1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

الاعلام : الصحافة : المقال الصحفي :

رواد فن المقال- الدكتور محمود السمرة

المؤلف:  الدكتور تيسير أبو عرجة

المصدر:  فن المقال الصحفي

الجزء والصفحة:  ص 89-95

14/12/2022

1287

رواد فن المقال- الدكتور محمود السمرة

الدكتور محمود السمرة، الأديب الناقد والاستاذ الجامعي، كانت له تجربة غنية في التحرير الثقافي على مدى ست سنوات نائبا لرئيس تحرير مجلة (العربي) الكويتية، التي صدرت عام 1958م، وغادرها عام 1964، وكان فيها كاتبة مقال علمي شهري يعرض فيه لأحد الإصدارات العلمية حتى عام 1975.

وهي المجلة الثقافية المنوعة التي صدرت برئاسة تحرير الدكتور أحمد زكي، الذي كان له أسلوبه المميز في الكتابة رغم تخصصه العلمي الدقيق في الكيمياء. وقد أشاد الدكتور محمود السمرة في حديثه لي (سبتمبر 2001) بشخصية الدكتور أحمد زكي وصفاته وموسوعيته، قائلا: لقد عرفته عالما جليلا وإنسانا متواضعاً وقلباً رحيماً محباً، رغم المناصب الكبيرة التي تسلمها. وقد تعلمت منه الكثير، خصوص طريقتي في الكتابة التي كانت من أثر الدكتور أحمد زكي في. ولو أنني دخلت التدريس الجامعي مباشرة بعد تخرجي لكانت طريقتي في الكتابة مختلفة. فقد استفدت من تجربة العربي، ومن العمل مع الدكتور أحمد زكي ست سنوات في الصحافة الثقافية استفادة لا حدود لها من حيث وضوح الفكر، والبعد عن الغموض، والإيمان بأننا نكتب لكي نصل إلى القارئ من أقرب طريق.

وعندما توفي أحمد زكي عام 1975 كتبت مجلة العربي في رثائه تقول: كان عملاقاً والعمالقة لا يموتون، وكان عالماً ومفكراً، وكان أديباً، ولكنه كان إنسانا، ونهاية كل إنسان الموت. ولكنه مات كما يموت الجندي في ميدان القتال، مات والقلم في يده.

والفكر يملأ رأسه، وهو يحاول أن يفرغ ما فيه (للعربي) المجلة التي أعطاها أعظم سنوات النضج من حياته المليئة بالعمل والفكر والإنتاج.

أما السمات الأسلوبية التي يحرص الدكتور السمرة على إيضاحها، فقد عبر عنها قائلا: لقد كنت أقوم بدور التحرير وكان هذا يتطلب جهدا شاقا حيث كان يستغرق تحرير بعض المقالات أكثر من ساعة ونصف الساعة لكي تظهر بالشكل الذي يناسب القراء، فقد لاحظت من خلال تلك المهمة أن بعض أساتذة الجامعات يغيب عن بالهم أنهم يكتبون مقالا في مجلة القارئ مثقف في غير تخصصه، ولذلك كان كثير من المقالات غير متماسكة منطقية، والانتقال من فقرة إلى فقرة أخرى يتم بصورة غير مترابطة، ونحن نريد أن نقدم للقارئ كلامه مترابطة يصل إلى فهمه بسهولة.

وقد جسد الدكتور السمرة هذا الأسلوب في زاويته الشهرية، بعنوان (نقد كتاب الشهر الذي قال بشأنه: لقد كنت أكتب العبارة التي تصل إلى القارئ بيسر. وكنت أتجنب كتابة أية عبارة محفوظة، وأبتعد عن كتابة أية عبارة فيها غموض وإبهام، ولا أستخدم أية لفظة هجينة. وقبل هذا كنت أبدأ مقالتي بكلام إذا قرأه القارئ يقول هذا كلام جميل أحب أن أقرأه. ويجب أن تكون عندي القدرة على أن أشد انتباهه من بداية ما أكتب إلى آخره.

أما الملامح الأسلوبية العامة التي تجلت بوضوح في سلسلة المقالات الثقافية المكتوبة طيلة هذه الرحلة القلمية المبدعة التي عاشها الأستاذ الدكتور محمود السمرة بقلمه وفكره على صفحات مجلة العربي الكويتية فيمكن إجمالها فيما يلي:

  • إن هذه المقالات تسكنها رؤيا حضارية شاملة، ومفهوم إعلامي يؤمن برسالة الإتصال والصحافة في البناء والتثقيف والتوجيه. وقوامها العلاقة المتينة بين الكاتب والقارئ، تسندها ثقافة أدبية واسعة، وثقافة سياسية متجددة، وجرح فلسطيني نازف يقدح دائماً شرارة التذكر والذكريات.
  • إن هذه الثقافة الواسعة التي امتلكها الدكتور السمرة، كما ظهرت في مقالاته المشبعة بالرؤى والمعلومات، جعلت هذه المقالات تدخل في إطار حركة التنوير العربي، بأسلوب يتصف بالدقة والأصالة، مع الحرص على التعرف على ثقافة الآخر الغربي.
  • وقد برز واضحاً من خلال متابعة هذه المقالات: الرغبة الجارفة بالعلم والتعلم وإفادة القارئ بكل ألوان الثقافة المعاصرة، وإحاطته بكل جديد مما تنتجه قرائح المفكرين العرب والغربيين، مما يتصل بالأدب والتاريخ والسياسة والفكر الإنساني على إتساعه.
  • وبرز ايضا الحرص على قضية "الحرية": حرية الفكر والقول وارتياد آفاق المعرفة، والتعرف على ما تكتنزه الحياة الفكرية الحاضرة. والحرص على المصارحة بالجديد من الآراء وعرضها ومناقشتها من منظور استكشاف عوارض المرض بحثا عن الحلول الناجحة واستخدام مبضع الجراح في ذلك الوقت الذي كنا فيه نبدأ سيرنا على طريق العلم والتعلم.
  • وبرز كذلك، الحرص على الإيمان بالعقل، والتنظيم الدقيق لأمور حياتنا وإدارة شؤوننا بعيدة عن الارتجال والعاطفة غير المحسوبة.
  • وظهر أيضا، حرصه على ترديد الأفكار التي يؤمن بها بروح التؤدة والهدوء في تناول حقائق الأمور. وهنا يمكن القول، إن هذا الأسلوب الهادئ الرصين الذي يبتعد عن الانفعال هو انعكاس دقيق الشخصية صاحب السيرة، الذي يحرص أيضا على مسألة "العصرنة" والتحديث الضروري لحياتنا العربية الحاضرة.
  • كما برزت في ثنايا المقالات، النزعة الإنسانية فيما يتم طرحه من الآراء المتصلة بحياة الأدباء والمبدعين. وكذلك الحرص على البحث والتفكير باستخدام الأدوات العلمية والمنهجية التي تهدف إلى إثارة التفكير عند القراء إضافة إلى الحرص على الاعتماد على الحجج المنطقية فيما يتم سرده وطرحه ومناقشته.
  • كل ذلك في إطار من السلاسة الأسلوبية والتبسيط، والإيمان بعمق الصلة بين الكاتب والقارئ. إضافة إلى الحرص على المساهمة الفعالة في تحرير العقل العربي من الجمود ومن التقاليد الاجتماعية الثقيلة التي كبلته طويلا.
  • لقد تجلى في شخصية صاحب السيرة تمثله بثقافة العصر الحديث والتحامه بالآداب الأوروبية إضافة إلى ثقافته التراثية التي امتلكها بالدراسة والبحث، فكانت مقالاته حصيلة لهذا الامتزاج الثقافي.
  • لقد وجدت فيما قرأته للدكتور السمرة: ما يمس وجدان القراء، ويساهم في بناء العقول، ويعرف بقادة الفكر، ويقدم عصير الكتب في المحيط العربي والأجنبي، مع إيمان برسالة الصحافة الثقافية التي (كما قال لي في حديث معه إنها تعلمنا وتثقفنا وتوجهنا). كما أنه يحسن عرض الكتاب ويعتبره اداة مهمة في تكوين الرأي العام المستنير.
  • لقد لاحظت فيما قرأت من مقالات الدكتور السمرة: أنه يكتب بأسلوب بسيط يتميز بسلاسة اللغة وجمال العبارة والابتعاد عن الفذلكة اللفظية. ولعل هذا كان من ثمار العمل في الصحافة الثقافية التي تتيح مثل هذه الخاصية التعبيرية. وقد طبع هذا الأسلوب الصحفي المتميز کتاباته ورحلته القلمية مستفيدة من حيوية النشر. في رحاب هذه المجلة الثقافية التي اتخذت الرصانة لها منهجاً وسلاسة الأسلوب ووضوح الأفكار لها طريقة إلى عقول القراء وأفهامهم.
  • وظهرت براعته في:

- البعد عن التكلف والصنعة.

