هل يُكرَهُ أكلُ الثُّومِ؟

المسألة:
هل صحيحٌ أنَّ أكلَ الثومِ مكروهٌ؟
الجواب:
ليس في أكل الثوم كراهة شرعيَّة إلا أنَّه وردَ عن الرسولِ الكريم (صلى الله عليه وآله) وأهلِ بيتِه (عليهم السلام) كراهةُ دخول المساجد بعد أكْلِ الثوم، والمُستظهَر منها أنَّ الكراهةَ تنتهي بذهاب رائحةِ الثومِ عن الفم؛ وذلك لأنَّ منشأَ الكراهة كما هو ظاهرُ الروايات هو ما ينتج عن أكل الثوم من انبعاث رائحةٍ خبيثةٍ من الفم تُوجِبُ إيذاءَ الآخرين وصرفَهم عن الإقبال في الصلاة.
لذلك وردَ في الروايات ما يُعبِّرُ عن أنَّ الكراهة في دخولِ المسجد ليس مختصَّاً بمن أكل الثوم بل يشملُ كلَّ مَن أكَلَ طعاماً له ذاتُ الأثر المترتِّب عن أكل الثوم، فمِن ذلك أكلُ البصل أو الكُرَّاث مثلاً فإنَّه يُكرَهُ له دخولُ المسجد قبل أنْ يذهبَ أثرُ رائحتهما من فمِه.
روى الشيخ الطوسي في التهذيب والشيخ الصدوق في الفقيه بسندهما عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه سُئِلَ عن أكلِ الثّومِ والبصلِ والكُرَّاث؟ فقال: "لا بأس بأكلِه نيًّا وفي القدور، ولا بأسَ بأنْ يُتداوى بالثوم، ولكن إذا أكلَ ذلك فلا يخرج إلى المسجد".
وروى الشيخُ الكلينيُّ بسندٍ معتبرٍ عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألتُه عن أكْلِ الثوم؟ فقال: "إنَّما نهى عنه رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) لريحِه، فقال (صلى الله عليه وآله): مَن أكلَ من هذه البقلة الخبيثة فلا يقرب مسجدَنا، فأمَّا مَن أكلَه ولم يأتِ المسجدَ فلا بأسَ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع سماحة الشيخ محمد صنقور (حفظه الله).
1