اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
خصائص المقال الافتتاحي
المؤلف: د. عبد اللطيف حمزة
المصدر: المدخل في فن التحرير الصحفي
الجزء والصفحة: ص 243-247
2023-06-07
1496
خصائص المقال الافتتاحي
نستطيع أن نقول إن للمقال الافتتاحي سمات خاصة يعرف بها، وخصائص فنية تتوافر له، ومن هذه الخصائص ما يلي:
أولاً- خصيصة الثبات على سياسة واحدة هي سياسة الصحيفة، إذ لا يصح لهذه الصحيفة أن تكون مذبذبة بين سياسات كثيرة، لأنها بذلك تفقد أهميتها كصحيفة من صحف الرأي.
ومن أجل هذا يراعى في المقال الافتتاحي عادة ألا يكون مذيلاً بتوقيع كاتبه، لأنه مقال منسوب إلى الصحيفة نفسها بوصفها هيئة من هيئات الإعلام، لها سياستها وهدفها من وراء هذا الإعلام.
ثانياً- خصيصة الحذر والاحتياط في إبداء الرأي، لأنه ما دام رئيس التحرير أو كاتب المقال الافتتاحي لا يعبر عن رأيه الشخصي، بل عن رأي الصحيفة باعتبارها مؤسسة اجتماعية وظيفتها الإعلام كما قلنا، يجب عليه أن يصطنع الحيطة فيما يكتب من مواد باسم الصحيفة: وإلا عرضها للخطر الداهم.
والحقيقة أن كاتب المقال الافتتاحي ليس مطالباً كل يوم بذكر آراء صريحة في كل مشكلة من المشكلات التي تهم المجتمع، بل إنه أشبه بالقاضي العدل، يجوز له أن يؤخر حكمه في القضايا المعروضة أمامه حتى تتجمع لديه الادلة الكافية، والشهود العدول، والبراهين المؤيدة لوجهة النظر التي ينتهي إليها في كل قضية من القضايا.
وبعبارة أخرى يجب على كاتب المقال الافتتاحي أن يفكر مرتين عندما يشرع في كتابة هذا المقال: مرة بوصف أنه كاتب لهذه المادة الصحيفة الهامة، والاخرى بوصف أنه معبر عن رأي الصحيفة التي يكتب هذه المادة لها وباسمها.
وهنا تثار مسألة تتصل "بضمير الكاتب" فهل معنى ما تقدم من الكلام أن الكاتب ينبغي أن يخالف ضميره فيما يقدم للقراء من هذه المادة الصحيفة الهامة التي قلنا إنها ملك للصحيفة قبل أن تكون ملكاً لكاتب من كتابها؟
والجواب على ذلك صريح واضح، وهو أن الكاتب الذي يختلف في وجهة نظره عن وجهة نظر الصحيفة يجب ألا يجعل من المقال الافتتاحي مجالاً لإظهار ذلك.
على أننا لا نعرف من أصحاب الصحف أو رؤساء التحرير من يفرض على كاتب من كتاب الصحيفة أن يكتب المقال الافتتاحي في موضوع لا يوافق عليه الكاتب، ولا يتفق فيه إطلاقاً مع سياسة الصحيفة، وسنعود إلى الكلام عن هذه المسألة الهامة.
ثانياً- خصيصة التبسط في الحديث والإيناس في السرد، ومعنى ذلك بعبارة موجزة أن حديث الكاتب في المقال الافتتاح لا يجوز مطلقاً أن يأتي عن طريق الاستعلاء الذي يحس به القارئ عند القراءة، بل ينبغي أن يأتي عن طريق الملاحظة، وشعور الكاتب والقارئ معاً بأنهما صديقان يتحدثان حديثاً يهم كل واحد منهما بقدر ما يهم الآخر، وليس المقال الافتتاحي في الواقع إلا محاولة هادئة لجذب القراء، وإشعارهم بأنهم شركاء في حل المشكلات العامة، وتوجيه السياسة التي تتبعها الدولة، أو يتبعها المجتمع، فإذا شعر القارئ يوماً ما بغير هذا الشعور انصرف عن الصحيفة، ولو كان الحق معها، والصواب في جانبها.
رابعاً- خصيصة الإقناع عن طريق الشواهد والامثلة المشتقة كما قلنا من الاحداث الجارية في الحاضر، والاحداث التي جرت في الماضي، والتجارب الإنسانية التي يختزنها الكاتب في ذاكرته إما بطريق الممارسة، وإما بطريق الإطلاع، ولهذه الشواهد والامثلة حيز كبير في المقال الافتتاحي، وهي مجال واسع يتبارى فيه كتاب الصحف، ويظهر فيه علمهم وإطلاعهم، ووقوفهم على التاريخ العام والتاريخ الخاص.
خامساً- خصيصة الجدة الزمنية، أو مسايرة المقال للأحداث، ومعنى ذلك أنه ينبغي للمقال الافتتاحي أن يعالج موضوعات الساعة، ومشكلة اليوم، ويهتم بالأفكار التي تشغل أذهان الناس وقت ظهور الصحيفة..
وبذلك تضمن الصحيفة أن يكون لها قراء ينتظرون رأيها في كل حادثة تحدث لهم، أو فكرة تولد بينهم، أو وضع من الاوضاع السياسة أو الاجتماعية، أو الاقتصادية يراد نقلهم إليه.
