علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
في بيان حديث معرفة علم المنايا والبلايا.
المؤلف: الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ).
المصدر: الفوائد الطوسيّة.
الجزء والصفحة: ص 108 ـ 109.
2024-09-05
442
فائدة رقم (35):
في الكافي في باب أنّ الأئمّة (عليهم السلام) لو ستر عليهم لأخبروا كلَّ امرئ بما له وعليه.
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): من أين أصاب أصحاب علي (عليه السلام) ما أصابهم مع علمهم بمناياهم وبلاياهم قال: فأجابني شبه المغضب ممّن ذلك؟ إلا منهم. فقلت: ما يمنعك جعلت فداك؟ قال: ذاك باب أغلق الا أنّ الحسين بن علي (عليه السلام) فتح منه شيئًا يسيرًا. ثم قال: يا أبا محمد انّ أولئك كانت على أفواههم أوكية (1).
أقول: لعلّ السؤال عن وقوع القتل ونحوه بهم مع علمهم المذكور الذي يقتضي تحرزهم ممّا وقع فيكون إشارة إلى قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} أو عن حصول القتل والإذلال ونحوهما لهم مع اختصاصهم بعلي (عليه السلام) كما يظهر من معرفتهم بمكنون علمه وذلك يقتضي قربهم عنده وكمال ايمانهم فيكون إشارة إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} أو عن وجه اختصاصه بالعلم المذكور المشتمل على أكثر ما يحتاج اليه من أحكام الشرع مع العلم بما ليس بلازم من علم المنايا والبلايا أو عمّن أخذوا تلك العلوم المصونة والأسرار المكنونة أي من أين وصلت إليهم فهذه عدّة وجوه:
وعلى الأول: فقوله: (منهم) لعلّ المراد منه انّه من تقصيرهم وقلّة كتمانهم والعلم بقصورهم عن الحفظ وترك الإذاعة لم يعلموا أوقات ما يصيبهم من القتل ونحوه وانّما عرفوه إجمالا فلم يقدروا على التحرّز.
وعلى الثاني: لعلّ المراد بكون ذلك منهم انّه من ذنوب سلفت منهم أراد الله تكفيرها عنهم كقوله تعالى: {وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} أو أنّه بسبب اختيارهم للإيمان المستلزم لاختيار الآخرة على الدنيا توجّه إليهم البلاء في دنياهم.
وعلى الثالث: فقوله: (منهم) أي من قابليتهم وأهليتهم لذلك بسبب تمام الانقياد وكمال الاعتقاد اختصّوا بمثل ذلك أو من جدّهم واجتهادهم في طلب العلم منه (عليه السلام).
وعلى الرابع: فقوله: (منهم) أي من أهل العصمة (عليهم السلام) يعني من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي والحسنين (عليهم السلام) والإلهام لأجل عدم إمكان التصريح والإضمار اتكالا على العلم بالمطلوب وتخييلا لأنّ المرجع لا تغيب عن القلب هذا وبعض الوجوه تصلح لغير ما جعلت له كما لا يخفى، والله أعلم.
ولا بدّ في بعض ما تقدّم من تقدير مضاف إلى ضميرهم كما عرفت وبعضها مستغنٍ عنه وأولئك يمكن كونه إشارة إلى أصحاب علي (عليه السلام) ويمكن كونه إشارة إلى أصحاب الحسين (عليه السلام) ولا مانع من الجمع أيضًا وعلى الأول هو بيان العلة التي منعت الصادق (عليه السلام) عن تعليم أصحابه مثل ما علم علي (عليه السلام) أصحابه وحاصله عدم وثوق الصادق (عليه السلام) بالكتمان منهم وخوفه من ترتيب المفسدة على إعلامهم وعلى الثاني هو بيان للعلّة التي اقتضت فتح الحسين (عليه السلام) لذلك الشيء اليسير وتعليمه له أصحابه. وفي كتاب بصائر الدرجات روى هذا الحديث وفيه من علمهم بمناياهم (2) وحينئذٍ لا إشكال، والله أعلم.
________________
(1) الكافي ج 1 ص 265.
(2) بصائر الدرجات ص 261 ط: تبريز.