اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
المراحل التاريخية لتطور اخراج الصفحة الأولى- ثالثا: المدرسة المحدثة
المؤلف: د. فهد بن عبد العزيز بدر العسكر
المصدر: الإخراج الصحفي
الجزء والصفحة: ص 159-167
9/10/2022
1434
المراحل التاريخية لتطور اخراج الصفحة الأولى- ثالثا: المدرسة المحدثة
وتبعاً لتحقيق المزيد من درجات الوعي بأهمية الإخراج الصحفي ودوره في إطار العمل الصحفي وتبلور العديد من التطورات الهادفة إلى تحقيق يسر ووضوح القراءة مثل اكتشاف حروف المتن الواضحة و حروف العناوين غير المسننة إضافة إلى الاستعاضة بالمسافات البيضاء عن الفواصل، ظهرت المدرسة المحدثة في هذا المجال، وهي المدرسة التي حاولت أن تنفك من كل القيود الطباعية الخاصة بمجالي الإخراج الصحفي البناء والتصميم، وذلك عبر العديد من المذاهب التي تختلف فيما بينها، تبعاً للمدى الذي تحققه في هذا المجال، ويعد مذهب التجديد الوظيفي الخطوة الأولى لهذه المدرسة في إطار العناية بتحقيق الدور الوظيفي للإخراج الصحفي بصفته أساس العمل في هذا المجال على العكس من النظرات السابقة التي كانت تعنى بالشكل الجمالي للصفحة في المقام الأول، ووفقاً لهذا المذهب يجب أن يعمل الإخراج على تقديم الموضوعات المنشورة مرتبة حسب أهميتها النسبية، ليسهل على القراء الاطلاع عليها مع عدم الوقوف عند أي قيود طباعية غير مبررة مع الاستعانة بالمستحدثات العلمية والتقنية السائدة في مجال الإخراج الصحفي وتتحقق فكرة هذا المذهب من خلال نشر الوحدة الرئيسة في أعلى الصفحة، وفي الجزء الذي اعتادت العين بدء القراءة منه، مع إمكانية نشر الوحدة الرئيسة بعرض الصفحة سواء تحت الرأس أو فوقه .
إضافة إلى إمكانية استخدام صورة بمساحة أكبر من المعتاد وذلك مع بعض الوحدات الخاصة بالأحداث المهمة، كذلك إحياء النصف السفلي من الصفحة بنشر بعض الوحدات المصورة أو ذات العناوين الممتدة، كما قد تتحقق فكرة هذا المذهب من خلال استخدام أسلوب " الافريز " الذي يتأتى عبر اقتطاع جزء من الصفحة وتخصيصه لنشر وحدة معينة تتكون من عدة عناصر طباعية وذلك بشكل رأسي أو أفقي، بقصد إبراز هذه الوحدة ومع أهمية الأخذ بهذا المذهب تبعاً لما يقوم به من القضاء على بعض السلبيات التي عرفتها المدرستان السابقتان بمذاهبهما المتعددة من خلال الربط بين العناصر المشتركة في بناء الوحدات (الحروف والصور) ومن خلال المزاوجة بين العرض الرأسي والأفقي للوحدات ومن خلال إضفاء الحيوية على الصفحات عبر نشر الصور الكثيرة ذات الأحجام الكبيرة إضافة إلى دور هذا المذهب في الإقلال من الأخطاء الطباعية كتجاور العناوين وكثرة المساحات الرمادية الناشئة عن طول المتون إلا أن تحقيقه لدوره بشكل ناجح، يقتضي إضفاء بعض اللمسات الجمالية على الصفحة، بحيث تتمازج مع أدائها الوظيفي .
