1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

الاعلام : الصحافة : المقال الصحفي :

نموذج مقال علمي- الأذن السحرية

المؤلف:  د. عبد اللطيف حمزة

المصدر:  المدخل في فن التحرير الصحفي

الجزء والصفحة:  ص 232-235

2023-06-05

1575

نموذج مقال علمي- الأذن السحرية

كلما أكفهر جو السياسة الدولية، وتلبدت فيه الغيوم منذرة باحتمال وقوع الحرب نشطت السلطات المختصة في كل دولة لتجنيد الرجال العسكريين والعلماء معاً.

والواقع أن تجنيد العلماء للبحث والاختراع لا يقل أهمية من الوجهة الحربية عن تجنيد العسكريين، وما زالت معركة بريطانيا الجوية ماثلة في الاذهان، إذ جند الالمان ما لا يحصى عدده من الطائرات لكي يقضوا على انجلترا القضاء الاخير، ولكنهم لم يستطيعوا أن يكسبوا تلك المعركة رغم استعدادهم الضخم الرهيب، وإحكامهم وضع الخطط لتنفيذه، وما كان فشلهم غير المنتظر إلا نتيجة اختراع "الرادار" أو الاذن السحرية الذي استطاع الإنجليز بها معرفة الطائرات المعادية قبل وصولها بوقت كاف لاستعداد قوات الدفاع التي أصلتها ناراً حامية عند وصولها، وبذلك فقدت هذه الطائرة عنصر المفاجأة.

ويضع المختصون آمالهم الآن في جهاز "الرادار" لدرء خطر القنبلة الذرية التي ينتظر أن تكون هي السلاح في أية حرب قادمة.

وللرادار جهاز لاسلكي يبعث موجات لاسلكية قوية يسيرها بسرعة عظيمة في اتجاه محدد، فإذا اصطدمت هذه الموجات بجسم صلب، كطائرة تشق عنان السماء، أو باخرة عباب الماء، انعكست وعادت إلى الرادار ثانية، وبمعرفة الزمن الذي استغرقته في ذهابها وعودتها يعرف موقع الطائرة أو الباخرة، وتعرف المسافة بينهما وبين محطة الرادار.

ومن المدهش أن الخفاش أو "الوطواط" سبق إلى أسلوب جهاز الرادار منذ أزمنة بعيدة، وقام باستخدامه بنجاح عجيب قبل أن يدرك الإنسان من أمره شيئاً.

فالمعروف أن الخفاش يختفي بالنهار، فإذا أقبل الليل خرج للبحث عن الغذاء طائراً بسرعة كبيرة في الظلام الحالك، دون أن يصطدم بتاتاً بالأشجار أو الابنية التي تعترض طريقه، وكثيراً ما يخترق الغابات الكثيفة التي تمتلئ بالأشجار المتقاربة والاغصان المتشابكة، فيمرق بينها مروق السهم، في سهولة وأمان!

وقد كانت هذه الظاهرة العجيبة ونعني بها تحاش الخفاش تلك العوائق المتقاربة، وعدم اصطدامه بها مما أثار دهشة الباحثين زمناً طويلاً، لما ثبت من أنه لا يستطيع أن يراها في الظلام، فهو إذن لا يعتمد في تجنبها على حاسة النظر، بل هناك ولا شك حاسة أخرى؛ هي التي تنير له السبيل، وتجنبه الاصطدام بتلك العقبات.

وقام كثير من الباحثين بإجراء تجارب عدة أظهرت في وضوح تام أن الخفاش لا يعتمد على الإبصار في طيرانه ليلاً، فقد أحضر العالم "سبالانزاني" عدداً من الخفافيش، وفقأ عيونها، ثم تركها بعد ذلك تطير في الهواء، فتبين له من حركتها المتزنة أنها لم تتأثر على الإطلاق بفقدها الإبصار!

ووضع بعض الباحثين خفاشاً في غرفة كبيرة وثبت في جميع أرجائها أسلاكاً متقاطعة على شكل شبكة، وعلق في تلك الاسلاك أجراساً صغيرة تدق إذا لمس أي جسم هذه الاسلاك، ثم أطفئت أنوار الغرفة، ووقف الباحثون في ركن منها، لا يرون شيئاً، ولكنهم يسمعون ويحسون بما يجري فيها، وظلوا كذلك حوالي نصف ساعة، والخفاش يطير من مكان إلى مكان متنقلاً بين فتحات تلك الشبكة دون أن يمس أي جزء فيها، وكان في بعض الاحيان يقترب من وجوههم حتى ليحسون بحركة الهواء الذي تدفعه الاجنحة.

وحينما أضيئت الانوار انقطع الخفاش عن الطيران، وتراجع إلى أعتم مكان في الغرفة حيث قبع ساكناً لا يبدي أي حراك.

وبدأ الباحثون يعللون هذه الظاهرة بشتى التعليلات دون أن يهتدوا إلى الدليل الكافي الذي تدعمه التجارب والمشاهدات العملية، وكان التعليل الذي قدمه العالم "هارتردج" سنة 1920 أول تعليل استساغه أغلب الباحثين، وقد رجح فيه استخدام الخفاش موجات صوتية لا تدركها أذن الإنسان، ثم أيدت الابحاث الحديثة صحة هذا التعليل.

ولتفسير ذلك نقول: إن الاصوات المختلفة التي نسمعها تنتقل في الهواء على صورة موجات صوتية، ويدرك الإنسان تلك الاصوات فور وصولها إلى طبلة الاذن، ولا تستطيع أذنه أن تدرك من الاصوات إلا ما كانت اهتزازاتها تتراوح بين 20 و 20 ألف اهتزازة في الثانية، وهي تعرف "بالأصوات المسموعة"، أما الموجات الصوتية التي تزيد اهتزازاتها على هذا فلا تدركها الاذن، وقد أطلق عليها العلماء اسم "الاصوات فوق السمعية".

وأثبت بعض العلماء الامريكيين حديثاً أن الخفاش لا يصدر الاصوات المعروفة التي نسمعها فحسب، بل يصدر كذلك أصواتاً أخرى "فوق سمعية"، كما أثبتوا أن في استطاعته سماع تلك الاصوات التي تدركها أذن الإنسان، فهو يقوم بإصدار هذه الاصوات التي تنتقل في الهواء، حتى إذا اعترض طريقها بعض العوائق كالأشجار وغيرها انعكست كما تنعكس أشعة الشمس على سطح مرآة، فإذا ما وقعت تلك الموجات الصوتية المنعكسة على أذنه أمكنه أن يدرك وجود تلك العوائق. ويعتمد الخفاش في تقدير المسافة التي بينه وبين السطح الذي ينعكس منه الصوت على الزمن يستغرقه الصوت في الذهاب إلى هذا السطح والعودة منه بعد انعكاسه.

وهذا ما يحدث تماماً في جهاز الرادار.

ومن بين التجارب التي أجريت لإثبات وجود تلك الاصوات الخاصة التي لا نسمعها أنهم وضعوا "ميكروفونات" بالقرب من الخفافيش الطائرة، ووصلوا هذه الميكروفونات بأجهزة دقيقة تقوم بتحويل الاهتزازات الصوتية التي لا نسمعها إلى اهتزازات كهربائية يمكن إدراكها بطريقة خاصة، فأثبتت هذه التجارب أن الخفافيش تصدر أصواتاً تتراوح بين 30 و 70 ألف اهتزازة في الثانية، أي أنها فوق القدرة السمعية للأذن البشرية، وفي الوقت نفسه قام هؤلاء العلماء الباحثون بفحص أذن الخفاش، فظهر لهم أن لها من الميزات ما يجعلها قادرة على سماع مثل تلك الاصوات.

ويقال إن الحاسة يتفادى بها الخفاش جميع الحواجز التي تعترضه تتركز في لسانه، فقد لجأ العلماء إلى قطع عصب نحو لسانه فاكتشفوا أنه يصدر أصواتاً يتعرف بها على الحواجز التي أمامه بواسطة حركات لسانه (1).

من ذلك نرى أن الطبيعة قد وضعت سراً من أدق أسرارها في مخلوق ضعيف لا يكاد يعيره الإنسان ما هو جدير به من تقدير وإعجاب، فقد استخدام هذه الطريقة العجيبة في كفاحه من أجل الحياة، وتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقة أثناء تجواله الليلي الذي يمارس بحثاً عن الغذاء.

وهكذا انتهى هذا المقال العلمي في شرح نظرية من أدق نظريات العلم؛ وهي نظرية "الرادار"، واصطنع الكاتب في مقاله هذا لغة سهلة تجنب فيها الإكثار من المصطلحات لعلمية التي يشق فهمها على القراء، وسرد في سبيل ذلك طائفة صالحة من التجارب التي مارسها العلماء، شرح هذه التجارب الكثيرة بأسلوب يمتاز بالوضوح والبساطة، كما يمتاز كذلك بربط ما اشتمل عليه من المعلومات الطريفة بحاجة من حاجات القراء، هي الرغبة في السلام، ونزعة من نزعاتهم، أو غريزة من غرائزهم، هي غريزة حب الاستطلاع، وفي ذلك ما أغنى الكاتب عن سلوك سبيل "القصة"، أو "الحوار" أو غيرهما من الوسائل الادبية التي أشرنا إلى بعضها في غضون هذا الفصل.

ومثل هذه المقالات كثير مما كتبه الدكتور أحمد زكي في الصحف والمجلات، وكثير مما أذاعه كذلك من إذاعات، سارداً في هذه وتلك شيئاً من قصص العلوم والمخترعات.

ولا يتسع الفصل الذي بين يديك لإيراد أمثلة أخرى توضح لك الطرق التي سلكها في تبسيط العلم، وتقريبه إلى أذهان العامة، سعياً وراء هذه الغاية التي تهدف إليها الصحافة، وهي تثقيف رجل الشارع بمختلف الثقافات، وتزويده بشتى المعلومات.

كما لا يتسع هذا الفصل لاستيعاب الانواع الكثيرة للمقال العلمي فإن المقالات العلمية تتنوع العلوم ذاتها، وما أكثرها كما نعرف، غير أن أشهر ما عنيت وتعني به الصحف والمجلات المصرية إلى اليوم من أنواع المقال العلمي ما يلي:

1. المقال النقدية، ومن أشهر كتابها: العقاد، والمازني، وطه حسين.

2. المقالة الفلسفية، ومن أشهر كتابها: أحمد لطفي السيد، والدكتور منصور -فهمي، والدكتور زكي نجيب محمود.

3. المقالة التاريخية، وهي كثيرة الورود في الصحافة المصرية ولها كتاب عديدون.

4. المقالة العلمية، ومن أشهر كتابها: الدكتور صروف، والدكتور أحمد زكي.

5. المقالة الاجتماعية، وكتابها كثيرون أيضاً في الصحف والمجلات في الوقت  الحاضر، وكل ذلك تنشره المجلات أكثر مما تنشره الصحف اليومية.

________________

(1) راجع مقال "عندما يسمع اللسان" في الصحيفة الزواج عدد ديسمبر1959.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي