حاجة المطيع إلى الصبر
المؤلف:
الشيخ جميل مال الله الربيعي
المصدر:
دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة:
269-270
30-1-2022
2534
لعل الصبر على الطاعة من أشق أنواع الصبر ، لأنها تحتاج إلى توجه خاص يملك فيه الإنسان نفسه ويسيطر عليها؛ ليتوجه إلى خالقه بنية خالصة مجردة عن كل ضميمة، وإضافة إلى ذلك فليس الجهد أيضاً، وهو كيف يحافظ على جهده الذي بذله في سبيل الله تعالى؟
ومن هنا يحتاج المطيع إلى الصبر في ثلاثة حالات :
1- قبل الطاعة في تصحيح النية ، والإخلاص في العمل لله تعالى دون ان تشوبه شائبه.
2- وفي حالة العمل، ومراعاة آدابه وسننه ، والدوام عليه بلا ككل ولا فتور ولا تواني، ولا رياء، ولا سمعة.
3- حالة ما بعد الفراغ من العمل، في ضبط نفسه، لئلا تصاب بالغرور والانبهار، والعجب مع عدم التظاهر والتفاخر بأعماله ، ولعل هذه الحالة أشد الحالات على المطيع ، فهو هنا إلى الصبر أحوج ، لأنه هنا إذا فقد الصبر قد يخسر كل ما بذله من جهد ، وما عمله من عمل بالتباهي ، والتفاخر، والإعجاب والتظاهر الذي قد يوقعه بالرياء – والعياذ بالله – فيخرج من الإيمان إلى الشرك الخفي من حيث لا يعلم ، وهذه هي الطامة الكبرى ، ولهذا نرى ان عباد الله المخلصين يعملون العمل بكل جد وإخلاص، ورغم ذلك يبقى الوجل والخوف يساور قلوبهم خشية عدم القبول (قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) كم تتصدق ؟ كم تخرج مالك ؟ ألا تمسك ؟
قال : إني والله لو أعلم ان الله تعالى قبل مني فرضاً واحداً لأمسكت، ولكني والله لا أدري أقبل سبحانه مني شيئاً أم لا ؟ )(1).
وأما مقامات الصبر في المصيبة فقد ذكر علماء الأخلاق ثلاثة وهي:
أ- ترك الشكوى وهي درجة التائبين.
ب- الرضا بالمقدور وهي درجة الزاهدين.
ج- المحبة بما يصنع به مولاه وهذه درجة الصديقين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 41/138.
الاكثر قراءة في الشكر والصبر والفقر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة