x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مهام التربية
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة: ص17ــ20
15/12/2022
1284
أما ما هي مهام التربية؟ فالجواب هو ان مهام التربية وواجباتها تتلخص في ما يلي:
كشف الاستعدادات المتعلقة بالميول والرغبات، تهذيب الغرائز، الاهتمام بالسلامة البدنية والروحية، وترسيخ السلوك السليم، وتعليم علاقات الصداقة والمحبة، والتنبيه إلى اساليب الدفاع عن الجسم والروح، وجعل الانسان عضواً فاعلاً في الأسرة (لاشاعة المحبة فيها، والدفاع عن الحق. ورد الجميل لمن يقدم خدمة).
ومن واجباتها أيضاً نشر القيم والمثل النبيلة، وتعليم مفاهيم الملكية والحقوق الفردية، تنمية روح الابداع والسرعة في اتخاذ المواقف، والتنبيه إلى مفاهيم العلة والمعلول لغرض حل التناقضات والمصاعب التي تكتنف الحياة الاجتماعية وتلفت نظر الانسان نحو الجميل واختيار الأفضل، وتحثه على استلهام ميراث الاسلاف وانتهاج نمط عقلي في هذا المجال، ورفض التعصب والابتعاد عن الاهواء الباطلة واجتناب الخوف غير المبرر واستنكار الخرافات كما تحول التربية دون انحطاط الاخلاق وتقوي لدى الانسان قوة التخيل والتصور والحفظ وسرعة الانتقال، وتدفعه إلى تعلم الحرف من اجل الحصول على العمل المناسب، والاقتصاد في الانفاق، والتبعية للوطن الاسلامي والدين، وصيانة الموارد الاقتصادية الوطنية، والتربية تعلم الشخص مبادىء الديمقراطية والانتصار لها، وكيفية الاهتمام بالرفاه العام باعتباره من الواجبات الاساسية، وتدفع الانسان إلى المناداة بالاستقلال.
كما يتعلم الانسان من خلال التربية كيفية استغلال اوقات الفراغ، والترفيه في الاوقات المناسبة، ويتعرف منها على الاسلوب الصحيح في المطالعة واجتناب النواقض الاخلاقية، وتقوية الابعاد المعنوية، والتمسك بالقيم النبيلة، اضافة إلى الشعور بالمسؤولية، وادراك اهمية السلام، والتضحية والايثار والتسامح، وكل شيء أخر في سبيل الله و... الخ.
التربية المتوازنة
ان التربيه تهتم بابعاد لانسان الوجودية الثلاثة: البدن والعقل والروح.
فنحن نعلم ان النظرة الاسلامية تؤكد على أهمية البدن وتعنى بنمو ومهارة الاعضاء ولاسيما الاعضاء الاساسية كالاذن والعين واليد والتي يفترض بها ان تعمل وتكتسب التجربة والمهارة اللازمة.
أما الاهتمام بتربية العقل فيعزى إلى ان الانسان قبل ان يعمل بيده فهو يفكر بعقله، واذا جرت الفعاليات البدنية بمعزل عن العقل فلن تتمخض عنها أية معطيات بل وينتج عنها في بعض الحالات اضرار كبيرة على البدن.
والاهتمام بتربية الروح سببه ان العقل غير قادر لوحده على ادارة الحياة وتمشية شؤون الانسان، والقدرة البدنية غير كافية بمفردها في هذا المجال بل لابد من وجود الرحمة والرأفة لكي يستطيع الانسان ايصال حمل الحياة الثقيل إلى الغاية المطلوبة. فالانسان بلا روح مهذبة يعتبر حيواناً عاقلاً ليس إلا، ولا يتاح له ان يكون انسانا سوى من خلال تربية الروح وتهذيبها.
ومن الضروري في تربية هذه الابعاد الثلاثة مراعاة عامل التوازن والتعادل، اذ ينبغي ايجاد نوع من التوازن بين مختلف جوانب وجود الانسان، بحيث ينمو كل واحد منها بالشكل الصحيح وفي حدود تكامله.
فكما ان تربية البدن واجبة ومفيدة، فكذا تربية الروح والعقل والفكر واجبة وضرورية أيضاً، ويبدو من الضروري أيضاً تنمية الاستعدادات وتوفير الفرص لازدهار الكفاءات، وهذه كلها من ضرورات الحياة المتوازنة لكل انسان.
فما الذي نرمي إليه من خلال التربية؟ هل اننا نريد بناء انسان قوي من حيث الجسد إلا إنه في منتهى درجات الضعف الروحي؟ وهل نبغي تربية شخص يتمتع بدرجات عقلية عالية، إلا أنه بعيد عن العاطفة والتقوى؟
على طريق التربية:
تستلزم تربية الطفل الالنفات إلى الجوانب التالية:
١ -معرفة الانسان ذاتاً وطبيعة، وهل ان بناءه الفطري قائم على الخير أم على الشر أم على الحياد بين الخير والشر؟ وهل انه مذنب ومقصر أم برىء؟
٢- معرفة صلة الانسان بالعالم والطبيعة، هل انها صلة بين الحاكم والمحكوم؟ أم انها صلة تداخل؟ وهل على الانسان ان يتخذ موقف التسليم المحض في هذا العالم؛ ام أنه قادرعلى التدخل في شؤونه وظواهره واستغلالها لصالحه؟
٣- دراسة القيم الاجتماعية ومعرفة الصحيح منها وتمييزه عن السقيم وأي منها يستند على الماضي وأي منها يستند إلى الحاضر. وهل انها مستقاة من الافكار المعنوية او المادبة أو كليهما؟ وهل ان اسسها مستوحاة من الدين أو من العرف؟
٤ -معرفة الآراء والتصورات وفلسفة الحياة التي تحدد معناها ومنحاها، وما هو نوع العلاقة القائمة مع المجتمع، ومن هو الفرد الافضل حسب تصورها؟ هل ترى ان الحياة تقوم على التفاهم أو على الاختلاف والتفاوت والتمييز؟
٥ -معرفة الاساس الذي تقوم عليه الحياة، وهل هي قائمة على الكينونة او على الصيرورة؟ وهل ينبغي الاذعان لما هو قائم، أو يجب السعي لتغيير الواقع؟ وما هي حدود التصرف والتغيير فيه، وما هي الجهود التي يستدعي الوضع بذلها ضمن هذا الاطار؟
فما دامت هذه الجوانب غامضة، وابعادها مجهولة فلن تتوفر الامكانية اللازمة لتربية الفرد واصلاحه، ولا يمكن حينذاك التمييز بين الصالح والطالح، وتربية الطفل تربية صحيحة.