بقلم: محمد علي صالح المعلّم.
كتاب (الشهاب) للقاضي محمد بن سلامة بن علي بن جعفر القضاعي:
والمؤلّف محدّث معروف معاصر للشيخ الطوسي، توفّي سنة 454 للهجرة (1)، فيكون في عداد القدماء، وقد اختلف فيه، فعدّه ابن شهراشوب من العامّة (2)، كما أنّ العلّامة في إجازته لبني زهرة عدّ كتبه من العامّة (3)، إلّا أنّ الظاهر من أسلوب الكتاب وبيانه أنّه من الشيعة، وأورد في كتابه رواية «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح» وغيرها من الروايات التي تدلّ على تشيّعه، غير أنّه لم يرد فيه توثيق.
وأمّا الكتاب فهو مشهور، ولا يحتاج إلى طريق، وقد شرحه جماعة من الخاصّة والعامّة، فمن الخاصّة: السيّد فضل الله الراوندي، وسمّى شرحه ضوء الشهاب(4)، والشيخ حسن بن علي الماهابادي، وسمّاه شرح الشهاب (5)، وبرهان الدين محمد بن أبي الخير الحمداني له شرح الشهاب (6)، وقطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي له ضياء الشهاب في شرح الشهاب (7)، وأبو الفتح الحسين بن علي الخزاعي له روح الأحباب في شرح الشهاب (8)، وغيرهم.
ومن العامّة: محمد بن أسعد المعروف بابن الحكيم، المتوفّى سنة 567 للهجرة، ونجم الدين الاسكندري، المتوفّى سنة 984 للهجرة، وعبد الرؤوف المناوي، وغيرهم(9).
والحاصل أنّ الكتاب مشهور ومعروف، مضافًا إلى كثرة الطرق إليه في الاجازات، ففي إجازة ابن الشهيد طرق متعدّدة (10).
وأمّا مضمون الكتاب فهو يشتمل على ألف كلمة عن النبي (صلى الله عليه وآله) في الحكمة من الوصايا والآداب والمواعظ والأمثال، وهي محذوفة الأسانيد، وذكر المؤلّف في أوّل الكتاب أنّه أفرد الاسانيد بالذكر في كتاب آخر.
والنتيجة أنّ الكتاب لا اعتبار به لعدم توثيق مؤلّفه، وإرسال رواياته.
_________________
(1) الذريعة الى تصانيف الشيعة ج 14 ص 247 الطبعة الاولى.
(2) معالم العلماء ص 118 دار الاضواء ـ بيروت.
(3) البحار ج 107 ص 78 المطبعة الاسلامية.
(4) البحار ج 105 فهرس الشيخ منتجب الدين ـ ص 259 المطبعة الاسلامية.
(5) ن. ص 223.
(6) ن. ص 268.
(7) ن. ص 236.
(8) ن. ص 221.
(9) مستدرك الوسائل ج 3 ص 367 الطبعة القديمة.
(10) البحار ج 109 ص 53 المطبعة الاسلامية.