تعد البيئة الاجتماعية مدرسة ثرية بالمعلومات؛ فمن الممكن أن يستفيد منها الأطفال والناشئون في تنمية معلوماتهم ومهاراتهم، وذلك عبر ربط البيئة المدرسية في البيئة الاجتماعية!
وهذا ما ينبغي أن تسعى لتحقيقه الجهات المسؤولة في التربية والتعليم ويمدوا مدراء المدارس بما يمكنهم من وضع خطط وبرامج يتاح من خلالها للتلاميذ والطلاب إلى جانب معلميهم وأساتذتهم وأوليائهم، بأن يذهبوا في سفرات تعليمية وبرامج ترفيهية تثقيفية مع أهم الدوائر والمؤسسات الحيوية في البلد كالمستشفيات و المصانع و المطارات والمرافق السياحية والأثرية ومجالات التعليم كالجامعات والمراصد والمتاحف والمختبرات و المجالات العسكرية والإقتصادية وغيرها؛ ليحصلوا على الثمرات التربوية و العلمية عبر الإطلاع على تجارب تلك المؤسسات والدوائر الاجتماعية الكبيرة ...
ومن المؤسف أن يهمل هذا النشاط المهم والأساسي ويصار الى جعل حواجز بين البيئة الاجتماعية والمدرسية بحيث يتحول التلميذ والطالب الى فرد منعزل عن الواقع فلا يحصل تبادل معرفي بين ما يتعلمه وما يعيشه واقعيا!
وبالتالي يبقى الفرد المتعلم حبيس بيئته المدرسية بينما لا يعرف عن تجارب الدوائر والمؤسسات والمصانع والملتقيات الاجتماعية المتنوعة في الحياة شيئا يجعله متحمسا ومبتكرا ومبدعا في مجال التخصص الذي يطمح أن يصل إليه!
فعندما يشاهد التلاميذ مشروعا صناعيا ويستمعون بدقة إلى أقوال الدليل أو الخبراء فهم يتلقون نوعا من التعليم الملهم والخلاق
ويمكن أن نضع عدة فوائد لمثل هكذا نشاطات مدرسية تربوية هادفة:
- اكتشاف المواهب والإمكانيات للطلاب والتلاميذ؛ وهنا تتحد مسؤولية المدرسة والمجتمع في تنمية ذوي المهارات والمواهب وإعدادهم لتلك الوظائف التي استهوتهم.
- المراقبة والتقويم لسلوك التلاميذ والطلاب؛ لأن مساحة التحرك في البيئة الاجتماعية تجعل الكثير من الطلاب يتصرفون بنحو من الحرية والواقعية فينتهز المربون والأساتذة الفرصة في توجيههم وتعديل تصرفاتهم.
- إثراء قابليتهم الفكرية في تتبع الظواهر الاجتماعية ورصد السلبيات والإيجابيات، مما يؤهلهم لخوض التجارب الصناعية والعملية بكفاءة عالية.
- مشاهدة روح التعاون بين الكوادر العاملة، وضرورة الانضباط في العمل ومراعاة التعليمات والالتزام بإرشادات السلامة.