فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

قد يَلفِتُ نظرَنا ويُدهِشُنا طِفلٌ لديهِ لَبَاقةٌ في التَّكَلُّمِ وإمكانيّةٌ على الردِّ المُقنِعِ، ويُثيرُ إعجابَنا تَصَرُّفٌ لطفلةٍ بعُمرِ الخامِسَةِ وكأنَّها راشدةٌ حينَما تستَقبِلُ الضيوفَ وتُقَدِّمُ لهُم المُعَجَّنات ؛ تُعَدُّ هذهِ المهاراتُ دِعامَةً أساسيّةً تَرتَكِزُ عليها شخصيةُ الطِّفلِ في مَرحَلةِ ما قَبلَ المدرسةِ، فمِن خِلالها يتمَكَّنُ مِنَ التفاعُلِ معَ أقرانِهِ، ويندَمِجُ معَهُم ويُشارِكُهُم اللّعِبَ، ويتبادَلُ معَهُم الألعابَ، إنَّ وجودَ هذهِ المهاراتِ يجعَلُ الطفلَ قادراً على الثِّقَةِ بنفسِهِ ،والاستقلالِ بشخصيَّتِهِ في المشاركةِ معَ الآخرينَ في اللّعِبِ وحَلِّ المُشكِلاتِ ومَدِّ يَدِ العَونِ للآخرينَ، والاندماجِ معَهُم وجدانياً، فيُصبِحُ مُتميّزاً في إنسانيّتِهِ ويصطَبِغُ بالصِّبغَةِ الاجتماعيّةِ، فيقومُ بما عليهِ مِن أدوارٍ ويَعتَمِدُ على نفسِهِ في كثيرٍ مِنَ الأعمالِ، ولهذا يَجِدُ بعضُ الأطفالِ صعوبةً في تخَطِّي بعضِ حواجزِ شعورِهِ بالخَجَلِ أوِ الخَوفِ من الاندماجِ إجتماعيّاً، ولهذه الحواجِزِ أسبابُها التربويّةُ والوراثيّةُ أيضاً، ولهذا ينبغي على الأُسرَةِ أَنْ تدعَمَ بناءَ تلكَ المهاراتِ، وتُحَفِّزَ الأطفالَ عَليها، وتخلُقَ لهُم فُرَصاً لتنميَتِها، وذلكَ مِن خِلالِ عِدَّةِ جَوانب:-

  • الحُرّيةُ في اللَّعِبِ، صحيحٌ قد تَسمَحُ لطفلِكَ باللّعِبِ، ولكنْ قد تُلاحِقُهُ نظراتُكَ فيشعُرُ بأنَّهُ مُقيَّدٌ أو تَحدُّ مِن حِراكِهِ وتواصُلِهِ معَ الأطفالِ، فهذا يجعَلُ الطفِلَ مُنكَمِشاً ومُضطَرِباً في دوافِعِهِ، وقد أشارَتْ دراسَةٌ الى " أنَّ اللّعِبَ يُعزِّزُ التطوُّرَ العَصبيَّ في المناطِقِ الدِّماغِيّةِ -الأكثرِ تَطوُّرًا-المرتبطةِ بردودِ الأفعالِ العاطفيّةِ والتَّعَلُّمِ الاجتماعيّ.
  • التواصُلُ الوجدانيّ، دَعهُ يتواصلُ ويقتَرِبُ مِنَ الآخرينَ فهوَ كما يرغَبُ بأنْ يحصُلَ على المُتعَةِ في تواصُلِهِ إلّا أنَّهُ يرغَبُ بالشُّعورِ بأنَّ الآخرينَ يهتمُّونَ لوجودِهِ كما يهتَمُّ لوجودِهِم؛ وهذا يكونُ عادةً في مواقفَ وحالاتٍ اجتماعيّةٍ يحاولُ الطفلُ مِن خِلالِها التعبيرَ عَن مشاعرِهِ فيها، كما لو شاهَدَ رجلاً عجوزاً يحتاجُ للمساعدةِ أو طفلاً مريضاً من ذوي الإعاقَةِ.
  • التَّنَمُّرُ، قد يكونُ طفلُكَ عُدوانيَّ المزاجِ وحاداً في ردودِ أفعالِهِ، أو قد يواجهُ طفلاً من هذا النوعِ، دعهُ يتفاعلُ معَ المواقِفِ وينالُ نصيبَهُ إمّا غالباً أو مغلوباً، وعليكَ أَنْ تُفَهِّمَهُ بأنَّ الاعتذارَ قُوَّةٌ، وأنَّ التسليمَ للقَصاصِ أمرٌ مَنطِقيٌّ، وأنَّ عليهِ أنْ يأخُذَ حقَّهُ فيما لو سَلَبَهُ أحدٌ، ولا تُكثِرْ مِن رَدعِهِ وتجبينِهِ؛ فإنَّ التربيةَ الواقعيّةَ تفرضُ علينا أنْ لا نُحوِّلَ الطّفلَ الى مُستَضعَفٍ تحتَ مُسمّى التَّسامُحِ ولا نجعَلُهُ مُتَنمِّراً تحتَ مَنطِقِ التَّسَلُّطِ.
  • المُناسَباتُ الدينيّةُ والوطنيّةُ والاجتماعيّةُ، إدعمْهُ بأنْ يكونَ لهُ فيها حضورٌ ومشاركةٌ كإلقاءِ كَلمةٍ أو تلاوةٍ قُرآنيةٍ أو قراءةِ أُنشودَةٍ مثلاً، أو يؤدِّي دوراً تمثيلياً على المسرحِ.