- البعد عن الزخرفة اللفظية.

- حسن عرض الكتب وإظهار أبرز ما تحتويه من الأفكار والآراء.

- الالتزام بالدقة وإشاعة المعرفة والربط بين ما يعرض له وبين قراءاته الأخرى المتصلة بالمجال المدروس والمبحوث.

- التطرق لكل جديد مستحدث في دنيا الأفكار والإبداع الأدبي والفكري.

- اقتحام التيارات الفكرية الفاعلة والمؤثرة لاطلاع القارئ العربي على الجديد المثير فيها.

- الالتحام بالحياة العربية وهمومها وقضاياها الملحة، خاصة ما يتصل منها بالعلاقة مع الغرب، وتطورات القضية الفلسطينية وأحداثها الدامية.

- التنوع فيما يتم اختياره من الكتب: من تاريخ وسياسة وأدب ونقد وفلسفة مما يسهم في تثقيف القارئ العربي.

- حرصه المستمر على المتلقي الذي لا يغني النص إلا به، ولا ينجح إلا عبر التفاعل معه.

- الجمع بين الماضي والحاضر، فيما يدل على تمكن من التراث العربي، أدبه وفنه، واتصال بجديد الفكر الإنساني في ميادين الإبداع المختلفة.

- الاعتزاز برسالة القلم والإيمان بسلاح الكلمة، بما تم التعبير عنه، بالاستمرارية والدأب في طريق البحث والاستكشاف والكتابة.

  • وقد برز واضحا في مقالات الدكتور السمرة، الرغبة الكامنة في التغيير وإزالة الآثار السلبية للجهل والخرافة، والسعي لإشاعة الحلم في زمن كانت فيه مساحات الحلم العربي تتسع بعد عقود طويلة من الخضوع للاستعمار الغربي.
  • وبرز كذلك إيمانه العميق بالفكر القومي الذي ينهض بالأمة العربية، ويسكنها المكان اللائق بها بعد أن تنال حريتها الكاملة متخلصة من قيود الزمن الاستعماري البغيض.
  • ولاحظت أنه عندما كان يعرض لكتابات المستشرقين عن الوطن العربي، أنه كان لهم ناقداً مثمناً الإيجابيات يبرزونها ومفندا لما يطرحونه من أفكار عقيمة أو هجومات قاسية.
  • لم أجد فيما قرأته من مقالات للدكتور السمرة خصومات أدبية يثيرها مع غيره من الأدباء، أو معارك شخصية تستفز الآخرين. وكانت المجلة ترد بالحجج والمعلومات الموثقة على تساؤلات يقدمها البعض في ردودهم على ما يثيره الكاتب أحيانا من آراء في معرض نقده للكتب. ولعل ذلك يعكس شخصية الدكتور السمرة في تطلعه الدائم إلى الأمام وعدم التفاته إلى المسائل الهامشية والنأي عن الجدل العقيم
  • وقد برز واضحا حرص الدكتور السمرة على عدم إغراق القارئ بسيل من المصطلحات والمفردات التي يتطلب فهمها اللجوء إلى المعاجم والقواميس اللغوية. لأن ذلك، عنده، يتنافى مع رسالة الكاتب في الوصول إلى القراء من أيسر طريق وأسهله.

وقد كان ذلك بسبب إيمانه بالطبيعة السهلة للغة الصحافة التي تتمثل بالوضوح واليسر. والبعد عن الالفاظ المعقدة والتراكيب الخشنة.

وقد رأيته في كل ما قرأت له حريصاً على اللغة الفصحى الميسرة ببلاغتها الإعلامية، يكتبها متأنية متمهلا ساعياً فيها إلى نفع القارئ وإبعاد الملل عنه، وجعله يواصل قراءته لما يكتبه حتى آخر كلمة في مقاله. مؤكدة في كل ما يكتب أنه الأديب الذي عاش زمنا في محراب الصحافة فأخذ منها سهولة التناول والإفضاء. مع حرص مكين على قوة العبارة وجمال الأسلوب وتطويع اللغة لمقتضيات الحال والارتقاء بالذوق الأدبي والثقافي لدى جمهور القراء

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي