1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

الاعلام : الصحافة : المقال الصحفي :

رواد فن المقال- الدكتور طه حسين

المؤلف:  الدكتور تيسير أبو عرجة

المصدر:  فن المقال الصحفي

الجزء والصفحة:  ص 72-75

12/12/2022

1618

رواد فن المقال- الدكتور طه حسين

بين الصحافة والأدب والسياسة والتدريس الجامعي، كانت رحلة الدكتور طه حسين الذي يعد واحدة من القمم الأدبية وجيل الرواد الكبار لفن المقال في الصحافة العربية.

وتحتل اللغة العربية مكانة رفيعة في أدبه، فهو يرى أن على العرب أن يتعلموا اللغة الفصيحة، لا لأنها لغة الدين فقط، ولا لأنها لغة الأجداد، بل لأنها اللغة القومية، ومقوم أساسي من مقومات الشخصية العربية. وليست اللغة العربية مملكة لرجال الدين، بل هي ملك لكل أبناء الأمة. وهنا يدعو طه حسين إلى تبسيط الفصحى. وكان له موقفه الرافض بشدة لاستعمال العامية كلغة أدبية، لأنها تفتقر إلى أبسط الشرائط التي تجعل منها لغة.

ويقول: أحب أن ألفت أدباءنا الذين يطالبون بالالتجاء إلى اللهجات العامية إلى شيء خطير، ما أرى أنهم قد فكروا فيه فأحسنوا التفكير، وهو أن العالم العربي الآن، وكثيرا من أهل العالم الشرقي كله، يفهم اللغة العربية الفصحى، ويجدها وسيلة للتعبير عن ذات نفسه، وللتواصل الصحيح القوي بين أفكاره المتباعدة. فلنحذر أن نشجع الكتابة باللهجات العامية فيمضي كل قطر في لهجته، وتمعن هذه اللهجات في التباعد والتدابر.

وعندما اشتدت الدعوة إلى العامية في منتصف الخمسينيات، تصدی طه حسين لهذه الدعوة، ورد على من دعوا إلى إلغاء علامات الإعراب، قائلا: إن هذه الدعوة ضارة بجهودنا الهادفة إلى وحدة العرب، وضارة من ناحية دينية، إذ أن الأخذ بهذه الدعوة سيجعل القرآن يقرأ دون أن يفهم، وهو يرى أن خير علاج هو في تبسيط الفصحى، فهذا هو الطريق الوسط الذي يحل المشكلات القائمة.

وموقف طه حسين من اللغة العربية وآدابها لم يتغير طوال حياته. تجده في كتبه ومحاضراته، وأحاديثه في مجمع اللغة العربية. وكان معارضين أشد المعارضة لدعاة استعمال العامية، فهي عنده لهجة متخلفة عاجزة عن التعبير عن الأدب الجميل، وعاجزة عن أن تكون لغة الحياة فكرية. وهو يدعو إلى تبسيط العربية الفصحى، ونشر التعليم، لإشاعة اللغة العربية الفصحى.

لقد كان طه حسين أحد الكتاب المقاليين الذين اشتغلوا بالكتابة في الصحف اليومية، من الذين صاحبوا ثورة 1919، وكان لهم الأثر المحسوس في نشر الأدب بين قراء الصحف السياسية. وفي نشر السياسة بين القراء (المتأدبين الذين كانوا لا يحفلون بها ولا يقرأون من المقالات والكتب إلا ما كان أدبة محضة أو بحثا في موضوعات الشعر والنقد والبلاغة، فمنذ اشتغل أفراد هذه المدرسة بالصحافة والسياسة تعود قراؤهم السياسيون أن ينتقلوا معهم إلى مباحث الأدب والنقد وما إليها، كما تعود قراؤهم الأدبيون أن ينتقلوا معهم إلى السياسة، واستفادت الأساليب العربية كما استفادت النهضة الوطنية من جودة التعبير وحسن التوجيه وارتقاء مذاهب القول والتفكير.

وقد كان لهذه المرحلة في حياة طه حسين أكبر الأثر في نزوعه إلى السهولة البالغة في تعبيره، حتى لقد

اصبح له أثر واضح في تقريب المسافات بين لغة التخاطب ولغة الكتابة. بعد أن كان ينزع في بداية مرحلة التكوين إلى الغرابة والتعقيد والاهتمام باللفظ أكثر من الاهتمام بالمعنى.

وفي (حديث الأربعاء) كان طه حسين يتوسل بالتبسيط الصحفي، لأن الحاجة إلى التنوير والتغيير تصحبها حاجة إلى التدعيم والتأصيل متوسط بالترجمة والتنوير كذلك، لا من لغة إلى أخرى فحسب، كما في المقال التنويري، وإنما في اللغة العربية ذاتها. وتأسيسا على هذا الفهم، يتمثل طه حسين مسؤوليته في المقال الصحفي التي تجعل كافة الحقائق والمعلومات ذات القيمة الحضارية في متناول أفهام كل الناس.  

أما أسلوب طه حسين في كتاباته الأدبية والصحفية، فقد كان: يجمع بين موضوعية العلم وذاتية الفن ففيه لذة للعقل والشعور والذوق معا. وهو متأثر بالجاحظ في حرصه على تلوين العبارة وتنويع الصور والأفكار بما ينفي الملل عن القارئ. وهو لا يهجم عليك برأيه فيلقيه إلقاء الأمر، وإنما يلقاك صديقاً لطيفاً ثم يأخذ بيدك أو بعقلك وشعورك ويدور معك مستقصياً المقدمات محللاً ناقداً يشركك معه في البحث حتى يسلمك الرأي ناضجاً ويلزمك به في حيطة واحتياط. وذلك في عبارات رقيقة عذبة أو قوية جزلة فيها ترديد الجاحظ وتقسيمه. فإذا قض أو وصف أخذ عليك أقطار الحوادث والأشياء، ودخل إلى أعماق الشعور وجوانب النفوس مدققاً متقصياً يخشى أن يفوته شيء ولا يخشى الهلال في شيء. دقيق الشعور، صافي النفس نبيل الجدل حاداً يسير مع خصمه بعقله حتى إذا آنس منه الغضب أو التولي تركه وانصرف.

وقد رد المازني ما في أسلوب طه حسين من ترادف الجمل وتقطيعها ومن تكرار وحشو إلى تلك العاهة التي فرضت عليه أن يملي مقالاته إملاء، وإلى أنه أستاذ مدرس، والأستاذ حريص دائما على أن يبسط الموضوع لتلامذته لكي يتأكد من فهمهم له وإدراكهم لجزئياته.

ولكن طه حسين في كتاباته السياسية، ميزته الكثير من المعارك السياسية والصحفية، وقد عرف عنه الأسلوب العنيف الساخر في الهجاء. فقد هاجم الوفد عندما كان قوة وطنية كبرى وحالف خصومه وقال انه يزدريه ووصفه ووصف سعداً بأقصى عبارات الاساءة وقال انه زعيم حرب لا زعيم امه. ثم انضم الى الوفد في حالة تصدعه وانهياره وتحول خصومه عنه ولذلك فقد بدت اراؤه السياسية متعارضة متناقضة.

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي