علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
حديث (وسلّط على الحبّة هذه الدابّة).
المؤلف: الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ).
المصدر: الفوائد الطوسيّة.
الجزء والصفحة: ص 98 ـ 99.
2024-09-02
378
فائدة رقم (30):
روي انّ الله تطوّل على عباده بثلاث: القى عليهم الريح بعد الروح ولولا ذلك ما دفن حميم حميما، وألقى عليهم السلوة بعد المصيبة ولولا ذلك لانقطع النسل، وسلّط على الحبّة هذه الدابّة (1) ولولا ذلك لكنزها ملوكهم كما يكنزون الذهب والفضة (2).
أقول: هذا مذكور في الفقيه والخصال وغيرهما وفي بعض تلك المواضع القى عليهم الروح بعد الروح والمعنى واحد لأنّ الرّوح الأول بفتح الراء بمعنى نسيم الروح (3) كما في القاموس وغيره، والثاني على التقديرين بضم الراء ما به حياة الأنفس وقوله: بعد الروح أي بعد خروجها ومفارقتها للبدن وفي معنى هذا الكلام ثلاثة احتمالات:
الأول: أن يكون المراد بالريح النفس الذي يجذبه الإنسان إلى الباطن بأنفه وفمه ليخفّف عنه الحرارة الباطنيّة والمعنى لولا هذه الريح التي تروح القلب وتخفّف عنه الغم والحزن بعد خروج الروح من الميت القرابة لما سمحت نفس أحد بدفن قرابته لشدّة حزنه وعظيم مصيبته في أول أمره ولا ينافي ذلك وجود هذه الريح قبل وبعد وعدم اختصاصها كما قيل لأنّ هذه التخفيف من جملة فوائدها بل من أعظمها والتخصيص غير لازم ولا مفهوم من الكلام.
الثاني: ان يكون المراد الريح الموجودة بين السماء والأرض التي تأخذ الروائح الطيّبة والخبيثة وتتحرّك بها فتنتقل عن محلّها وتتفرّق وتذهب، والمعنى ح لولا هذه الريح وذهابها برائحة الميت الرديّة وتخفيفها أو إزالتها عنه بالكليّة لما قدر على الدنو منه قرابته فضلا عن غيره ولا أمكن دفنه لذلك.
الثالث: ان يكون المراد الريح الحاصلة في جوف الميت عند انتفاخه إذا ترك مدّة والمعنى ح لولا ما قدر الله من انتفاخ الميت وكثرة رائحة الرديّة وانفجار بطنه إذا ترك بغير دفن لما كان الإنسان يدفن قرابته بل كان يحفظه عنده فهذه الآثار مستندة الى الريح وهي موجبة للدفن وهذا الوجه ربّما كان أقرب وآخر الحديث يناسبه وقوله: (بعد الروح) أي خروجها يؤيّده ويقرّبه والله أعلم.
__________________
(1) في الفقيه: وألقى على هذه الحبّة الدابّة ـ أقول: والمراد بالحبّة: الحنطة والشعير وأمثالهما.
(2) الفقيه ج 1 ص 187.
(3) نسيم الريح ـ خ ل.