علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
في السقيفة.
المؤلف: الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
المصدر: أبو ذر الغفاريّ رمز اليقظة في الضمير الإنسانيّ.
الجزء والصفحة: ص 95 ـ 96.
2023-09-10
1086
ما ان التحق الرسول (صلى الله عليه وآله) بربّه، حتى بدأ العد العكسي يأخذ مجراه. فبدأت النوازع العصبيّة تبرز على الساحة بكل ما تحمل من أخطار، تشتّت الوحدة، وتفرّق الكلمة، وهذا ما جرى في سقيفة بني ساعدة، فقد تنازع المهاجرون والانصار في الامر من جهة، وثارت ثائرة الاوس والخزرج ـ التي أطفأ الاسلام نائرتها ـ من جهة أخرى، واليك لقطات سريعة عن ذلك ـ كما في شرح النهج:
قال سعد بن عبادة ـ سيد الخزرج ـ في خطبته: فشدّوا يديْكم بهذا الامر، فإنّكم أحق الناس، وأولاهم به!.
وقال الحبّاب بن المنذر: "فمنّا أمير ومنهم أمير!".
فقال عمر: هيهات! لا يجتمع سيفان في غمد، إنّ العرب لا ترضى أن تؤمركم ونبيها من غيركم!.
فقام الحباب، وقال: لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه، فيذهبوا بنصيبكم من الامر.
فلمّا رأى بشير بن سعد الخزرجي، ما اجتمعت عليه الانصار من تأمير سعد بن عبادة ـ وكان حاسدا له ـ قال: إنّ محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رجل من قريش، وقومه أحق بميراث أمره.
فقام أبو بكر، وقال: هذا عمر وابو عبيدة، بايعوا أيّهما شئتم.
فقالا: والله لا نتولى هذا الامر عليك.. أبسط يدك حتى نبايعك.
فلمّا بسط يده، وذهبا يبايعانه، سبقهما بشير بن سعد فبايعه.
فناداه الحباب بن المنذر: يا بشير، عقَّك عَقاق (1) والله ما اضطرك الى هذا الامر، إلا الحسد لابن عمك (يعني سعداً).
ولمّا رأت الأوس، انّ رئيساً من رؤساء الخزرج قد بايع، قام أسيد بن حضير ـ وهو رئيس الأوس ـ فبايع حسدا لسعد أيضا، ومنافسة له أن يلي الامر، فبايعت الأوس كلها لمّا بايع أُسَيد، وحُمل سعد بن عبادة ـ وهو مريض ـ فأدخل الى منزله، فامتنع عن البيعة في ذلك اليوم وفيما بعد (2).
قال البراء بن عازب ـ وكان خارج السقيفة ـ في حديث له: فلم ألبث، وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر، وأبو عبيدة، وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزُرِ الصنعانيّ، لا يمرّون بأحد إلا خبطوه وقدموه، فمدوا يده، فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى. فأنكرت عقلي! ورأيت في الليل، المقداد، وسلمان، وأبا ذر، وعبادة بن الصامت، وأبا الهيثم بن التيهان وحذيفة، وعمارا، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين (3).
هذه صورة مختصرة أخذناها من شرح النهج، وفيها تعبير واضح عن الطريقة التي استخدمت في عقد البيعة لأبي بكر، وأنّها لم تكن عن طريق الاختيار ـ كما يدّعى ـ بل تدخَّل فيها عنصر القوة والإجبار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من العقوق: وهو شق عصا طاعة الوالد وكل ذي رحم.
(2) شرح النهج 6 / من ص 6 الى 10.
(3) نفس المصدر 1 / 219 / 220.