الرتابة والروتين أمر يفرضه واقع حياتنا العملية والاجتماعية
والملل هو الشعور السلبي الذي يكون نتيجة الإندماج في رتابة البرمجة اليومية وروتين العمل
فيبدو علينا الضجر والكسل ، ونرغب بطلب اجازة من العمل لغرض الاسترخاء والراحة لشعورنا بالتعب النفسي وضغط المسؤوليات المختلفة
وفي الحقيقة إن هناك سببا يقف وراء الاحساس بالملل
فيمكن حصر أسبابه في أربعة أمور :
الأول : التقصير في العبادة و فتور العلاقة مع الله تعالى ، إذ إن النشاط في العبادة وقوة الارتباط بالله تعالى يجنب الانسان من الاكتئاب والملل في الحياة {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة } [النحل: 97]
بادر الى تنظيم عباداتك والاهتمام بتلاوة القرآن والتدبر فيه ومن الأفضل إقتناء كتيب ذي برامج عبادية مختصرة تحمله معك لتعمل ببرنامجها.
الثاني : التكرار لنفس الفعل : إن حياتنا المعاصرة فيها من النظم ما يولد الملل بسبب القوانين التي أسست الى أولوية الإنتاج في عمل المنظمات والمؤسسات وهذا أضر بالحالة النفسية للموظف وولد شعورا سلبيا لديه عن العمل الوظيفي الى درجة أنه يفرح بالعطل والإجازات نتيجة الضغط النفسي ، وقد تنبهت مؤسسات العالم الى ضرورة توفير وسائل تحبب المؤسسة والعمل للموظف وتخفف عنه الضغوطات : كنظام الحوافز او السفرات او الاستراحات كل ذلك لغرض التخلص من الروتين والملل لدى الموظف ويتجدد نشاطه
الثالث : عدم استثمار الاوقات الملازمة لبعض الاعمال : فالكثير يتولد لديه الشعور بالملل وهو يقف في طابور الانتظار مثلا
و أثناء السفر و كذلك في الازدحام... ، فيمضي الوقت كأطول ما يكون ؟! فلو شغل وقته بشيء نافع كالقراءة والتأمل او الاستماع لمحاضرات حول مواضيع منوعة أو المحاورة المثمرة مع صديقه لما أحس بالملل .
الرابع : العزلة عن المجتمع : حاجة الانسان الى الارتباط بالآخرين ضرورية جدا وإن التطور بوسائل الحياة تكنولوجيا قد يراه البعض يغني عن الاتصال بالآخرين ومجالستهم لكن هذا وهم ؛ فالحاجة لصديق أو فريق من الاصدقاء لقضاء بعض الوقت معهم تعد من المنشطات النفسية وموجبات السرور وقد ذكر أحد الوزراء بمحضر أميره عددا من اللذائذ التي لا تمل ، ولكن الأمير عقب على قول وزيره قائلا :
فأين أنت عن محادثة الرجال.