أما المذهب الثاني في إطار هذه المدرسة المحدثة، فهو مذهب الإخراج الأفقي، الذي يستلهم فكرة مراعاة المسرى الأفقي لعين القارئ، ويرى أنها الأساس الذي ينبغي أن تخرج الصفحات على ضوئه، حيث يقوم هذا المذهب على أساس أن المسرى الطبيعي لحركة العين أثناء قراءة الصفحة، يتم بشكل أفقي أولا ثم رأسي ثانياً، وعلى هذا فلا بد من استخدام العناوين العريضة أو الممتدة مع صف أسطر متون الوحدات على أكثر من عمود، إضافة إلى استخدام الصور ذات الاتساعات العريضة والقطاعات الأفقية، مع أهمية إيجاد قدر من التباين بين هذه الاتجاهات الأفقية باستخدام بعض الوحدات الرأسية القليلة، ولعل من أهم مميزات هذا المذهب - إلى جانب مراعاة المسرى الطبيعي لحركة العين كما أشرنا - قدرته على تسهيل القراءة عبر إلغاء جداول الأعمدة داخل الوحدات إضافة إلى دور العرض الأفقي في إغراء القراء بمواصلة القراءة حيث تبدو الوحدات الأفقية أقصر من الرأسية وإن تساوت في عدد الكلمات، كما أن من القدرة على تخطي حواجز الأعمدة عند صف المواد ما يقلل من الحاجة إلى فصل بقايا المواد إلى الصفحات الداخلية، إضافة إلى إمكان تعامل القراء مع أحد نصفي الصفحة بصفته مستقلا عن الآخر، بحيث يمكن قراءة الصحيفة مطوية، إضافة إلى قدرة هذا المذهب المستمرة على الامتزاج مع غيره من المذاهب بدرجة كبيرة لا تفقده تميز . وحتى يحقق المذهب الأفقي دوره يتعين التنبه إلى أهمية البناء المتداخل للوحدات حتى لا تتحول الصفحة إلى وحدات أو قطاعات مفككة، ولعل أكثر مذاهب المدرسة المحدثة تحرراً مذهب الإخراج المختلط الذي يعد آخر مذاهب هذه المدرسة وأكثرها محاولة للقضاء على القيود الطباعية المتوارثة في هذا المجال، ومن هنا فهو مختلف عن المذاهب الأخرى في النظر إلى طبيعة عمل إخراج الصفحات، حيث ينظر هذا المذهب إلى كل وحدة طباعية بصفتها جزءاً مستقلا يمكن أن يعرض على حدة، ولذلك يعمل على إبراز كل وحدة وفقاً لهذا التصور، وفي هذا السبيل يعمل مذهب الإخراج المختلط على استخدام العناصر الطباعية الثقيلة كالعناوين العريضة والممتدة ذات الحروف الكبيرة والصور ذات الاتساعات الكبيرة، إضافة إلى الألوان وبالذات الحمراء في بناء كل الوحدات المنشورة في الصفحة.
ولقد أدى هذا الإجراء إلى تنازع الوحدات المنشورة في الصفحات لاهتمام القراء حتى سمي هذا المذهب في الإخراج ((السيرك)) كما سمي إخراج الأعمدة المقطعة تبعاً للإسراف في تقطع جداول الأعمدة عند السعي لإبراز الوحدات بشكل أفقي، ولعله من المناسب التأكيد على أنه رغم انتماء هذا المذهب إلى المدرسة المحدثة في الإخراج الصحفي إلا أنه عرف قديماً من خلال الصحف الصفراء، التي سادت في الولايات المتحدة الأمريكية مع نهاية القرن الماضي، ولكن مع بعض الاختلافات، حيث إن ظهوره القديم كان استجابة لواقع مثير على العكس مما حصل في السنوات الأخيرة التي شهدت عودة هذا المذهب للظهور وفقاً لأسس مهنية معينة، ليمثل اتجاهاً حاداً، يستهدف القضاء على كل القيود الطباعية مع استمرارية ارتباطه بالطابع المثير حيث يشيع الأخذ بهذا المذهب في صحف الأقليات التي تستهدف جذب انتباه أكبر عدد من القراء كما تعمل على عرض قضاياها بطابع حماسي مثير وتبعاً لهذا الاتجاه، وجه لهذا المذهب الكثير من الانتقادات، منها الطايع المثير الذي يكسبه للصفحات بعيداً عن الهدوء والوقار المطلوبين، وتنازع الوحدات المنشورة على الاستئثار باهتمام القراء من خلال تقديمها بطريقة لا تعكس القيم النسبية الخاصة بما تحمله من مضامين كذلك فإن غياب التقدير الصحيح للقيم النسبية للوحدات يحرم الصفحة من وجود مسرى للبصر ينطلق عادة من أهم وحدة فيها، إضافة إلى أن كثرة الوحدات الثقيلة تزحم الصفحات وتصعب قراءتها، كما تتطلب ضرورة ترحيل بقايا الوحدات المنشورة إلى الصفحات الداخلية، ورغم هذه الانتقادات يرد أنصار المذهب بأن هذا المذهب يعمل من خلال طابعه المميز على إحداث قدر من الحيوية في الصفحة، بغية إغراء القراء للاطلاع على كل الوحدات المنشورة، إضافة إلى ما يستهدفه هذا المذهب من خدمة القراء عبر تقديم أكبر قدر ممكن من الأنباء في الصفحة، كما أنهم يعتقدون أنه من غير المناسب التقيد بأي قيود شكلية تقوم على فكرة معينة، إضافة إلى أنهم يرون أن إخراج الصفحات على هذا النحو المنطلق لا يخلو من تحقيق بعض الأسس الفنية لتصميم الصفحات، كالتوازن من خلال استخدامه للوحدات الثقيلة عبر أرجاء الصفحة المختلفة والتباين الناتج عن تنوع الأثقال الطباعية المستخدمة في بناء هذه الوحدات.
وأخيراً، فإن الدفاع - كما يرى المؤلف - لا ينفي عن المذهب المختلط ما يتسم به من سلبيات ترتبط برفضه التام للأمس الفنية الخاصة بقواعد الإخراج الصحفي عبر جانبيه بناء الوحدات الطباعية والتصميم الأساس للصفحات.