1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

أحاديث وروايات مختارة

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الحديث والرجال والتراجم : اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني :

أحوال عدد من رجال الأسانيد / عبد الرحمن بن أعين.

المؤلف:  أبحاث السيّد محمّد رضا السيستانيّ جمعها ونظّمها السيّد محمّد البكّاء.

المصدر:  قبسات من علم الرجال

الجزء والصفحة:  ج1، ص 328 ـ 330.

2023-04-09

961

عبد الرحمن بن أعين (1):

وهو ممّن لم يوثّق في كتب الرجال وإنّما ذُكر (2) أنه كان من بني أعين المستقيمين ــ أي في المذهب بخلاف بعض أخوته مليك وقعنب اللذين كانا من المخالفين ــ وأنه كان قليل الحديث (3)، ولكن يمكن البناء على اعتبار روايته من جهة ما حكاه أبو غالب الزراري (4) بإسناده عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال من أنه ذكر عبد الرحمن رديفاً لزرارة وبكير وحمران وعبد الملك من أولاد أعين قائلاً: (هؤلاء كبراؤهم، معروفون)، فإنه يدل على أنه كان لعبد الرحمن من الشأن ما يقرب من شأن اخوته المذكورين الذين كانوا على مكانة رفيعة عند الأئمة (عليهم السلام) كما ذُكر في تراجمهم (5).

نعم قد يخدش في ذلك ما رواه (6) الحسين بن عبيد الله الغضائري ــ والد أحمد صاحب كتاب الضعفاء ــ في تكملته لرسالة أبي غالب الزراري بإسناده عن الحافظ المشهور ابن عقدة من أنه قال في أولاد أعين: (إن كل واحد منهم كان فقيهاً يصلح أن يكون مفتي بلد، ما خلا عبد الرحمن بن أعين. فسألته عن العلة فيه فقال: كان يتعاطى الفتوة إلى أيام الحجاج، فلما قدم الحجاج إلى العراق قال: لا يستقيم لنا الملك ومن آل أعين رجل تحت الحجر، فاختفوا وتواروا. فلما اشتد الطلب عليهم ظفر بعبد الرحمن بن أعين هذا المستفتي من بين اخوته فدخل على الحجاج، فلما بصر به قال: لم تأتوني بآل أعين، وجئتموني بزمارها، وخلى سبيله).

ولكن الظاهر أنّ هذه الرواية ملفقة ولا تنسجم مع ثوابت التاريخ، لأن الحجاج ولي أمر العراق سنة (75هـ) ومات سنة (95هـ) (7)، وأولاد أعين في بداية ولايته للعراق بين من لم يولد بعد وبين من كان طفلاً يحبو، ومن كان ــ على أبعد تقدير ــ صبياً مراهقاً، فكيف يصح أن يقول الحجاج: (لا يستقيم لنا الملك ومن آل أعين رجل تحت الحجر) (8)؟!

هذا وقد يستدل (9) على وثاقة عبد الرحمن بن أعين ــ بالإضافة إلى ما مرّ ــ برواية صفوان عنه في بعض الموارد (10).

ولكن يمكن المناقشــة فيه بأن عبد الرحمن بن أعين قـد مات في زمن أبي عبد الله (عليه السلام) كما روى ذلك الكشي (11) بإسناده المعتبر عن الحسن بن علي بن يقطين عن مشايخه، فلا محالة تكون رواية صفوان عنه مع الواسطة لأنه لم يدرك الصادق (عليه السلام).

إلا أنّه يمكن أن يجاب عن هذه المناقشة بأنه لم تثبت وفاة عبد الرحمن بن أعين في زمن أبي عبد الله (عليه السلام)، فإن رواية الكشي المذكورة قد رواها بعينها الغضائري (12) في تكملة رسالة أبي غالب الزراري بإسناده عن الحسن بن علي بن يقطين عن مروك بن عبيد عن محمد بن مقرن الكوفي قال: حدثني المشايخ..، ومحمد بن مقرن الكوفي ممن لم يوثق فلا اعتماد على روايته. مضافاً إلى ما نصَّ عليه الشيخ (قدس سره) (13) من أن عبد الرحمن بن أعين قد بقي بعد أبي عبد الله (عليه السلام)، ويؤكدّه روايته عن الكاظم (عليه السلام) في بعض الموارد (14)، وأيضاً رواية علي بن النعمان عنه كتابه (15)، ومن المقطوع به ــ كما أفاده السيد الأستاذ (قدس سره) (16) ــ أنه لم يدرك عصر الصادق (عليه السلام).

وعلى هذا فلا وجه للتشكيك في رواية صفوان عن عبد الرحمن بن أعين مباشرة، ولذلك يمكن البناء على وثاقته لكون صفوان ممن ثبت أنهم لا يروون إلا عن ثقة، فتأمّل (17).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. بحوث في شرح مناسك الحج ج :2 ص12.
  2. اختيار معرفة الرجال ج:1 ص:382.
  3. رجال النجاشي ص:237.
  4. رسالة أبي غالب الزراري إلى ابن ابنه ص:130.
  5.  لاحظ اختيار معرفة الرجال ج:1 ص:347، 411، 414، ج:2 ص:419.
  6. رسالة أبي غالب الزراري إلى ابن ابنه ص:190.
  7.  لاحظ تاريخ خليفة بن خياط ص:208، ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ج:2 ص:54.
  8.  إنّ كون هذه الرواية على هذا الحال بالرغم من أنها من مرويات علمين من أعلام التاريخ والرجال وهما الحافظ ابن عقدة والشيخ الغضائري مما يثير الاستغراب، وفي الوقت نفسه ينبّه على ضرورة تدقيق الباحثين فيما يحكى من القضايا التاريخية وأمثالها، وعدم الاكتفاء فيها بصحة السند بل ضم الشواهد والقرائن إليها مهما أمكن.
  9. مشايخ الثقات ص:245.
  10.  لاحظ تهذيب الأحكام ج:5 ص:33، 173.
  11. اختيار معرفة الرجال ج:1 ص:382.
  12.  رسالة أبي غالب الزراري إلى ابن ابنه ص:188.
  13. رجال الطوسي ص:236.
  14. تهذيب الأحكام ج:5 ص:33، 173.
  15. رجال النجاشي ص:237.
  16. معجم رجال الحديث ج:9 ص:323.
  17. وجهه: أنه لم ترد رواية صفوان عن عبد الرحمن بن أعين بلا واسطة وكذلك روايته عن الكاظم (عليه السلامإلا في موردين من التهذيب، وهو المشهور بكثرة ما اشتمل عليه من التحريف والتصحيف فيصعب الوثوق بما انفرد به في المقام، وأما ما ذكره الشيخ (قدس سرهمن أن عبد الرحمن بقي بعد أبي عبد الله (عليه السلامفلا يقتضي إدراك صفوان له، وأما رواية علي بن النعمان كتابه فهي إن صحّت فلا تقتضي أيضاً رواية صفوان عنه مباشرة لأن علي بن النعمان أسبق طبقة فيما يبدو من صفوان، وبالجملة ففي النفس من رواية صفوان عن عبد الرحمن شيء.
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي