي قبورهم يتزاورون » . لكن الإمام الصادق عليه السلام أراد بقوله : « أمَا لو كمُلت العدة الموصوفة ثلاث مائة وبضعة عشر كان الذي تريدون . . الخ » . أن يفهم الذين يحثونه على الخروج ، أن ذلك يحتاج إلى كوادر مؤمنين من نوع خاص ، لكن علاقة ظهوره بهم ليست سببية بل عملية ، وقد قدر الله تعالى أن يوجدوا في وقت ظهوره عليه السلام . وهو يحث الشيعة على أن يرفعوا مستواهم .
ويبدو أن هذه شبهة انتظار الإمام لأصحابه هؤلاء كانت في أذهان المخالفين ، ففي رسائل في الغيبة للمفيد رحمه الله : 3 / 11 : « قال الشيخ المفيد رحمه الله : حضرت مجلس رئيس من الرؤساء فجرى كلام في الإمامة فانتهى إلى القول في الغيبة ، فقال صاحب المجلس : أليست الشيعة تروي عن جعفر بن محمد : أنه لو اجتمع للإمام عدة أهل بدر ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً لوجب عليه الخروج بالسيف ؟ فقلت : قد روي هذا الحديث . قال : أوَلسنا نعلم يقيناً أن الشيعة في هذا الوقت أضعاف عدة أهل بدر ، فكيف يجوز للإمام الغيبة مع الرواية التي ذكرناها ؟ فقلت له : إن الشيعة وإن كانت في وقتنا كثيراً عددها حتى تزيد على عدة أهل بدر أضعافاً مضاعفة ، فإن الجماعة التي عدتهم عدة أهل بدر إذا اجتمعت فلم يسع الإمام التقية ووجب عليه الظهور ، لم تجتمع في هذا الوقت ولا حصلت في هذا الزمان بصفتها وشروطها . وذلك أنه يجب أن يكون هؤلاء القوم معلوم من حالهم الشجاعة والصبر على اللقاء والإخلاص في الجهاد وإيثار الآخرة على الدنيا ، ونقاء السرائر من العيوب وصحة العقول ، وأنهم لا يهنون ولا ينتظرون عند اللقاء ، ويكون العلم من الله تعالى بعموم المصلحة في ظهورهم بالسيف . وليس كل الشيعة بهذه الصفة ، ولو علم الله تعالى أن في جملتهم العدد المذكور على ما شرطناه لظهر الإمام لا محالة ولم يغب بعد اجتماعهم طرفة عين ، لكن المعلوم خلاف ما وصفناه ، فلذلك ساغ للإمام الغيبة على ما ذكرناه .
قال : ومن أين لنا أن شروط القوم على ما ذكرت ، وإن كانت شروطهم هذه ، فمن أين لنا أن الأمر كما وصفت ؟
فقلت : إذا ثبت وجوب الإمامة وصحة الغيبة ، لم يكن لنا طريق إلى تصحيح الخبر إلا بما شرحناه ، فمن حيث قامت دلائل الإمامة والعصمة وصدق الخبر حكمنا بما ذكرناه . ثم قلت : ونظير هذا الأمر ومثاله ما علمناه من جهاد النبي صلى الله عليه وآله أهل بدر بالعدد اليسير الذين كانوا معه ، وأكثرهم أعزل راجل ، ثم قعد عليه وآله السلام في عام الحديبية ومعه من أصحابه أضعاف أهل بدر في العدد ، وقد علمنا أنه صلى الله عليه وآله مصيبٌ في الأمرين جميعاً ، وأنه لو كان المعلوم من أصحابه في عام الحديبية ما كان المعلوم منهم في حال بدر لما وسعه القعود والمهادنة ، ولوجب عليه الجهاد كما وجب عليه قبل ذلك ، ولو وجب عليه ما تركه لما ذكرناه من العلم بصوابه وعصمته على ما بيناه . فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يوحى إليه فيعلم بالوحي العواقب ويعرف الفرق من صواب التدبير وخطئه بمعرفة ما يكون ، فمن قال في علم الإمام بما ذكرت وما طريق معرفته بذلك ؟
فقلت له : الإمام عندنا معهود إليه ، موقَفٌ على ما يأتي وما يذكر ، منصوبٌ له أمارات تدله على العواقب في التدبيرات والصالح في الأفعال ، وإنما حصل له العهد بذلك عن النبي صلى الله عليه وآله الذي يوحى إليه ويطلع على علم السماء ، ولو لم نذكر هذا الباب واقتصرنا على أنه متعبد في ذلك بغلبة الظن ، وما يظهر له من الصلاح لكفى وأغنى ، وقام مقام الإظهار على التحقيق كائناً ما كان بلا ارتياب ، لا سيما على مذهب المخالفين في الاجتهاد ، وقولهم في رأي النبي صلى الله عليه وآله وإن كان المذهب ما قدمناه .
فقال : لمَ لا يظهر الإمام وإن أدى ظهوره إلى قتله ، فيكون البرهان له والحجة في إمامته أوضح ويزول الشك في وجوده بلا ارتياب ؟
فقلت : إنه لا يجب ذلك عليه ، كما لا يجب على الله تعالى معاجلة العصاة بالنقمات وإظهار الآيات في كل وقت متتابعات ، وإن كنا نعلم أنه لو عاجل العصاة ، لكان البرهان على قدرته أوضح ، والأمر في نهيه أوكد ، والحجة في قبح خلافه أبين ، ولكان بذلك الخلق عن معاصيه أزجر ، وإن لم يجب ذلك عليه ولا في حكمته وتدبيره ، لعلمه بالمصلحة فيه على التفصيل ، فالقول في الباب الأول مثله . على أنه لا معنى لظهور الإمام في وقت يحيط العلم فيه بأن ظهوره منه فساد ، وأنه لا يؤول إلى إصلاح ، وإنما يكون ذلك حكمة وصواباً إذا كانت عاقبته الصلاح . ولو علم عليه السلام أن في ظهوره صلاحاً في الدين مع مقامه في العالم أو هلاكه وهلاك جميع شيعته وأنصاره لما أبقاه طرفة عين ، ولا فتر عن المسارعة إلى مرضاة الله جل اسمه ، لكن الدليل على عصمته كاشف عن معرفته ، لرد هذه الحال عند ظهوره في هذا الزمان بما قدمناه من ذكر العهد إليه ، ونصب الدلائل والحد والرسم المذكورين له في الأفعال . فقال : لعمري إن هذه الأجوبة على الأصول المقررة لأهل الإمامة مستمرة ، والمنازع فيها بعد تسليم الأصول لا ينال شيئاً ، ولا يظفر بطائل » . انتهى .
أقول : قد يكون جواب المفيد رحمه الله مجاراة لذلك الرجل ، ولا يقصد أن الإمام عليه السلام هو الذي يعين وقت ظهوره ، وأنه ينتظر وجود هؤلاء الأصحاب ، لأن الله تعالى هو الذي يعينه كما نصت الأحاديث ، ومنها أنه عليه السلام يؤذن له فيدعو ويبدأ ظهوره .
فالأصح الجواب بما رواه الصدوق رحمه الله في أماليه / 539 ، وخلاصته : أن رجلاً مهموماً جاء إلى الإمام زين العابدين عليه السلام وشكى له فقره وديناً أثقله ، فلم يكن عند الإمام عليه السلام مال ، فأعطاه قرصيه قوت يومه ، وأمره أن يذهب إلى السوق ويشتري بهما شيئاً ، فوجد سمكتين غير مرغوبتين فاشتراهما ، فوجد في جوفها لؤلؤتين ثمينتين : « وباع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضى منه دينه ، وحسنت بعد ذلك حاله . فقال بعض المخالفين : ما أشد هذا التفاوت ! بينا علي بن الحسين لا يقدر أن يسد منه فاقة ، إذ أغناه هذا الغناء العظيم ! كيف يكون هذا ، وكيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم ؟ فقال الإمام عليه السلام : هكذا قالت قريش للنبي صلى الله عليه وآله : كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الأنبياء عليهم السلام من مكة ويرجع إليها في ليلة واحدة ، مَن لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلا في اثني عشر يوماً ، وذلك حين هاجر منها .
ثم قال الإمام السجاد عليه السلام : جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه . إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه ، وترك الاقتراح عليه ، والرضا بما يدبرهم به ، إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبراً لمَّا يساوهم فيه غيرهم ، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم ، لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم » !
فالمعصوم عليه السلام لا يستعمل ولايته ولا يقترح على ربه ، بل ينتظر الإذن من ربه عز وجل بهاتف أو إلهام ، والأصل عنده أن يعمل ويعيش بالأسباب العادية ، إلا إذا أبلغه الله تعالى شيئاً آخر . وهذا معنى امتياز النبي وآله صلى الله عليه وآله بأنهم لم يقترحوا على ربهم عز وجل شيئاً . فالإمام المهدي عليه السلام لا يقترح على ربه ظهوره ، ولا يدعوه بتعجيله إلا إذا أمره ربه بذلك ، وقد ورد أن الله يأمره بالصلاة عند الكعبة والدعاء بدعوة المضطر ثلاث ليالٍ ، ثم يجمع له أصحابه من جهات الأرض في ليلة واحدة .
شبهة أن ظهوره ينتظر أن تمتلئ الدنيا جوراً
كما توجد شبهة أخرى تقول : إن ظهوره عليه السلام لم يأت أوانه لأنه يكون بعد أن تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ، ومعناه أنه لا يبقى عدل في الأرض ، ولا خير !
وجوابها : أن امتلاء الأرض جوراً وظلماً أمر عرفي ، وقد امتلأت قبل عصرنا ، قال تعالى : ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ . وامتلأت من عصر الإمام الصادق عليه السلام بشهادته التي رواها في الكافي : 3 / 536 ، عن بريد بن معاوية قال : « سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يا بريد لا والله ما بقيت لله حرمة إلا انتهكت ، ولا عمل بكتاب الله ولا سنة نبيه في هذا العالم ، ولا أقيم في هذا الخلق حد منذ قبض الله أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، ولا عمل بشئ من الحق إلى يوم الناس هذا ! ثم قال : أما والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الأحياء ويرد الله الحق إلى أهله ، ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيه فأبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا فوالله ما الحق إلا في أيديكم » . أما في عصرنا فامتلأت حتى بحارها وأجواؤها !
لا صحة لمقولة إن أصحاب المهدي عليه السلام من غير العرب
روت مصادر السنة والشيعة أن أصحاب المهدي عليه السلام أكثرهم شبان ، ففي ملاحم ابن المنادي / 64 ، عن علي عليه السلام أنه قال : « ولولا أن تستعجلوا وتستأخروا القدر ، لأمر قد سبق في البشر ، لحدثتكم بشباب من الموالي وأبناء العرب ، ونبذ من الشيوخ كالملح في الزاد ، وأقل الزاد الملح » .
وروى النعماني في الغيبة / 315 : « عن أبي يحيى حكيم بن سعد ، قال : سمعت علياً عليه السلام يقول : « إن أصحاب المهدي القائم شباب لا كهول فيهم ، إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد ، وأقل الزاد الملح » .
وفي تاج المواليد / 151 : « من النجباء والأبدال والأخيار ، كلهم شاب لا كهل فيهم » . والمقصود بأصحابه هنا : الوزراء الخاصون ، الثلاث مئة وثلاثة عشر . ولا يبعد أن يكون معنى الشباب هنا : الفتوة والقوة ، وليس صغر السن .
كما ذكر بعضهم أن أصحاب الإمام المهدي عليه السلام من الموالي وليس فيهم عربي !
قال ابن عربي في فتوحاته المكية : 3 / 328 : « وهم على أقدام رجال من الصحابة ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وهم من الأعاجم ما فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية ، لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط ، هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء ، فأعطاهم الله في هذه الآية التي اتخذوها هجيراً ، وفي ليلهم سميراً ، أفضل علم الصدق حالاً وذوقاً ، فعلموا أن الصدق سيف الله في الأرض ، ما قام بأحد ولا اتصف به إلا نصره الله ، لأن الصدق نعته والصادق اسمه ، فنظروا بأعين سليمة من الرمد ، وسلكوا بأقدام ثابتة في سبيل الرشد ، فلم يروا الحق قيد مؤمناً من مؤمن ، بل أوجب على نفسه نصر المؤمنين » .
وروى ابن ماجة : 2 / 1369 ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله : « إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثاً من الموالي هم أكرم العرب فرساً ، وأجوده سلاحاً ، يؤيد الله بهم الدين » .
وروى الحاكم : 4 / 548 ، وصححه على شرط البخاري ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله قال : « إذا وقعت الملاحم خرج بعث من الموالي من دمشق هم أكرم العرب فرساً ، وأجوده سلاحاً ، يؤيد الله بهم الدين » . انتهى .
وروى الحاكم « 4 / 482 » ، عن أبي هريرة : « ويل للعرب من شر قد اقترب . على رأس الستين تصير الأمانة غنيمة ، والصدقة غرامة ، والشهادة بالمعرفة والحكم بالهوى . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه » .
وفي مصادرنا : روى الطوسي في الغيبة / 284 ، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : « اتق العرب فإن لهم خبر سوء ، أما إنه لا يخرج مع القائم منهم واحد » .
كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام « الكافي : 1 / 370 » : « ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب ، قلت : جعلت فداك كم مع القائم من العرب ؟ قال : نفر يسير ، قلت : والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير ، قال : لابد للناس من أن يُمَحَّصُوا ويُميزوا ويُغربلوا ، ويُستخرج في الغربال خلق كثير » .
ولكن هذه النصوص معارضة بأخرى صحيحة تنص على أن أصحابه الخاصين أبدال الشام ، ونجباء مصر ، وأخيار العراق ، وعصائب العراق . نعم هم قليلون بالنسبة إلى عدد العرب الكثير .
أحاديث لم يصح سندها تُسمي أصحابه عليه السلام وبلدانهم
توجد أربع روايات تسمي أصحاب المهدي عليه السلام وبعضها تسمي بلدانهم ، وقد روى ثلاثاً منها محمد بن جرير الطبري الشيعي في آخر كتابه : دلائل الإمامة في الصفحة / 554 ، وما بعدها . وروى الرابعة السيد ابن طاووس رحمه الله في الملاحم والفتن / 145 ، نقلاً عن فتن السليلي ، لكن لم يصحح علماؤنا سند أي منها .
والملاحظات على هذه الروايات عديدة ، منها أن أسماءها محصورة بأهل القرن الثالث والرابع من العرب والفرس ، وفيهم بعض أسماء تدل على أصل تركي ، وأصحاب الإمام عليه السلام أوسع في قومياتهم من هؤلاء .
ومنها : أنها تتحدث عن الروم كأنهم يحكمون تركيا ، وعاصمتهم القسطنينية !
