علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
حديث (مَن عرف نفسه فقد عرف ربّه).
المؤلف: الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ).
المصدر: الفوائد الطوسيّة.
الجزء والصفحة: ص 79 ـ 80.
2024-08-15
489
فائدة رقم (25):
حديث: من عرف نفسه فقد عرف ربّه (1) قد خطر ببالي وجوه اثني عشر وقد ذكر العلماء بعضها:
الأول: انّه لمّا حركت النفس البدن والروح الجسد لزم من معرفة ذلك له معرفة أنّ للعالم مدبّرًا وللسكون محرّكًا فمعرفة النفس من جملة الأدلة الموصولة إلى معرفة الربّ.
الثاني: انّ من عرف انّ نفسه واحدة وانّها لو كانت اثنتين لأمكن التعارض والممانعة عرف انّ الرب واحد و{لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا}.
الثالث: من عرف انّ النفس تحرّك بالجسد بإرادتها علم انّه لا بد للعالم من محرّك مختار للقطع بوجوب كمال الخالق وتنزّهه عن النقص وللعلم بامتناع الحركة والتأثير ممّن عدمت نفسه وفارقت بدنه.
الرابع: من عرف انّه لا يخفى على النفس أحوال الجسد علم انّه لا يعزب عن الباري مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء لامتناع علم المخلوق وجهل الخالق تعالى.
الخامس: من عرف انّ النفس ليست إلى شيء من الجسد أقرب منها إلى شيء منه علم انّ نسبة الأشياء كلّها الى قدرة الله تعالى وعلمه على السواء.
السادس: من عرف انّ النفس موجودة قبل البدن باقية بعده عرف انّ ربّه كان موجودًا قبل المخلوقات وهو باقٍ بعدها لم يزل ولا يزال.
السابع: من عرف انّ نفسه لا يعرف كنه ذاتها وحقيقتها عرف انّ ربّه كذلك بطريق أولى.
الثامن: من عرف انّ نفسه لا يعرف لها مكان ولا يعلم لها أينيّة عرف انّ ربّه منزّه عن المكان والأينيّة.
التاسع: من عرف انّ النفس لا تحس ولا تمس ولا تدرك بالحواس الظاهر عرف انّ الله سبحانه كذلك.
العاشر: من عرف نفسه علم انّها أمّارة بالسوء فاشتغل بمجاهدتها وبعبادة ربّه ومن عبد الله وأطاعه كانت معرفته صحيحة ومن عصاه فكأنّه لم يعرفه إذ لم ينتفع بمعرفته فهو أسوأ حالا ممّن لم يعرفه فكأنّه قال: من عرف نفسه جاهدها وعبد ربّه ومن عبده فقد عرفه حق المعرفة وحصل له ثمرة العلم به وهذا ما خطر بخاطري ولم يذكره أحد فيما أعلم.
الحادي عشر: من عرف نفسه بصفات النقص عرف ربّه بصفات الكمال إذ النقص دال على الحدوث فيلزم ملازمة الكمال المقدّم.
الثاني عشر: انّه علّق محالاً على محال أي كما لا يمكن معرفة حقيقة النفس كذلك لا يمكن معرفة حقيقة الرب فيجب ان يوصف بما وصف نفسه تعالى والله أعلم.
__________________
(1) أخرجه أيضًا المحدّث القمي (ره) في السفينة ج 2 ص 603 والسيّد عبد الله شبّر في مصابيح الأنوار ج1 ص 204.