اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
رواد فن المقال- أحمد أمين
المؤلف: الدكتور تيسير أبو عرجة
المصدر: فن المقال الصحفي
الجزء والصفحة: ص 78-80
12/12/2022
3841
رواد فن المقال- أحمد أمين
بين البحث العلمي والتاريخ والتدريس الجامعي، وكتابة سلسلة فجر الإسلام وضحاه وظهره، كانت رحلة القلم للكاتب الأديب أحمد أمين، أحد رواد المقال في الصحافة العربية.
وجاء في شهادة للأديب (أحمد حسن الزيات) حول أسلوب أحمد أمين: كان همه من الكتابة أن يقرر ويقنع، لا أن يؤثر ويمتع، ولعل منشأ ذلك فيه أن عقله كان أخصب من خياله، وأن علمه كان أكبر من فنه، وأن حبه للحرية والصراحة كان يحبب إليه ارسال النفس على سجيتها من غير تقييدها بأسلوب معين، وعرض الفكرة على حقيقتها من غير تمويهها بوشي خاص. ومع ذلك كان لأسلوبه طابعه المميز وجاذبيته القوية. وتقرأه فلا تروعك منه الصور البيانية والأخاذة ولا الأصوات الموسيقية الخلابة، وإنما تروعك منه المعاني المبتكرة الطريفة والآراء الصريحة الجريئة والشخصية القوية المهيمنة. فأنت منه بإزاء مصور يلون ليعجب أو موسيقار يلحن ليطرب.
وفي شهادة لطه حسين يقول فيها عن أسلوب (أحمد امين) إنه: يسرف في حبه للمعاني وإعراضه عن جمال اللفظ، وغلوه في أن يكون قريبا سهلا وسائغا مألوفة ومفهومة من العامة واوساط الناس. حتى يضطره ذلك إلى أن يصطنع بعض الاستعمالات العامية التي لا حاجة إليها، ولا تدعو النكتة الفنية إلى استعمالها. وإنما هو تعمد من الأستاذ وتكلف يفسد عليه الجمال الأدبي أحيانا، ويغري بعض نقاده أن يزعموا أن إنشاءه ليس إنشاء أدبياً.
ولم يبتعد (أحمد أمين) نفسه كثيرا عن هذه الخصائص الأسلوبية التي بينها كل من (الزيات) و (طه حسين) عندما بين في كتابه (حياتي) طريقته في الكتابة والملامح الأساسية لأسلوبه في مقالاته، فهو يقول، إنه عندما كان يكتب مقالاته لمجلة الرسالة التي أصدرها (الزيات): كنت أكتب في كل أسبوع، تقريبا، مقالة، وكان هذا عملا أدبيا يلذ نفسي بجانب بحثي العلمي، فأنا كل أسبوع أفكر في موضوع مقال وأحرره، واضطرني ذلك إلى قراءة كثير من الكتب الإنجليزية أستعرض فيها ما يكتب وكيف يكتب، وأعتمد أكثر ما أعتمد على وحي قلبي أو إعمال عقلي أو ترجمة مشاعري، وكانت مقالاتي تتوزعها هذه العوامل الثلاثة.
وأكثر ما اتجهت في هذه المقالات إلى نوع من الأدب تغلب عليه الصبغة الاجتماعية والنزعة الإصلاحية، فهذا أقرب أنواع الأدب إلى نفسي وأصدقها في التعبير عني. وخير الأدب ما كان صادقا يعبر عما في النفس من غير تقليد، ويترجم عما جربه الكاتب في الحياة من غير تلفيق. وقد اطمأننت إلى هذا النوع من الكتابة، إذ كان يفتح عيني للملاحظة والتجربة، ويسري عن نفسي بالإفراج عما اختزنته من حرارة. فكنت أشعر بعد كتابة المقالة كما يشعر المحزون دمعت عينه أو المسرور ضحكت سنه. وكنت أحس كأن نحلة تطن في أذني لا تنقطع حتى أكتب ما يجيش في صدري، فإذا استولى موضوع المقالة على ذهني فهو تفكيري إذا أكلت أو شربت، وحلمي إذا نمت.
واعتدت منذ أول عهدي بالقلم أن اقصد إلى تجويد المعنى أكثر ما أقصد إلى تجويد اللفظ، وإلى توليد المعاني أكثر من تزويق الألفاظ. وقد تعودت من الأدب الإنجليزي الدخول على الموضوع من غير مقدمة، وإيضاح المعنى من غير تكلف، والتقريب، ما أمكن، بين ما يكتبه الكاتب وما يتكلمه المتكلم، وعدم التقدير للمقال الأجوف الذي يزن كالطبل ثم لا شيء وراءه. ومن حبي للإيضاح افضل اللفظ ولو عامية على اللفظ ولو فصيحة إذا وجدت العامي أوضح في الدلالة وأدق في التعبير. وأفضل الأسلوب السهل ولو لم يكن جزلا إذا وجدت الأسلوب الرصين يغمض المعنى أو يثير الاحتمالات ويدعو إلى التأويلات.
وجاء في شهادة الكاتب (حسين أمين) في كتابه بعنوان (في بيت أحمد أمين) بصفته أحد أبنائه: إن هذا الذي نسميه بضعف الهوى أو غلبة العقل عند أحمد أمين قد يكون هو المسؤول عن كونه عالماً ومؤرخا أكثر من كونه فناناً أو أديب بالمعنى الضيق للأدب. فليس لدي أحمد أمين عنف طه حسين وقوة عاطفته، وليس لديه بوهيمية المازني ولا قوة خيال توفيق الحكيم. ولكن هذه الصفة نفسها هي التي حمت أحمد أمين من الارتماء في أحضان السياسة والانفعال بتياراتها.
وقال: إن كلمة واحدة يمكن، إذن، أن تلخص حياة أحمد أمين وأعماله الفكرية على السواء، وهي (الصدق)، والأمانة العلمية في الكتابة مطلوبة لما تنطوي عليه من صدق، والمبالغة في تزويق الكلام وفي العناية باللفظ دون المعنى مكروهة أيضا لما فيها من كذب.
ويتابع حسين أمين عن أسلوب والده: وبساطته في أسلوب معيشته تنعكس في كتاباته وأسلوبه الأدبي. فهو لا يعرف تأنقاً ولا حذلقة، وإنما هو قلم يجري بما يعن له من خواطر، والجملة عنده على قدر الفكرة. وهو يكتب للعامة كما يكتب الخاصة، ولا يسعى إلا إلى إفهام. غير أنه مع استنكاره للتأنق أو الحذلقة في كتابات غيره، كان يدرك - فيما أعتقد أن أسلوبه دون أن يستحق وصفه بالأسلوب الأدبي الرفيع. ولا أزال أذكر، بشيء من العجب والإشفاق، كيف أبهجه أشد البهجة أن يتحول (عباس العقاد) إلى الاعتراف به أديبة بعد صدور كتابه
(حياتي)، بعد أن ظل دوما قبلها يصر على وصفه بالبحاثة أو المؤرخ العام.