ومنها : أنها لم تذكر النساء من أصحابه عليه السلام ، وقد صح أن فيهم خمسين امرأة .
ومنها : أنها تضمنت أماكن وصفات قد زالت ، ولا نظنها تكون عند ظهوره عليه السلام .
ومنها : التعارض بينها . ومنها : أن تصور الظهور فيها يناسب عصراً مضى .
لهذه الأسباب مضافاً إلى إشكال السند ، لا يمكن قبول هذه الروايات ، نعم يمكن القول إن لها أصلاً موجزاً ، لكن الرواة أضافوا إليها ، من محيطهم وعصرهم !
الرواية الأولى : في دلائل الإمامة
قال في دلائل الإمامة / 562 : « عن سماعة بن مهران قال : سأل أبو بصير الصادق عليه السلام عن عدة أصحاب القائم ، فأخبره بعدتهم ومواضعهم ، فلما كان العام القابل قال : عدت إليه فدخلت فقلت : ما قصة المرابط السائح قال : هو رجل من أصبهان من أبناء دهاقينها له عمود فيه سبعون منا لا يقلُّهُ غيره ، يخرج من بلده سياحاً في الأرض وطلب الحق ، فلا يخلو بمخالف إلا أراح منه ، ثم إنه ينتهي إلى طازبند ، وهو الحاكم بين أهل الإسلام ، فيصيب بها رجلاً من النصاب يتناول أمير المؤمنين عليه السلام ويقيم بها حتى يسري به . وأما الطوَّاف لطلب الحق فهو رجل من أهل يخشب ، وقد كتب الحديث وعرف الاختلاف بين الناس ، فلا يزال يطوف بالبلدان لطلب العلم حتى يعرف صاحب الحق ، فلا يزال كذلك حتى يأتيه الأمر وهو يسير من الموصل إلى الرها ، فيمضي حتى يوافي مكة .
وأما الهارب من عشيرته ببلخ ، فرجل من أهل المعرفة لا يزال يعلن أمره ويدعو الناس إليه وقومه وعشيرته ، فلا يزال كذلك حتى يهرب منهم إلى الأهواز ، فيقيم في بعض قراها حتى يأتيه أمر الله فيهرب منهم .
وأما المحتجّ بكتاب الله على الناصب من سرخس ، فرجل عارف يلهمه الله معرفة القرآن فلا يلق أحداً من المخالفين إلا حاجَّه ، فيثبت أمرنا في كتاب الله .
وأما المتخلي بصقلية ، فإنه رجل من أبناء الروم من قرية يقال يسلم فيبنوا من الروم ، ولا يزال يخرج إلى بلد الإسلام يجول بلدانها وينتقل من قرية إلى قرية ، ومن مقالة إلى مقالة حتى يمن الله عليه بمعرفة هذا الأمر الذي أنتم عليه ، فإذا عرف ذلك وأيقنه أيقن أصحابه ، فدخل صقلية مع عبد الله حتى يسمع الصوت فيجيبه .
وأما الهاربان إلى السروانية من الشعب ، رجلان أحدهما من أهل مدائن العراق ، والآخر من حبايا يخرجان إلى مكة فلا يزالان يتجران فيها ويعيشان حتى يتصل متجرهما بقرية يقال لها الشعب ، فيصيران إليها ويقيمان بها حيناً من الدهر ، فإذا عرفهما أهل الشعب آذوهما وأفسدوا كثيراً من أمرهما ، فيقول أحدهما لصاحبه : يا أخي إنا قد أوذينا في بلادنا حتى فارقنا مكة ، ثم خرجنا إلى الشعب ونحن نرى أن أهلها ثائرة علينا من أهل مكة ، وقد بلغوا بنا ما ترى ، فلو سرنا في البلاد حتى يأتي أمرالله من عدل أو فتح أو موت يريح ، فيتجهزان ويخرجان إلى برقة ، ثم يتجهزان ويخرجان إلى سروانة ، ولا يزالان بها إلى الليلة التي يكون بها أمر قائمنا .
وأما التاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية ، فهما رجلان يقال لأحدهما مسلم وللآخر سليم ولهما غلام أعجمي يقال له سلمونة ، يخرجون جميعاً في رفقة من التجار يريدون أنطاكية فلا يزالون يسيرون في طريقهم ، حتى إذا كان بينهم وبين أنطاكية أميال يسمعون الصوت فينصتون نحوه ، كأنهم لم يعرفوا شيئاً غير ما صاروا إليه من أمرهم ذلك الذي دعوا إليه ، ويذهلون عن تجارتهم ويصبح القوم الذين كانوا معهم من رفاقهم وقد دخلوا أنطاكية ، فيفقدونهم فلا يزالون يطلبونهم فيرجعون ويسألون عنهم من يلقون من الناس فلا يقعون على أثر ولا يعلمون لهم خبراً ، فيقول القوم بعضهم لبعض : هل تعرفون منازلهم فيقول بعضهم : نعم ، ثم يبيعون ما كان معهم من التجارة ، ويحملون إلى أهاليهم ويقتسمون مواريثهم ، فلا يلبثون بعد ذلك إلا ستة أشهر حتى يوافوا إلى أهاليهم على مقدمة القائم عليه السلام ، فكأنهم لم يفارقوهم .
وأما المستأمنة من المسلمين إلى الروم ، فهم قوم ينالهم أذى شديد من جيرانهم وأهاليهم ومن السلطان ، فلا يزال ذلك بهم حتى أتوا ملك الروم فيقصون عليه قصتهم ويخبرونه بما هم من أذى قومهم وأهل ملتهم ، فيؤمنهم ويعطيهم أرضاً من أرض قسطنطينية فلا يزالون بها حتى إذا كانت الليلة التي يسرى بهم فيها ، ويصبح جيرانهم وأهل الأرض التي كانوا بها قد فقدوهم ، فيسألون عنهم أهل البلاد فلا يحسّون لهم أثراً ، ولا يسمعون لهم خبراً ، ويخبرون ملك الروم بأمرهم وأنهم فقدوا فيوجه في طلبهم ، ويستقصي آثارهم وأخبارهم ، فلا يعود مخبر لهم بخبر ، فيغتم طاغية الروم غماً شديداً ، ويطالب جيرانهم بهم ويحبسهم ويلزمهم إحضارهم ويقول : ما قدمتم على قوم آمنتهم وأوليتهم جميلاً ؟ ويوعدهم القتل إن لم يأتوا بهم وبخبرهم وإلى أين صاروا ، فلا يزال أهل مملكته في أذية ومطالبة ما بين معاقب ومحبوس ومطلوب ، حتى يسمع بما هم فيه راهب قد قرأ الكتب ، فيقول لبعض من يحدثه حديثهم : إنه ما بقي في الأرض أحد يعلم علم هؤلاء القوم غيري وغير رجل من يهود بابل ، فيسألونه عن أحوالهم فلا يخبر أحداً من الناس حتى يبلغ ذلك الطاغية ، فيوجه في حمله إليه فإذا حضره قال الملك : قد بلغني ما قلت ، وقد ترى ما أنا فيه فأصدقني إن كانوا مرتابين قتلت بهم من قتلهم ، ويخلص من سواهم من التهمة .
