1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : النظام المالي والانتاج :

الثروة في الإقتصاد الصناعي

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج2 ص379ــ382

2023-10-13

1220

لقد عزز توسيع الاقتصاد الصناعي من القدرة المالية للدول المتطورة ودعم من البنية المالية لشعوب هذه الدول ، وساهم في إفساح المجال لهذه الشعوب لإرضاء غرائزها وميولها النفسية فقد اتجهت الصناعات في البلدان المذكورة نحو الاعتماد على الآلات والماكنات المتطورة وذلك لزيادة الإنتاج وتيسير حياة الشعوب ، مما ساهم في استقرار تلك الشعوب ورفاهيتها. وفي المقابل راحت الشعوب تهدر طاقاتها المختزنة في تيار الملذات والشهوات والبذخ والفساد بدل السعي والعمل ، وبخلاصة ، فإن الثروة الهائلة والحياة المترفة والسعي القليل والفراغ الكبير والطاقة والنشاط، كلها تعتبر ظروفاً مناسبة لفلتان الغرائز وطغيان الإنسان المغرور والمستبد.

قال تعالى : {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى عليكم أن تبسط لكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم(1) .

انهيار مبادئ الأخلاق:

«يقول «ويل ديورانت»: إن ثروة بلادنا في عصرنا الحاضر قد بدلت المبادئ الأخلاقية الثابتة والقاسية للذين هاجروا إلى أمريكا سابقاً أكثر من أية ثورة أو نهضة أدبية ، وجعلتها متحررة من القيود. فعطلة الاسبوع التي كانت مخصصة للراحة والعبادة قد تحولت إلى فرصة يبحث فيها الإنسان عن لذائذ الدنيا غير المحددة ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تغير اخلاقنا وتحررنا من كل القيود» .

«عندما يكون لإنسان فقيراً يكون من السهل عليه أن يصبح تقياً فاضلاً ، ويكون قادراً على ترك الملذات إن كانت ستكلفه غالياً. أما الإنسان الذي يكون جيبه مليئاً بالمال ويستطيع أن يخفي نفسه عن عيون جيرانه ، فإنه يصعب عليه ان يكون تقياً فاضلا. وعبثاً يحاول علماء الأخلاق أن يشتكرا ويتذمروا مما بلغه الإنسان من حب الراحة والرفاهية، فهذا الحب قائم في اعماقنا منذ نشأتنا وقد وجدنا اليوم الفرصة لإظهاره ، وسيبقى الوضع على هذا المنوال ما لم يتغير الوضع الاقتصادي. فما دام تطور الآلة والصناعة يزيد من أوقات فراغ الإنسان ويستبدل العمل اليدوي بالعمل الآلي والعقلي، فإن الطاقة التي ينبغي أن تستغل في الأعمال التي تتطلب جهداً جسمياً معيناً ستظل مختزنة في أجسامنا وستزيد يوماً بعد آخر من تحسسنا إزاء الشهوات))(2). 

ضرورة تعديل الرغبة في الترفيه عن النفس :

تعتبر الرغبة في الترفيه عن النفس من الرغبات الفطرية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في أعماق الإنسان ، وينبغي أن يقدم الإنسان على تعديل هذه الرغبة كسائر الغرائز والرغبات الطبيعية الأخرى، ويسعى إلى إرضائها في الوقت المناسب وبالمقدار الصحيح بعيداً عن الإفراط والتفريط .

وقد استأثر هذا الموضوع باهتمام الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) الذين أكدوا في الكثير من أحاديثهم ورواياتهم على أهمية هذا الموضوع .

أما في العالم الصناعي المتطور اليوم حيث ازدادت ساعات فراغ الإنسان وتضاعف اهتمامه بمسألة الترفيه والاستمتاع ، فإن العلماء والمفكرين وللأسف لم يفكروا بهذا الموضوع ولم يأتوا بمنهج شامل وكامل يتوافق وسعادة الإنسان ومصلحته ، وهذا ما شجع الكثير من الشباب في الدول الصناعية على الإنفراد بآرائهم دون أدنى اهتمام بالتوجيهات والارشادات الصحيحة، واستغلال أوقات فراغهم في ارتكاب الرذائل والمحرمات ، جالبين لأنفسهم وتحت شعار الترفيه التعاسة والشقاء.

عدم الإهتمام بأوقات الفراغ:

«إن نشاط أوقات الفراغ الذي كان في الماضي ينحصر ضمن نطاق البيت قد شهد تغييرات مذهلة نتيجة تهافت القرويين على المدن والاختراعات العظيمة التي توصل إليها الإنسان ، كاختراع السيارة والسينما والراديو والتلفاز. وللأسف فإن ما نجم عن ازدياد وقت الفراغ لدى الإنسان - كما يقول «لوند برغ» في كتابه لم يحظ بأهمية كبيرة من جانب علماء الاجتماع الذين لا زالوا يعيشون تحت وقع النظرية القديمة القائلة بأن الإنتاج أهم من الاستهلاك والتي تهتم بالعمل أكثر من البطالة.  ويبدو أن البطالة باتت تكتسب مزيداً من الأهمية يوماً بعد آخر» .

«حتى ان بعض علماء الاجتماع يرون في موضوع البطالة بأنه موضوع عاطفي ويضعونه خارج أطر أبحاثهم العلمية ، بينما القضية هي عكس ذلك تماماً وينبغي أن تحظى بكامل اهتمامهم ، لأن من شأن الأبحاث العلمية وحدها أن تحدد ما يتوجب على الإنسان أن يقوم به أثناء وقت فراغه بما يؤمن له الحد الأقصى من الفائدة ، حتى اننا يمكننا القول بأن طريقة إملاء أوقات الفراغ من شأنها أن تجسد حضارة الشعوب ومدنيتها»(3) .

_____________________

(1) مجموعة ورام 1 ، ص 132.

(2) مباهج الفلسفة، ص96.

(3) علم الإجتماع، ص301. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي