علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
الإمامة.
المؤلف: الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
المصدر: أبو ذر الغفاريّ رمز اليقظة في الضمير الإنسانيّ.
الجزء والصفحة: ص 93 ـ 94.
2023-09-07
973
قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}.
من غير الوارد ـ بالمفهوم العقلي ـ أن تترك أمة دون قيادة، ولا رعاية، لأن ذلك سيؤدي ـ ولا شك ـ الى انهيارها، وترديها في مهاوي المجهول.
والاسلام دين ونظام لكل الناس على حد تعبير القرآن الكريم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} فمن الاولى، ألا يُترك دون صيانة ورعاية، بل لا بد وأن يسند الى شخص ما من المسلمين ـ طبعا ـ القيام بهذه المهمة، وطريق ذلك، منحصر بالنص عليه، إما من الله تعالى، أو من النبي المعصوم (صلى الله عليه وآله) أو الإمام الذي ينصبه النبي، ويشترط في الإمام ما يشترط في النبي من كونه معصوما عن الخطأ.
من هنا، فإنّ قضية الخلافة ـ في المفهوم الديني ـ تأخذ معنى آخر غير المعاني الأخرى المتسالم عليها عند أكثرية المسلمين، فهي تأخذ معنى شرعيا يبقى ضمن "النص".
فالإمام ـ بعد النبي ـ مصدر للتشريع لا يمكن الاستغناء عنه بحال من الاحوال، فقوله وفعله وتقريره سُنَّة، وبهذا نادى أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وعلى هذا بنوا كل أمورهم الدينية، فالدين فوق كل الميول والاتجاهات، لا يقاس بالعقول، وصاحب الرسالة أدرى وأعلم بمن يقوم بمهماتها أما أن يقوم هذا الامر على التخمين والظن والاختيارات الشخصية، فهذا عين الخطأ، ولا قاعدة فيه من المشرّع الحكيم. بل القاعدة على عكس ذلك، قال تعالى: {رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}. هذا بالإضافة الى كون النتائج في هذا الحال مجهولة، ومتى ما كان الامر كذلك، فان الخسارة حينئذ تكون أقوى في ميزان الاحتمال.
ولا يبعد أن يكون ما حصل للمسلمين من قبل وما يعانونه اليوم، إنما هو نتيجة للتصرفات الفردية في هذا الامر الخطير، فإنّه منذ أن فقدت القيادة الاسلامية مقوماتها الحقيقية بدأ الكيان الاسلامي يهتز، ويدخل مراحل الانهيار.
فالملاحظ انّ الجسم الاسلامي ـ بكل أبعاده وأشكاله ـ كان ينتقل ضمن دائرة النمو، من طور الى طور أكبر، بشكل متكامل متين لا يعرف الانتكاس ولا الحمود، وما ذلك إلا بفضل الرعاية الحكيمة من النبي الكريم (صلى الله عليه وآله)، فقد كانت قوة المسلمين تتكامل، وعددهم يتزايد، بشكل مستمر ملحوظ، ووحدتهم متينة لا يزعزعها شيء، على الرغم من الأخطار التي كانت تحدق بهم، سواء من بقايا الشرك في الوسط العربي، أو من المنافقين الذين كانوا بين ظهرانيهم يتربصون بهم الدوائر.