فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

راجَ مؤخّراً استعمالُ منصّاتِ التواصُلِ الاجتماعيِّ بصورةٍ مُكثَّفَةٍ ولأغراضٍ ترويجيّةٍ ودعاياتٍ، فما بينَ مُحتوياتِ الباحثينَ عَنِ الشُّهرَةِ وجَذبِ عددٍ أكبرَ مِنَ المُتابِعينَ وتحصيلِ أكثرِ عددٍ مِنَ المُشاهَداتِ، وبينَ محتوياتِ أغراضِ الترفيهِ والتَّسليةِ والعَملِ والتَّواصُلِ والتَّعارُفِ... وكذلك لمُتابَعةِ صفحاتِ الأخبارِ السياسيّةِ والاقتصاديةِ والفكريّةِ.

ولأنَّ المُستعمِلَ للمواقِعِ يظهَرُ عِبرَ حِسابٍ رَقميٍّ افتراضيٍّ وغيرِ حقيقيٍّ إذ تختفي شخصيّتُهُ الواقعيةُ خلفَ شاشةِ الكمبيوترِ أو الموبايل أو التاب مما أتاحَ حُريّةً مُطلَقةً لإظهارِ الكامِنِ مِن سجاياهُ؛ فمِنهُم المؤدّبُ والمُحتَرَمُ في أُسلوبِهِ، ومنهُم الوَقِحُ والمُتهَتِّكُ في نشرهِ وتعليقاتِهِ.. ولايَخفى بأنَّ الأمرَ إذا لم يكُنْ مَبنِيّاً على ضوابطَ ومُحدّداتٍ سينتهي الى الفوضى..

إليكُم سبعَ نصائحَ مُهمّةٍ في الالتزامِ بضوابطَ دينيّةٍ وعُقلائيّةٍ عندَ استخدامِ منصّات التواصُل الاجتماعيّ:

أولاً: ضابِطٌ شَرعيٌّ وَدِينيٌّ: ينبغي على الفردِ المؤمنِ إدراكُ مسؤوليّةِ الجوارحِ في الاستخدامِ، ومُراعاةُ أمانةِ التعبيرِ والكَلِمَةِ، ومُراقَبةُ اللهِ تعالى عندَ النَّشرِ والتَّعليقِ، يقولُ رسولُ اللهِ محمّدٌ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسَلَّم-: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّم».

فيَجِبُ التأمُّلُ فيما نُريدُ نشرَهُ هَل هُوَ لَنا أم عَلينا؟ لأنَّ المؤمنَ يُراقِبُ اللهَ الرَّقيبَ عَلينا ويخشى يومَ الحِسابِ قالَ تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

إذ لا يجوزُ نشرُ الأخبارِ المكذوبَةِ، ويجِبُ التأكُّدُ قبلَ النَّشرِ مِن صِحّةِ النَّصِّ وسَلامةِ مصدَرِهِ.

ثانياً: ضابِطٌ أخلاقيٌّ سُلوكيٌّ: يجِبُ اعتمادُ التأنّي وضبطِ الأعصابِ تُجاهَ مَن يُخالِفُكَ الرأيَ والمُعتقَدَ ويتقاطعُ معكَ في القناعاتِ، وتجنّبْ سُرعةَ الرَّدِّ بالتعليقِ على منشوراتِ الآخرينَ، فإنَّ تَعَجُّلَ الردودِ قَد يجعَلُكَ تندمُ وخصوصاً في الجَدَلِ على الأمورِ الخِلافيّةِ كالعَقيدَةِ والسياسَةِ.

ثالثاً: تجنّبِ الاندفاعَ في دَعمِ وترويجِ الأخبارِ والحوادثَ مِنْ دونِ التثبُّتِ والتأكُّدِ منها: إذْ رُبّما تؤدّي إلى خَلَلٍ أمنيٍّ أو فُوضى أو طَعنٍ أو نَيلٍ مِن عقيدةٍ أو رَمزٍ مُحترمٍ عندَ طائفةٍ وفِئةٍ أو زَعزعةِ الأمنِ أو إثارةِ الشُّكوكِ ممّا يُوقِعُ في العداواتِ والبغضاءِ، فيجِبُ التوقّفُ فوراً عن نشرِها، جاءَ في الحديثِ: «كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ».

رابعاً: ضابِطٌ قانونيٌّ: عليكَ الحذَرَ مِنَ التورُّطِ بإيذاءِ النّاسِ بابتزازِهِم لأنّهُ يترتّبُ على ذلكَ تَبِعاتٌ قانونيّةٌ تُجَرِّمُ المُبتَزَّ وتُلاحِقُهُ الجّهاتُ المسؤولَةُ.

خامساً: اجعَلْ هدفَكَ عندَ استعمالِ منصّاتِ ومواقعِ التواصُلِ هُوَ تبادُلُ المنفعَةِ في أمورِ الدُّنيا والآخِرَةِ: وليَكُنْ مبدأُكَ الكلمةَ الطيبةَ، والحوارَ المُثمِرَ، والجِدالَ بالتي هِيَ أحسَنُ، وبثَّ روحِ الأملِ والتفاؤلِ، وإشاعةَ المحبّةِ والسَّلامِ، واستمالَةَ المُخالِفِ، واستقطابَ الفئاتِ الناشئةِ بُغيَةَ توجيهِهِم نحوَ الصَّلاحِ والفَضيلَةِ.

سادساً: التَزِمْ باستراتيجيةِ التوقيتِ والبرمجةِ وفوريّةِ المغادَرَةِ، فلا تشغَلْ كُلَّ وقتِكَ وتستهلِكُهُ في التَّصَفُّحِ العشوائيِّ ومُتابَعَةِ المقاطِعِ التافِهَةِ والصُّورِ المُبتذلةِ، بَلْ حَدِّدْ لكَ فتراتٍ زمنيّةً مُعيّنةً لأهدافٍ نافِعَةٍ، وإذا وقعَ خِلافٌ معَ شَخصٍ ما وتَطَوَّرَ الى شجارٍ وجَدَلٍ عَقيمٍ فبادِرْ الى المغادرَةِ فوراً مِنْ حِسابِكَ أو الموقِعِ حتى لا يتحوّلَ الأمرُ الى أزمَةٍ ومُشكِلَةٍ قد تجعَلُكَ في وَرطَةٍ كبيرةٍ وخصوصاً إنَّ البعضَ يوثِّقُ ما تدوِّنُهُ بميزةِ التصويرِ المُباشِرِ (لقطةِ شاشةٍ) لردودِكَ ونَشرِكَ..

سابعاً: ضابِطُ المصداقيّةِ والصِّدقِ: فإذا كُنتَ ممّنْ يعملونَ على إدارةِ صَفحاتٍ (بيجاتٍ) لترويجِ مُنتجاتٍ مُعيّنَةٍ كالأدويةِ والعقاقيرِ وموادِ التجميلِ والعُطورِ أو بيعِ الطعامِ الدلفيري وغيرهِ فعليكَ أنْ تلتَزِمَ بالصدقِ والمِصداقيّةِ وأنْ يكونَ المنتجُ المعروضُ في الصِّوِرِ هو نفسُهُ الذي تبعَثُه الى المُشتري، وأنْ تجعلَ ضميرَكَ هُوَ الرَّقيبُ وتخشى اللهَ في غِشِّ الزَّبونِ اوِ الاحتيالِ عليهِ، فإضافَةً الى الإثمِ الذي ستُحاسَبُ عليهِ يومَ القِيامَةِ فإنَّ القانونَ سيُلاحِقُكَ وسُمعَتُكَ ستكونُ سيئةً مما يوقِعُكَ في الخَسارَةِ، وتُصابُ بالخَيبَةِ والإحباطِ.

فالتَزِمِ الصِّدقَ والأمانةَ والمِصداقيّةَ ليكثُرَ زبائنُكَ وتزدادَ أرباحُكَ.