
قد فسّر اللغويّون صبّ الماء بالسكب ليكون مهيًّأ للشرب أو الاستفادة، فيكون معنى أنّ الإمام (عليه السلام) هو العِلْمُ المصبوب: أنّه صاحب عِلْمٍ ربانيّ وافر متنوّع، مسكوب للناس ومهيّأ لاستفادتهم، في المكان المناسب، والقدر اللازم لحاجتهم.
فالتعبير بالصب يشير الى أنّ مصدر العلم هو الله تعالى، ويشير الى الحكمة في تيسيره.
والتعبير بأنّ الإمام هو العلم يشير الى كثرة علمه ودوامه كما تقول: زيدٌ عدلٌ، أي شديد العدالة دائمها.
كما أنّ العلم المصبوب يقابل العلم المخزون أو المكتوم، ويدل على أنّ المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) يتميّز عن المعصومين (عليهم السلام) الذين أمروا أن يكتموا بعض علمهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: شرح زيارة آل ياسين للشيخ علي الكوراني: ص 98.