قال الراهب : لا تعجل أيها الملك ولا تحزن على القوم ، فإنهم لن يقتلوا ولن يموتوا ولا حدث بهم حدث يكرهه الملك ، ولا هم ممن يرتاب بأمرهم ونالتهم غيلة ، ولكن هؤلاء قوم حملوا من أرض الملك إلى أرض مكة إلى ملك الأمم ، وهو الأعظم الذي لم تزل الأنبياء تبشر به وتحدث عنه وتعد بظهوره وعدله وإحسانه . قال له الملك : من أين لك هذا ؟ قال : ما كنت لأقول إلا حقاً ، فإنه عندي في كتاب قد أتى عليه أكثر من خمس مائة سنة يتوارثه العلماء آخر عن أول ، فيقول له الملك : فإن كان ما تقول حقاً وكنت فيه صادقاً فأحضر الكتاب فيمضي في إحضاره ، ويوجه الملك معه نفراً من ثقاته ، فلا يلبث حتى يأتيه بالكتاب فيقرؤه فإذا فيه صفة القائم واسمه واسم أبيه وعدة أصحابه وخروجهم ، وأنهم سيظهرون على بلاده ، فقال له الملك : ويحك أين كنت عن إخباري بهذا إلى اليوم ؟
قال : لولا ما تخوفت أنه يدخل على الملك من الإثم في قتل قوم أبرياء ، ما أخبرته بهذا العلم حتى يراه بعينه ويشاهده بنفسه . قال : أو تراني أراه ؟ قال : نعم لا يحول الحول حتى تطأ خيله أواسط بلادك ويكون هؤلاء القوم أدلاء على مذهبكم ، فيقول له الملك : أفلا أوجه إليهم من يأتيني بخبر منهم وأكتب إليهم كتاباً ؟ قال له الراهب : أنت صاحبه الذي تسلم إليه وستتبعه وتموت فيصلي عليك رجل من أصحابه .
والنازلون بسرنديب وسمندر أربعة رجال : من تجار أهل فارس ، يخرجون عن تجاراتهم فيستوطنون سرانديب وسمندار حتى يسمعوا الصوت ويمضون إليه .
والمفقود من مركبه بشلاهط رجل من يهود أصبهان . تخرج من شلاهط قافلة فيها هو ، فبينما تسير في البحر في جوف الليل إذ نودي فيخرج من المركب في أعلى الأرض أصلب من الحديد وأوطأ من الحرير ، فيمضي الربان إليه وينظر فينادي أدركوا صاحبكم فقد غرق ، فيناديه الرجل لا بأس عليَّ إني على جدد ، فيحال بينهم وبينه ، وتطوى له الأرض فيوافي القوم حينئذ مكة لا يتخلف منهم أحد » .
الرواية الثانية : في دلائل الإمامة
قال في دلائل الإمامة / 554 : « حدثني أبو الحسين محمد بن هارون قال : حدثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبيد الله القمي القطان المعروف بابن الخزاز قال : حدثنا محمد بن زياد ، عن أبي عبد الله الخراساني قال : حدثنا أبو حسان سعيد بن جناح ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك ، هل كان أمير المؤمنين يعلم أصحاب القائم كما كان يعلم عدتهم ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام : حدثني أبي عليه السلام قال : والله لقد كان يعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم رجلاً فرجلاً ، ومواضع منازلهم ومراتبهم ، فكلما عرفه أمير المؤمنين عرفه الحسن ، وكلما عرفه الحسن فقد صار علمه إلى الحسين ، وكلما عرفه الحسين فقد عرفه علي بن الحسين ، وكلما علمه علي بن الحسين فقد صار علمه إلى محمد بن علي ، وكلما قد علمه محمد بن علي فقد علمه وعرفه صاحبكم ، يعني نفسه . قال أبو بصير : قلت مكتوب ؟ قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : مكتوب في كتاب محفوظ في القلب ، مثبت في الذكر لا ينسى . قال : قلت : جعلت فداك أخبرني بعددهم وبلدانهم ومواضعهم فذاك يقتضي من أسمائهم . قال : فقال : إذا كان يوم الجمعة بعد الصلاة فأتني ، قال : فلما كان يوم الجمعة أتيته فقال : يا أبا بصير أتيتنا لما سألتنا عنه ؟ قلت : نعم جعلت فداك . قال : إنك لا تحفظ فأين صاحبك الذي يكتب لك ، فقلت : أظن شغله شاغل وكرهت أن أتأخر عن وقت حاجتي فقال لرجل في مجلسه :
أكتب له هذا ما أملاه رسول الله على أمير المؤمنين وأودعه إياه ، من تسمية أصحاب المهدي وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم ، والسائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة ، وذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عز وجل ، وهم النجباء والقضاة والحكام على الناس : من طاربند الشرقي رجل ، وهو المرابط السياح ، ومن الصامغان رجلان ومن أهل فرغانة رجل ، ومن أهل البريد رجلان ، ومن الديلم أربعة رجال ، ومن مرو الروذ رجلان ، ومن مرو اثنا عشر رجلاً ، ومن بيروت تسعة رجال ومن طوس خمسة رجال ، ومن القريات رجلان ، ومن سجستان ثلاثة رجال ، ومن الطالقان أربعة وعشرون رجلاً ، ومن الجبل الغرر ثمانية رجال ، ومن نيسابور ثمانية عشر رجلاً ، ومن هراة اثنا عشر رجلاً ، ومن وشيج أربعة رجال ، ومن الري سبعة رجال ، ومن طبرستان تسعة رجال ومن قم ثمانية عشر رجلاً ، ومن قرمس رجلان ، ومن جرجان اثنا عشر رجلاً ، ومن الرقة ثلاثة رجال ، ومن الرافقة رجلان ، ومن حلب ثلاثة رجال ، ومن سلمية خمسة رجال ، ومن طبرية رجل ، ومن بافاد رجل ، ومن بلبيس رجل ، ومن دمياط رجل ، ومن أسوان رجل ، ومن الفسطاط أربعة رجال ، ومن القيروان رجلان ومن كور كرمان ثلاثة رجال ، ومن قزوين رجلان ، ومن همدان أربعة رجال ، ومن جوقان رجل ، ومن البدو رجل ، ومن خلاط رجل ، ومن جابروان ثلاثة رجال ، ومن النسوي رجل ، ومن سنجار أربعة رجال ، ومن قاليقلا رجل ، ومن سميساط رجل ومن نصيبين رجل ومن حران رجل ، ومن باغة رجل ، ومن قابس رجل ، ومن صنعاء رجلان ، ومن قارب رجل ، ومن طرابلس رجلان ، ومن القلزم رجلان ، ومن العبثة رجل ، ومن وادي القرى رجل ، ومن خيبر رجل ومن بدا رجل ، ومن الحار رجل ، ومن الكوفة أربعة عشر رجلاً ، ومن المدينة رجلان ، ومن الري رجل ، ومن الحيوان رجل ، ومن كوثا رجل ، ومن طهر رجل ، ومن بيرم رجل ، ومن الأهواز رجلان ، ومن إصطخر رجلان ، ومن المولتان رجلان ، ومن الدبيل رجل ، ومن صيدائيل رجل ، ومن المدائن ثمانية رجال ، ومن عكبرا رجل ، ومن حلوان رجلان ، ومن البصرة ثلاثة رجال ، وأصحاب الكهف وهم سبعة ، والتاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية وغلامهما وهم ثلاثة نفر ، والمستأمنون إلى الروم من المسلمين وهم أحد عشر رجلاً ، والنازلان بسرنديب رجلان ، ومن سمندر أربعة رجال ، والمفقود من مركبه بشلاهط رجل ، ومن شيراز أو قال سيراف الشك من مسعدة رجل ، والهاربان إلى السروانية من الشعب رجلان ، والمتخلي بصقلية رجل ، والطواف الطالب الحق من يخشب رجل ، والهارب من عشيرته رجل ، والمحتج بالكتاب على الناصب من سرخس رجل .
فذلك ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً ، بعدد أهل البدر ، يجمعهم الله إلى مكة في ليلة واحدة وهي ليلة الجمعة ، فيتوافون في صبيحتها إلى المسجد الحرام ، لا يتخلف منهم رجل واحد ، وينتشرون بمكة في أزقتها يلتمسون منازل يسكنونها فينكرهم أهل مكة ، وذلك أنهم لم يعلموا برفقة دخلت من بلد من البلدان لحج أو عمرة ولا تجارة ، فيقول بعضهم لبعض : إنا لنرى في يومنا هذا قوماً لم نكن رأيناهم قبل يومنا هذا ، ليسوا من بلد واحد ، ولا أهل بدو ، ولا معهم إبل ولا دواب ! فبينما هم كذلك وقد ارتابوا بهم ، قد أقبل رجل من بني مخزوم يتخطى رقاب الناس حتى يأتي رئيسهم فيقول : لقد رأيت ليلتي هذه رؤيا عجيبة وإني منها خائف وقلبي منها وجل ، فيقول له : أقصص رؤياك ، فيقول : رأيت كبة نار انقضت من عنان السماء ، فلم تزل تهوي حتى انحطت على الكعبة فدارت فيها ، فإذا هي جراد ذوات أجنحة خضر كالملاحف ، فأطافت بالكعبة ما شاء الله ، ثم تطايرت شرقاً وغرباً لاتمر ببلد إلا أحرقته ، ولا بحصن إلا حطمته ، فاستيقظت وأنا مذعور القلب وجل . فيقولون : لقد رأيت هؤلاء ، فانطلق بنا إلى الأقرع ليعبرها وهو رجل من ثقيف فقص عليه الرؤيا ، فيقول الأقرع : لقد رأيت عجباً ، ولقد طرقكم في ليلتكم جند من جنود الله لا قوة لكم بهم . فيقولون : لقد رأينا في يومنا هذا عجباً ، ويحدثونه بأمر القوم ثم ينهضون من عنده ويهمون بالوثوب عليهم ، وقد ملأ الله قلوبهم منهم رعباً وخوفاً . فيقول بعضهم لبعض وهم يتآمرون بذلك : يا قوم لا تعجلوا على القوم إنهم لم يأتوكم بعد بمنكر ولا أظهروا خلافاً ، ولعل الرجل منهم يكون في القبيلة من قبائلكم ، فإن بدا لكم منهم شرفأنتم حينئذ وهم . وأما القوم فإنا نراهم متنسكين وسيماهم حسنة ، وهم في حرم الله تعالى الذي لا يباح من دخله حتى يحدث به حدثاً يوجب محاربتهم . فيقول المخزومي وهو رئيس القوم وعميدهم : إنا لا نأمن أن يكون وراءهم مادة لهم ، فإذا التأمت إليهم كشف أمرهم وعظم شأنهم ، فتهضّموهم وهم في قلة من العدد وغربة في البلد ، قبل أن تأتيهم المادة ، فإن هؤلاء لم يأتوكم مكة إلا وسيكون لهم شأن . وما أحسب تأويل رؤيا صاحبكم إلا حقاً ، فخلوا لهم بلدكم وأجيلوا الرأي والأمر ممكن . فيقول قائلهم : إن كان من يأتيهم أمثالهم فلا خوف عليكم منهم ، فإنه لا سلاح للقوم ولا كراع ولا حصن يلجؤون إليه وهم غرباء محتوون ، فإن أتى جيش لهم نهضتم إلى هؤلاء وهؤلاء ، وكانوا كشربة الظمآن . فلا يزالون في هذا الكلام ونحوه ، حتى يحجز الليل بين الناس ، ثم يضرب الله على آذانهم وعيونهم بالنوم ، فلا يجتمعون بعد فراقهم إلى أن يقوم القائم عليه السلام .
وإن أصحاب القائم يلقى بعضهم بعضا كأنهم بنو أب وأم وإن افترقوا عشاء التقوا غدوة ، وذلك تأويل هذه الآية : فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً .
قال أبو بصير : قلت : جعلت فداك ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم ؟ قال : بلى ، ولكن هذه التي يخرج الله فيها القائم ، وهم النجباء والقضاة والحكام والفقهاء في الدين ، يمسح الله بطونهم وظهورهم ، فلا يشتبه عليهم حكم » .
ورواه ابن طاووس في الملاحم / 201 ، بتفاوت قال : « فيما رأيت من عدة أصحاب القائم عليه السلام وتعيين مواضعهم من كتاب يعقوب بن نعيم قرقارة كاتب أبي يوسف ، قال النجاشي الذي زكاه محمد بن النجار ، أن يعقوب بن نعيم المذكور روى عن الرضا عليه السلام وكان جليلاً في أصحابنا ثقة ، ورأينا ما ننقله في نسخة عتيقة لعلها كتبت في حياته ، وعليها خط السعيد فضل الله الراوندي قدس الله روحه ، فقال ما هذا لفظه : حدثني أحمد بن محمد الأسدي ، عن سعيد بن جناح ، عن مسعدة ، أن أبا بصير قال لجعفر بن محمد عليه السلام : هل كان أمير المؤمنين عليه السلام يعلم مواضع أصحاب القائم عليه السلام كما كان يعلم عدتهم ؟ فقال جعفر بن محمد عليه السلام : إي والله . . . فقال جعفر عليه السلام : إذا كان يوم الجمعة بعد الصلاة فأتني ، فأتيته فقال : أين صاحبك الذي يكتب لك . . الخ . » .
الرواية الثالثة : في دلائل الإمامة
قال في / 566 : « عن أبي بصير أن الصادق عليه السلام سمى أصحاب القائم لأبي بصير فيما بعد فقال : أما الذي في طاربند الشرقي بندار بن أحمد من سكة تدعى بازان ، وهو السياح المرابط ، ومن أهل الشام رجلين ، يقال لهما إبراهيم بن الصباح ، ويوسف بن صريا فيوسف عطار من أهل دمشق ، وإبراهيم قصاب من قرية سويقان .
ومن الصامغان : أحمد بن عمر الخياط من سكة بزيع ، وعلي بن عبد الصمد التاجر من سكة النجارين ، ومن أهل سيراف : سلم الكوسج البزاز من سكة الباغ ، وخالد بن سعيد بن كريم الدهقان ، والكليب الشاهد من دانشاه . ومن مرو رود : جعفر الشاه الدقاق وجور مولى الخصيب ، ومن مرو اثنا عشر رجلاً وهم : بندار بن الخليل العطار ، ومحمد بن عمر الصيدناني ، وعريب بن عبد الله بن كامل ، ومولى قحطبة وسعد الرومي ، وصالح بن الرحال ، ومعاذ بن هاني ، وكردوس الأزدي ، ودهيم بن جابر بن حميد ، وطاشف بن علي القاجاني ، وقرعان بن سويد ، وجابر بن علي الأحمر ، وحوشب بن جرير . ومن بارود تسعة رجال : زياد بن عبد الرحمان بن جحدب ، والعباس بن الفضل بن قارب ، وسحيق بن سليمان الحناط ، وعلي بن خالد ، وسلم بن سليم بن الفرات البزاز ، ومحمويه بن عبد الرحمان بن علي ، وجرير بن رستم بن سعد الكيساني ، وحرب بن صالح ، وعمارة بن معمر .
