لقد وضع الإسلام منهجا تربويا عمليا منظما لتنمية الحس الديني لدى الشباب وكبح غرائزهم وتحديد ميولهم النفسية، ليصنع منهم جيلا مؤمنا قوي الإرادة، ومن أهم البنود التي تدخل في إطار هذا المنهج التربوي منها:
أولا: الدعوة إلى الإيمان بالله عز وجل حالما يبرز الحس الديني لدى الفتيان الذين يكونون متعطشين للتعرف على كل ما له صلة بالدين، والاستدلال على وجود الله بأسلوب منطقي عقلاني يسهل على الفتيان إدراكه. وبذلك تكون قد وضعت اللبنة الأولى لأساس الدين.
ثانيا: الحديث عن الصفات الإلهية التي تثير عاطفة الفتى وأحاسيسه تجـاه خالقه وتزيده حبا له وتعلقا به، كالرحمن الرحيم، فحب الله أفضل وسيلة يمكن أن نحيي بها الحس الديني لدى الشباب ونرضي رغباتهم في التزود بسلاح الإيمان.
ثالثا: الاستفادة من تفتح الحس الديني لدى الفتيان والشباب على حب الله لهدايتهم إلى طريق الطاعة وتشجيعهم على أداء كامل الواجبات والفرائض الدينية، قال عز من قائل:
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}.
وعندما يشعر الفتى بأنه قد حظي برضى الله تبارك وتعالى وعنايته نتيجة التزامه بأوامر الله ورسوله، فإن حسه الديني سيتفاعل ويزداد، وحبه للخالق الحق سيتضاعف.
رابعا: تكليف الفتى بأداء العبادات المترتبة عليه من واجبة ومستحبة، بهدف إقامة علاقة مباشرة بينه وبين خالقه، فالصلاة اليومية التي بدأ يتعلمها في سن السابعة وأخذ يتمرن عليها تدريجيا، عليه اليوم أن يواظب عليها، ليقف بين يدي الله وقفة خشوع وتوسل، ثم يتفرغ إلى الدعاء لخالقه السميع العليم، راجيا رحمته خاشيا غضبه.