سادساً- خصيصة التوجيه والإرشاد، وهي شيء يختفي دائماً وراء. أسلوب الكاتب، فلا ينبغي أن يكون في شكل موعظة، أو نصيحة، أو أمر، أو نهي أو زجر، أو تعليمات يبعث بها الكاتب من فوق منبر الصحيفة، ليحاول أن يؤثر بذلك في الرأي العام. إنما الكاتب الصحفي كما قلنا ذلك مراراً صديق القارئ وشريكه في تكوين هذا الرأي.
ومع هذا وذاك فإن كثيراً من الصحف التي تعتبر نفسها "صحف رأي" لا تحاول أن تنزل إلى مستوى العامة بقدر ما تحاول أن ترفع العامة إلى مستواها، وتلك مهارة صحيفة لا تستعصي على كثيرين من الكتاب متى قصدوا إليها، وكانت سياسة صحفهم ترمي إلى ذلك.
سابعاً- عنصر التسلية والإمتاع وللترفيه، فلا يقتصر المقال الافتتاحي على المسائل الكبيرة وحدها، بل يتناول كذلك بعض المسائل الخفيفة، والموضوعات الطريفة، وآية ذلك أننا نجد الصحف الموقرة في مصر وانجلترا تنزع أحياناً إلى موضوعات لها مثل هذا الطابع الذي أشرنا إليه، وهو الطابع الممتاز بخفة الروح، وبراعة النكتة، وطرافة الفكرة.
ومهما يكن من شيء فينبغي أن نذكر دائماً أن للمقال "وحدة" مستقلة، ومعنى ذلك أنه ليس مجرد سرد للحقائق، أو إتيان بالشواهد، أو إيراد للأمثلة، ولكنه وسيلة للتعبير عن رأي من الآراء، أو مذهب من المذاهب، فلا ينبغي أن يحشى بحقائق يزحم بعضها بعضاً أو تتراكم تراكماً يحول دون فهم الرأي الذي يبسطه الكاتب، أو الفكرة التي كتب من أجلها المقال، كما ينبغي للمقال الصحفي أن يكون ذا موضوع معين، وغاية واحدة، ولابد من معالجته بطريقة يظهر بها المقال كأن له وحدة مستقلة بذاتها، كما قلنا (1).
ويجب باختصار أن يعرف المحرر الصحفي للمقال الافتتاحي أن هناك ثلاثة أشياء يؤثر بعضها في بعض، ويتداخل بعضها في بعض كتداخل هذه الدوائر المرسومة.
1. سياسة الجريدة.
2. صياغة المقال.
3. اهتمام القراء.
وهذه الاشياء الثلاثة هي:
سياسة الجريدة، وصياغة المقال، واهتمام القراء.
فعلى كاتب المقال الافتتاحي أو الرئيس في الصحيفة أن يتصور هذه الدوائر في كتابته دائماً، حتى يبلغ بمقاله الدوحة التي تسعى لها الصحيفة، وينتفع بها القراء.
ولنضرب لذلك مثلاً يوضح مدى هذا التداخل، وكيف تحاول الصحيفة تنفيذه بما يحقق شخصيتها التي امتازت بها بين سائر الصحف.
وهذا المثل هو "القمر الروسي"، وليس من شك في أن هذا الموضوع قد أثار اهتمام القراء في العالم كله، فلا مفر إذن من أن يكون موضوع المقال الافتتاحي في جميع الصحف على اختلافها، وبذلك يتحقق الركن الثالث من هذه الاركان أو الدائرة الثالثة من هذه الدوائر، وهي الدائرة الخاصة باهتمام القراء.
غير أن الصحف تختلف سياستها في البلد الواحد: فصحيفة يسارية تجنح إلى روسيا وإلى جميع الافكار التي ترد منها، وصحيفة يمينية تجنح إلى أمريكا وإلى جميع المذاهب التي تصدر عنها، وصحيفة وسط بين طرفين:
فأما الاولى، وهي اليسارية، فإنها تبرز هذا الخبر بطريقة تلفت النظر، وتمنحه من العناية ما يشعر القارئ بأنه من أهم أخبار العالم، وأما الصحيفة الثانية وهي اليمينية فإنها لا تأبه له بالقدر الذي يقف عند حد الإعلام، ثم تسكت عند هذا الحد، فلا تختار له المكان البارز من الصحيفة، ولا تسرف في وصفه أو التعليق عليه.
وأما الصحيفة الثالثة وهي الوسط فتهتم بالخبر اهتماماً وسطاً كذلك، وهكذا يسير العمل في الدائرة الاولى من الدوائر الثلاث، ونعني بها الدائرة الخاصة بسياسة الجريدة.
ثم إن الاختلاف يقع بين هذه الصحف الثلاث كذلك من حيث الصياغة: فالصحيفة الاولى تعتمد على التهويل، والمبالغة، والإنذار، والتهديد، والوعيد، والطنطة؛ وخلق اليأس من مجازاة الروس في ميدان العلم، والثانية تعتمد على المواربة والتهوين من شأن هذا الاختراع الجديد، وعلى الامل الكبير في اللحاق بهذا القمر الروسي متى أرادت أمريكا شيئاً من ذلك وقصدت إليه، والثالثة تعتمد على الحذر والاحتياط في الحديث، وعلى المتوسط بين المدح والذم، أو الإسهاب والاقتضاب، وبين الرجاء واليأس.
_________________
(1) غير اننا نرى بعض الصحف في الوقت الحاضر قد درجت على كتابة موضوعات كثيرة في المقال الافتتاحي الواحد وان كانت الصلة واضحة بين اكثر هذه الموضوعات في اغلب الاحوال.