ومن طوس أربعة رجال : شهمرد بن حمران ، وموسى بن مهدي ، وسليمان بن طليق من الواد ، وكان الواد موضع قبر الرضا عليه السلام ، وعلي بن السندي الصيرفي ، ومن الفارياب شاهويه بن حمزة ، وعلي بن كلثوم من سكة تدعى باب الجبل ، ومن الطالقان أربعة وعشرين رجلاً : المعروف بابن الرازي الجبلي ، وعبد الله بن عمير ، وإبراهيم بن عمرو ، وسهل بن رزق الله ، وجبريل الحداد ، وعلي بن أبي علي الوراق ، وعبادة بن جمهور ، ومحمد بن جيهار ، وزكريا بن حبة ، وبهرام بن سرح ، وجميل بن عامر بن خالد ، وخالد وكثير مولى جرير ، وعبد الله بن قرط بن سلام ، وفزارة بن بهرام ، ومعاذ بن سالم بن جليد التمار وحميد بن إبراهيم بن جمعة الغزال ، وعقبة بن وفر بن الربيع ، وحمزة بن العباس بن جنادة من دار الرزق ، وكائن بن حنيذ الصائغ ، وعلقمة بن مدرك ، ومروان بن جميل بن ورقاء وظهور مولى زرارة بن إبراهيم ، وجمهور بن الحسين الزجاج ، ورياش بن سعد بن نعيم ومن سجستان : الخليل بن نصر من أهل زنج ، وترك بن شبه ، وإبراهيم بن علي ، ومن غور ثمانية رجال : محج بن خربوذ ، وشاهد بن بندار ، وداود بن جرير ، وخالد بن عيسى وزياد بن صالح ، وموسى بن داود ، وعرف الطويل ، وابن كرد ، ومن نيسابور ثمانية عشر رجلاً : سمعان بن فاخر ، وأبو لبابة بن مدرك ، وإبراهيم بن يوسف القصير ، ومالك بن حرب بن سكين ، وزرود بن سوكن ، ويحيى بن خالد ، ومعاذ بن جبرئيل وأحمد بن عمر بن زفر ، وعيسى بن موسى السواق ، ويزيد بن درست ، ومحمد بن حماد بن شيت ، وجعفر بن طرخان ، وعلان ماهويه ، وأبو مريم ، وعمرو بن عمير بن مطرف وبليل بن وهايد بن هو مرديار .
ومن هرات اثنا عشر رجلاً : سعيد بن عثمان الوراق ، وسحر بن عبد الله بن نيل ، والمعروف بعلام الكندي ، وسمعان القصاب ، وهارون بن عمران ، وصالح بن جرير والمبارك بن معمر بن خالد ، وعبد الأعلى بن إبراهيم بن عبده ، ونزل بن حزم ، وصالح بن نعيم ، وآدم بن علي ، وخالد القواس .
ومن أهل بوسنج أربعة رجال : طاهر بن عمرو بن طاهر المعروف بالأصلع ، وطلحة بن طلحة السائح ، والحسن بن حسن بن مسمار ، وعمرو بن عمر بن هشام .
ومن الري سبعة رجال : إسرائيل القطان ، وعلي بن جعفر بن خرزاد ، وعثمان بن علي بن درخت ، ومسكان بن جبلة بن مقاتل ، وكردين بن شيبان ، وحمدان بن كر ، وسليمان بن الديلمي . ومن طبرستان أربعة رجال : حرشاد بن كردم ، وبهرام بن علي ، والعباس بن هاشم ، وعبد الله بن يحيى .
ومن قم ثمانية عشر رجلاً : غسان بن محمد بن غسان ، وعلي بن أحمد بن برة بن نعيم بن يعقوب بن بلال ، وعمران بن خالد بن كليب ، وسهل بن علي بن صاعد ، وعبد العظيم بن عبد الله بن الشاه ، وحسكة بن هاشم بن الداية ، والأخوص بن محمد بن إسماعيل بن نعيم بن طريف ، وبليل بن مالك بن سعد بن طلحة بن جعفر بن أحمد بن جرير ، وموسى بن عمران بن لاحق ، والعباس بن زفر بن سليم ، والحويد بن بشر بن بشير ، ومروان بن علابة بن جرير المعروف بابن رأس الزق ، والصقر بن إسحاق بن إبراهيم وكامل بن هشام .
ومن قومس رجلان : محمود بن محمد بن أبي الشعب ، وعلي بن حمويه بن صدقة ، من قرية الخرقان . ومن جرجان اثنا عشر رجلاً : أحمد بن هارون بن عبد الله ، وزرارة بن جعفر ، والحسين بن علي بن مطر ، وحميد بن نافع ، ومحمد بن خالد بن قرة بن حوية ، وعلان بن حميد بن جعفر بن حميد ، وإبراهيم بن إسحاق بن عمرو ، وعلي بن علقمة بن محمود ، وسلمان بن يعقوب ، والعريان بن الخفان الملقب بحال روت ، وشعبة بن علي وموسى بن كردويه . ومن موقان رجل ، وهو عبيد بن محمد بن مأجور .
ومن السند رجلان : سياب بن العباس بن محمد ، ونصر بن منصور يعرف بناقشت . ومن همدان أربعة رجال : هارون بن عمران بن خالد ، وطيفور بن محمد بن طيفور ، وأبان بن محمد بن الضحاك ، وعتاب بن مالك بن جمهور . ومن جابروان ثلاثة رجال : كرد بن حنيف ، وعاصم بن خليط الخياط ، وزياد بن رزين . ومن النوى رجل : لقيط بن فرات . ومن أهل خلاط : وهب بن خربند بن سروين . ومن تفليس خمسة رجال : جحدر بن الزيت ، وهاني العطاردي ، وجواد بن بدر ، وسليم بن وحيد ، والفضل بن عمير . ومن باب الأبواب : جعفر بن عبد الرحمان .
ومن سنجار أربعة رجال : عبد الله بن زريق ، وسحيم بن مطر ، وهبة الله بن زريق بن صدقة ، وهبل بن كامل . ومن قاليقلا : كردوس بن جابر . ومن سميساط : موسى بن زرقان . ومن نصيبين رجلان : داود بن المحق ، وحامد صاحب البواري . ومن الموصل رجل يقال له سليمان بن صبيح من القرية الحديثة . ومن تل موزن رجلان يقال لهما : بادسنا بن سعد بن السحير ، وأحمد بن حميد بن سوار . ومن بلد رجل يقال له بور بن زائدة بن شروان . ومن الرها رجل يقال له كامل بن عفير . ومن حران زكريا السعدي . ومن الرقة ثلاثة رجال : أحمد بن سليمان بن سليم ، ونوفل بن عمر ، وأشعث بن مالك .
ومن الرافقة عياض بن عاصم بن سمرة بن جحش ، ومليح بن سعد . ومن حلب أربعة رجال : يونس بن يوسف ، وحميد بن قيس بن سحيم بن مدرك بن علي بن حرب بن صالح بن ميمون ، ومهدي بن هند بن عطارد ، ومسلم بن هوارمرد .
ومن دمشق ثلاثة رجال : نوح بن جرير ، وشعيب بن موسى ، وحجر بن عبد الله الفزاري . ومن فلسطين سويد بن يحيى . ومن بعلبك المنزل بن عمران . ومن الطبرية معاذ بن معاذ . ومن يافا صالح بن هارون . ومن قرمس رئاب بن الجلود ، والخليل بن السيد . ومن تيس يونس بن الصقر ، وأحمد بن مسلم بن سلم . ومن دمياط علي بن زائدة . ومن أسوان حماد بن جمهور . ومن الفسطاط أربعة رجال : نصر بن حواس ، وعلي بن موسى الفزاري ، وإبراهيم بن صفير ، ويحيى بن نعيم .
ومن القيراوان : علي بن موسى بن الشيخ ، وعنبرة بن قرطة . ومن باغة شرحبيل السعدي . ومن بلبيس علي بن معاذ . ومن بالس همام بن الفرات . ومن صنعاء الفياض بن ضرار بن ثروان ، وميسرة بن غندر بن المبارك . ومن مازن عبد الكريم بن غندر . ومن طرابلس ذو النورين عبيدة بن علقمة . ومن أبلة رجلان : يحيى بن بديل ، وحواشة بن الفضل . ومن وادي القرى الحر بن الزبرقان . ومن خيبر رجل يقال له سليمان بن داود . ومن ربدار طلحة بن سعد بن بهرام . ومن الجار الحارث بن ميمون . ومن المدينة رجلان حمزة بن طاهر ، وشرحبيل بن جميل . ومن الربذة حماد بن محمد بن نصير .
ومن الكوفة أربعة عشر رجلاً : ربيعة بن علي بن صالح ، وتميم بن إلياس بن أسد والعضرم بن عيسى ، ومطرف بن عمر الكندي ، وهارون بن صالح بن ميثم ، ووكايا بن سعد ، ومحمد بن رواية ، والحر بن عبد الله بن ساسان ، وقودة الأعلم ، وخالد بن عبد القدوس ، وإبراهيم بن مسعود بن عبد الحميد ، وبكر بن سعد بن خالد ، وأحمد بن ريحان بن حارث ، وغوث الاعرابي .
ومن القلزم : المرجئة بن عمرو ، وشبيب بن عبد الله . ومن الحيرة بكر بن عبد الله بن عبد الواحد . ومن كوثى ربا حفص بن مروان . ومن طهنة الحباب بن سعيد ، وصالح بن طيفور . ومن الأهواز : عيسى بن تمام ، وجعفر بن سعيد الضرير يعود بصيرا .
ومن الشام علقمة بن إبراهيم . ومن إصطخر المتوكل بن عبيد الله ، وهشام بن فاخر . ومن المولتان حيدر بن إبراهيم . ومن النيل شاكر بن عبدة . ومن القندابيل عمرو بن فروة . ومن المدائن ثمانية نفر : الأخوين الصالحين محمد وأحمد ابني المنذر ، وميمون بن الحارث ، ومعاذ بن علي بن عامر بن عبد الرحمان بن معروف بن عبد الله ، والحرسي بن سعيد ، وزهير بن طلحة ، ونصر ومنصور . ومن عكبرا زائدة بن هبة . ومن حلوان ماهان بن كثير ، وإبراهيم بن محمد . ومن البصرة : عبد الرحمان بن الأعطف بن سعد ، وأحمد بن مليح ، وحماد بن جابر . وأصحاب الكهف سبعة نفر مكسلمينا وأصحابه . والتاجران الخارجان من أنطاكية موسى بن عون ، وسليمان بن حر ، وغلامهما الرومي . والمستأمنة إلى الروم أحد عشر رجلاً : صهيب بن العباس ، وجعفر بن . . . ، وحلال بن حميد ، وضرار بن سعيد ، وحميد القدوسي ، والمنادي ، ومالك بن خليد ، وبكر بن الحر وحبيب بن حنان ، وجابر بن سفيان .
والنازلان بسرنديب وهما : جعفر بن زكريا ، ودانيال بن داود . ومن سندرا أربعة رجال : خور بن طرخان ، وسعيد بن علي ، وشاه بن بزرج ، وحر بن جميل . والمفقود من مركبه بشلاهط اسمه المنذر بن زيد . ومن سيراف وقيل شيراز ، الشك من مسعدة ، الحسين بن علوان . والهاربان إلى سردانية السري بن الأغلب ، وزيادة الله بن رزق الله . والمتخلي بصقلية أبو داود الشعشاع . والطواف لطلب الحق من يخشب ، وهو عبد الله بن صاعد بن عقبة . والهارب من بلخ من عشيرته أوس بن محمد . والمحتج بكتاب الله على الناصب من سرخس نجم بن عقبة بن داود . ومن فرغانة أزدجاه بن الوابص . ومن الترمد صخر بن عبد الصمد القنابلي ، ويزيد بن القادر . فذلك ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أهل بدر » .
الرواية الرابعة : في ملاحم ابن طاووس
روى في / 145 : ، عن فتن السليلي ، عن الأصبغ بن نباتة قال : « خطب أمير المؤمنين علي عليه السلام خطبة فذكر المهدي وخروج من يخرج معه وأسماءهم ، فقال له أبو خالد الحلبي : صفه لنا يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي : ألا إنه أشبه الناس خلقاً وخلقاً وحسناً برسول الله صلى الله عليه وآله ، ألا أدلكم على رجاله وعددهم ؟ قلنا : بلى يا أمير المؤمنين قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أولهم من البصرة وآخرهم من اليمامة ، وجعل علي يعدد رجال المهدي والناس يكتبون فقال : رجلان من البصرة ورجل من الأهواز ، ورجل من عسكر مكرم ، ورجل من مدينة تستر ، ورجل من دورق ، ورجل من الباستان واسمه علي ، وثلاثة من اسمه : أحمد وعبد الله وجعفر ، ورجلان عن عمان محمد والحسن ، ورجلان من سيراف شداد وشديد ، وثلاثة من شيراز حفص ويعقوب وعلي ، وأربعة من أصفهان موسى وعلي وعبد الله وغلفان ، ورجل من أبدح واسمه يحيى ، ورجل من المرج واسمه داود ، ورجل من الكرخ واسمه عبد الله ، ورجل من بروجرد اسمه قديم ، ورجل من نهاوند واسمه عبد الرزاق ، ورجلان من الدينور عبد الله وعبد الصمد ، وثلاثة من همدان جعفر وإسحاق وموسى ، وعشرة من قم أسماؤهم على أسماء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ورجل من خراسان اسمه دريد ، وخمسة من الذين أسماؤهم على أهل الكهف ، ورجل من آمل ، ورجل من جرجان ، ورجل من هراة ، ورجل من بلخ ، ورجل من قراح ، ورجل من عانة ، ورجل من دامغان ، ورجل من سرخس ، وثلاثة من السيار ، ورجل من ساوة ، ورجل من سمرقند ، وأربعة وعشرون من الطالقان ، وهم الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وآله : وفي خراسان كنوز لا ذهب ولا فضة ولكن رجال يجمعهم الله ورسوله ، ورجلان من قزوين ، ورجل من فارس ، ورجل من أبهر ، ورجل من برجان من جموح ، ورجل من شاخ ، ورجل من صريح ، ورجل من أردبيل ، ورجل من مراد ، ورجل من تدمر ، ورجل من أرمينية ، وثلاثة من المراغة ، ورجل من خوى ، ورجل من سلماس ، ورجل من بدليس ، ورجل من نسور ، ورجل من بركري ، ورجل من سرخيس ، ورجل من منارجرد ، ورجل من قلقيلا ، وثلاثة من واسط ، وعشرة من الزوراء ، وأربعة من الكوفة ، ورجل من القادسية ، ورجل من سوراء ، ورجل من السراة ، ورجل من النيل ، ورجل من صيداء ورجل من جرجان ، ورجل من القصور ، ورجل من الأنبار ، ورجل من عكبرا ، ورجل من الحنانة ، ورجل من تبوك ، ورجل من الجامدة ، وثلاثة من عبادان ، وستة من حديثة الموصل ، ورجل من الموصل ، ورجل من مغلثايا ، ورجل من نصيبين ورجل من كازرون ، ورجل من فارقين ، ورجل من آمد ، ورجل من رأس العين ، ورجل من الرقة ورجل من حران ، ورجل من بالس ، ورجل من قبج ، وثلاثة من طرطوس ، ورجل من القصر ، ورجل من أدنة ، ورجل من خمرى ، ورجل من عرار ، ورجل من قورص ، ورجل من أنطاكية ، وثلاثة من حلب ، ورجلان من حمص ، وأربعة من دمشق ، ورجل من سورية ، ورجلان من قسوان ، ورجل من قيموت ، ورجل من صور ، ورجل من كراز ، ورجل من أذرح ، ورجل من عامر ، ورجل من دكار ، ورجلان من بيت المقدس ، ورجل من الرملة ، ورجل من بالس ، ورجلان من عكا ، ورجل من صور ، ورجل من عرفات ، ورجل من عسقلان ، ورجل من غزة ، وأربعة من الفسطاط ، ورجل من قرميس ، ورجل من دمياط ، ورجل من المحلة ، ورجل من الإسكندرية ، ورجل من برقة ، ورجل من طنجة ، ورجل من أفرنجة ، ورجل من القيروان ، وخمسة من السوس الأقصى ، ورجلان من قبرص ، وثلاثة من حميم ، ورجل من قوص ، ورجل من عدن ، ورجل من علالي ، وعشرة من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، وأربعة من مكة ، ورجل من الطائف ، ورجل من الدير ، ورجل من الشيروان ، ورجل من زبيد ، وعشرة من مرو ، ورجل من الأحساء ، ورجل من القطيف ، ورجل من هجر ، ورجل من اليمامة ، قال عليه الصلاة والسلام : أحصاهم لي رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أصحاب بدر يجمعهم الله من مشرقها إلى مغربها في أقل مما يتم الرجل عيناه عند بيت الله الحرام ، فبينا أهل مكة كذلك فيقولون أهل مكة : قد كبسنا السفياني ، فيشرفون أهل مكة فينظرون إلى قوم حول بيت الله الحرام ، وقد انجلى عنهم الظلام ولاح لهم الصبح وصاح بعضهم ببعض النجاة ، وأشرف الناس ينظرون وأمراؤهم يفكرون .
قال أمير المؤمنين عليه السلام : وكأني أنظر إليهم والزي واحد والقد واحد والجمال واحد واللباس واحد ، كأنما يطلبون شيئاً ضاع منهم فهم متحيرون في أمرهم ، حتى يخرج إليهم من تحت ستار الكعبة في آخرها رجل أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خلقاً وخلقاً وحسناً وجمالاً فيقولون : أنت المهدي ؟ فيجيبهم ويقول : أنا المهدي فيقول : بايعوا على أربعين خصلة ، واشترطوا عشرة خصال . قال الأحنف : يا مولاي ، وما تلك الخصال ؟
فقال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : يبايعون على ألا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا ولا يهتكوا حريماً محرماً ولا يسبوا مسلماً ولا يهجموا منزلاً ولا يضربوا أحداً إلا بالحق ، ولا يركبوا الخيل الهماليج ولا يتمنطقوا بالذهب ، ولا يلبسوا الخز ولا يلبسوا الحرير ، ولا يلبسوا النعال الصرارة ، ولا يخربوا مسجداً ولا يقطعوا طريقاً ولا يظلموا يتيماً ، ولا يخيفوا سبيلاً ، ولا يحتسبوا مكراً ، ولا يأكلوا مال اليتيم ، ولا يفسقوا بغلام ، ولا يشربوا الخمر ولا يخونوا أمانة ، ولا يخلفوا العهد ، ولايحبسوا طعاماً من بر أو شعير ، ولا يقتلوا مستأمناً ولا يتبعوا منهزماً ولا يسفكوا دماً ، ولا يجهزوا على جريح ، ويلبسون الخشن من الثياب ويوسدون التراب على الخدود ، ويأكلون الشعير ، ويرضون بالقليل ، ويجاهدون في الله حق جهاده ، ويشمون الطيب ويكرهون النجاسة .
ويشرط لهم على نفسه ألا يتخذ صاحباً ، ويمشي حيث يمشون ، ويكون من حيث يريدون يرضى بالقليل ، ويملأ الأرض بعون الله عدلاً كما ملئت جوراً .
يعبد الله حق عبادته ، يفتح له خراسان ويطيعه أهل اليمن ، وتقبل الجيوش أمامه من اليمن فرسان همدان وخولان وجده . يمده بالأوس والخزرج ويشد عضده بسليمان ، على مقدمته عقيل وعلى ساقته الحرث ، ويكثر الله جمعه فيهم ويشد ظهره بمضر يسيرون أمامه ، ويخالف بجيلة وثقيف ومجمع وغداف ، ويسير بالجيوش حتى يترك وادي الفتن .
ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفاً فيقول له : أنا أحق بهذا الأمر منك ، فيقول له : هات علامات دالة ، فيومي إلى الطير فيسقط على كتفه ، ويغرس القضيب الذي بيده فيخضر ويعشوشب ، فيسلم إليه الحسني الجيش ، ويكون الحسني على مقدمته .
وتقع الصيحة بدمشق أن أعراب الحجاز قد جمعوا لكم ، فيقول السفياني لأصحابه : ما يقول هؤلاء القوم ؟ فيقال له : هؤلاء أصحاب ترك وإبل ، ونحن أصحاب خيل وسلاح فأخرج بنا إليهم .
قال الأحنف : ومن أي قوم السفياني ؟ قال أمير المؤمنين عليه السلام : هو من بني أمية وأخواله كلب وهو عنبسة بن مرة بن كليب بن سلمة بن عبد الله بن عبد المقتدر بن عثمان بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، أشد خلق الله شراً ، وألعن خلق الله حياً ، وأكثر خلق الله ظلماً ، فيخرج بخيله وقومه ورجاله وجيشه ، ومعه مائة ألف وسبعون ألفاً فينزل بحيرة طبرية ويسير إليه المهدي عن يمينه وعن شماله وجبرئيل أمامه ، فيسير بهم في الليل ويكمن بالنهار ، والناس يتبعونه ، حتى يواقع السفياني على بحيرة طبرية فيغضب الله على السفياني ، ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى ، فترشقهم الطير بأجنحتها والجبال بصخورها والملائكة بأصواتها ، ولا تكون ساعة حتى يهلك الله أصحاب السفياني كلهم ، ولا يبقى على الأرض غيره وحده ، فيأخذه المهدي يذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية ، ويملك مدينة دمشق .
ويخرج ملك الروم في مائة ألف صليب تحت كل صليب عشرة آلاف ، فيفتح طرسوساً بأسنة الرماح وينهب ما فيها من الأموال والناس ، ويبعث الله جبرئيل عليه السلام إلى المصيصة ومنازلها وجميع ما فيها فيعلقها بين السماء والأرض ، ويأتي ملك الروم بجيشه حتى ينزل تحت المصيصة فيقول : أين المدينة التي كان يتخوف الروم منها والنصرانية ؟ فيسمع فيها صوت الديوك ونباح الكلاب وصهيل الخيل فوق رؤوسهم ، وذكر الحديث » .