اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
رواد فن المقال- إبراهيم عبد القادر المازني
المؤلف: الدكتور تيسير ابو عرجة
المصدر: فن المقال الصحفي
الجزء والصفحة: ص 69-71
12/12/2022
1334
رواد فن المقال- إبراهيم عبد القادر المازني
كان الأديب ابراهيم المازني واحدة من رواد المقال في الصحافة العربية، وهو الذي جمع بين الكتابة الأدبية والكتابة الصحفية، وقد تحدث عن تجربته في الكتابة للصحافة. وأشار أكثر من مرة إلى الحيوية التي استمدها من الكتابة الصحفية، وكيف أن الصحافة طورت أسلوبه، وبعثت فيه التجديد، وأمدته بطاقة لغوية تتناسب والعمل في الصحافة، فنراه يقول:
كان ما صرفني عن التعليم وألحقني بالصحافة. فكابدت في أول الأمر شدة عظيمة، لأني اعتدت الكتابة على مهل، وألفت ما كنت أتكلفه من الجزالة والفخامة ولا يكاد أن يتسنى في الكتابة للصحف لأنها في عجلة وهي تأبى أن تتمهل أو تمهل وآلاتها تدور في أوقاتها بلا تقديم ولا تأخير، فكنت أكتب في البيت لأكون في فسحة في أمري، ولأتقي عواقب عجلتها الشيطانية، وتأثيرها السيئ فيما كنت أرى- في أسلوبي الفخم. وعلى ذكر الأسلوب أقول، إن الظن الشائع هو أني كنت متأثراً في البداية بالجاحظ، وهذا صحيح، ولكن أصح منه فيما أعلم أني كنت مفتوناً بأسلوب الجرجاني (صاحب دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة) على أن هذا شيء قد مضى ووجدت على الأيام أن الكتابة في البيت لا تتفق ومطالب العمل الصحفي، وأن ما أتكلفه من التجديد وأعني بتخيره من الألفاظ، يجعل ما أكتب نابياً قلقاً في موضعه، ولم أكن راضياً عن الأسلوب الذي تكتب به الصحف، ولكن عدم الرضى عن لغة الصحافة لا يستوجب أن أذهب إلى الطرف الآخر، وفي الإمكان التوسط، وتبينت على الأيام أن لغتي القديمة فاترة أو خامدة، وأني كأني قطعة متخلفة من زمان مضى، وأن الحياة الجديدة لها لغتها، وأن اتصالي بحياة الناس بفضل الصحافة قد فجر في نفسي ينابيع جديدة، وأكسب أسلوبي نبضاً ليس من الوجع بل من الحيوية. وأفدت مرونة كانت تنقصني أنا وتنقص لغتي وأسلوبي، وأصبح بفضل الصحافة، أن أكتب في أي وقت وفي أي موضوع.
وتقول تجربتي أني كنت قبل العمل في الصحافة أشبه بمومياء محنطة. فلما دخلت في الصحافة أحسست بالدماء تجري في عروق هذه المومياء، وأنها أصبحت قادرة على موافقة الحياة في أكثر من موضع واحد، وأنها صارت تنظر وتحس وتفكر وتنطق كما ينطق الأحياء. وأن هذه التجربة تفيد كذلك مرونة في الأسلوب، أسلوب الكتابة وأسلوب التناول، فهي مدرسة نافعة، أو قل، لازمة للأديب.
لقد كان المازني: يبدأ مقالاته أحيانا ببعض الخواطر العابرة أو الأفكار التافهة، ثم ينتقل إلى الجد، ولكن بطريقته الخاصة، وهو يخدع القارئ عن نفسه ويوقعه في حبائله بسهولة ويسر، حتى يظن أنه أمام عابث لاهٍ الا عمل له إلا السخرية والضحك، ولكنه في الحقيقة، بعيد الغور، عميق القرار. فهو حين يحدثك عن خصوصياته، عن زوجه وابنته وأبنائه وجده العجوز، يشعرك بأنه يجاذبك أطراف حديث سخيف، لتزجية الفراغ، وقتل الوقت، فلا تنخدع بذلك، إنه يخفي عنك جوهر الحقيقة، حقيقة النفس المتألمة الحزينة التي ترى أن خير وسيلة النسيان الألم، هي مبادرته باللهو والعبث واللامبالاة.
وفي كتابه الذي خصصه للمازني يقول (د. محمود أدهم) حول لغة المازني وأسلوبه في الكتابة، إن المازني كتب المقال الذي يقود القارئ، ويفتر له الأحداث ويضع له جوانب الإيجاب والسلب ويوجهه ويثقفه، فوق صفحات جريدة أو مجلة لها الكثير من خصائص الانتشار التي يطلبها من أجل القارئ، كل ذلك في لغة سهلة واضحة، وباستخدام الوحدات الفنية التحريرية الجذابة من عنوانات إلى مقدمات تتبعها النصوص والنهايات.
وأنه في كتاباته الصحفية، كان يكتب على الفور، وكانت كتاباته (بنت لحظتها).. حالية دائما، تعكس حساً صحفياً تحريرياً بالغ الدقة، ومقدرة فنية على تصيد الأفكار في سرعة مذهلة، وعلى تغطيتها من جميع زواياها، كل ذلك، في أي مكان يوجد به، في منزله أو مقر الصحيفة، أو المقهى، أو حتى وبعض الأصدقاء يجلسون إليه.
وأنه يعتبر دون شك، بأفكاره المتنوعة، وأساليبه التي جمع فيها بين الأسلوبين الأدبي والصحفي، وبما أضفاه على جوانب تحرير وحداته الفنية، من مزيج رائع يجمع بين الذوق الأدبي والحس الصحفي، فضلا عن موضوعاته المختارة بدقة، وعناية، ومقالاته القصصية والفكاهية، وتلك الخاصة بالخواطر والتأملات، ودراساته الصحفية، وصورة القلمية، وما إلى ذلك، يعتبر من رواد فن المجلة العامة والأدبية معا.