1

معنى: (إنّ الله خلق آدم على صورته)

نصّ الشبهة:

فإن قيل فما معنى الخبر المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنَّه قال: "إنّ الله خلق آدم على صورته" أوليس ظاهر هذا الخبر يقتضي التشبيه وأنَّ له ـ تعالى عن ذلك ـ صورة؟

 

الجواب:

قلنا قد قيل في تأويل هذا الخبر أنّ الهاء في قوله في صورته، إذا صحّ هذا الخبر راجعة إلى آدم (عليه السلام) دون الله تعالى، فكان المعنى أنَّهُ تعالى خلقه على الصورة التي قبض عليها، وأنَّ حاله لم يتغيَّر في الصورة بزيادة ولا نقصان كما تتغيّر أحوال البشر.

وذكر وجه ثانٍ: وهو أن تكون الهاء راجعة إلى الله تعالى، ويكون المعنى أنَّهُ خلقه على الصورة التي اختارها واجتباها؛ لأنَّ الشيء قد يضاف على هذا الوجه إلى مختاره ومصطفيه.

وذكر أيضا وجه ثالث: وهو أنّ هذا الكلام خرج على سبب معروف لأنّ الزهري روى عن الحسن [البصريّ] أنَّهُ كانَ يقولُ: مرَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) برجل من الأنصار وهو يضرب وجه غلام له ويقول قبّح الله وجهك ووجه من تشبهه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) بئس ما قلت، فإنَّ الله خلق آدم على صورة المضروب.

ويمكن في هذا الخبر وجه رابع: وهو أن يكون المراد أنَّ الله تعالى خلق صورته لينتفي بذلك الشك في أنّ تأليفه من فعل غيره؛ لأنَّ التأليف من جنس مقدور البشر، والجواهر وما شكلها من الأجناس المخصوصة من الأعراض التي ينفرد القديم تعالى بالقدرة عليها. فيمكن قبل النظر أن يكون الجواهر من فعله، وتأليفها من فعل غيره.

ألا ترى أنّا نرجع في العلم من أنّ تأليف السماء من فعله تعالى إلى السمع؛ لأنّه لا دلالة في العقل على ذلك. لما نرجع في أنّ تأليف الإنسان من فعله تعالى في الموضوع الذي يستدلّ به على أنّه عالم من حيث ظهر منه الفعل المحكم، إلى أن يجعل الكلام في أوّل إنسان خلقه؛ لأنّه لا يمكن أن يكون مؤلّفه سواه إذا كان هو أوّل الأحياء من المخلوقات. فكأنّه (عليه السلام) أخبر بهذه الفائدة الجليلة وهو أنّ جواهر آدم (عليه السلام) وتأليفه من فعل الله تعالى.

ويمكن وجه خامس: وهو أن يكون المعنى أنّ الله تعالى أنشأه على هذه الصورة التي شوهد عليها على سبيل الابتداء، وأنَّهُ لم ينتقل إليها ويتدرَّج كما جرت العادة في البشر. وكلُّ هذهِ الوجوه جائزة في معنى الخبر والله تعالى ورسوله أعلم بالمراد.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: تنزيه الأنبياء (عليهم السّلام) للسيّد المرتضى علم الهدى (رض)، دار الأضواء: 176 ـ 177.

تنزيه نبي الله يعقوب (عليه السلام) عن الحزن المكروه

معنى: (إنّ الله خلق آدم على صورته)

ما المقصود من خزائن الله تعالى؟

المقصودُ من وداعِ شهرِ رمضانَ

الفهم الخاطئ للقضاء والقدر

ما المانع من وجود آلهة یتعاونون على تسییر شؤون الکون؟

ما الفرق بين كتاب علي ومصحف علي؟ وما الفرق بين مصحف علي ومصحف فاطمة؟

ليلة الجهني

إمام البررة وقاصم الكفرة

متى تكون ليلة القدر؟

درجات الصوم

القرآن العظيم يغيّر حياتك في شهر الله

الأدلة العقليّة والنقليّة على عدم تحريف القرآن الكريم

من أين ينطلق الباحث التاريخي؟

الاختلافات حول الصوم

لماذا سُمّي شهر رمضان المبارك بربيع القرآن؟

1

المزيد
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي