بقلم: الشيخ محمد أمين الأميني.
إنّ أهمية تراث أهل البيت (عليهم السلام) ناشئة عن منبعها ومصدرها، فليسوا كسائر علماء المسلمين الذين يأخذون علومهم من سائر العلماء ويتلقونه منهم، وإنّما هو علم أصيل نابع من مصدر أصيل لا غبار عليه ولا ريب فيه، إذ ما يتلقونه مأخوذ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ من ربّه (عزّ وجلّ).
روى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يَا جَابِرُ! إنَّا لَوْ كُنَّا نُحَدِّثُكُمْ بِرَأيِنَا وَهَوَانَا لَكُنَّا مِنَ الهَالِكِينَ، وَلَكِنَّا نُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِيثَ نَكِنْزُهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) كَمَا يَكْنِزُ هَؤُلَاءُ ذَهَبَهُمْ وِفِضَّتَهُمْ (1).
وعن محمد بن يحيى عن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يَا جَابِرُ! لَوْ كُنَّا نُفْتِي النَّاسَ بِرَأيِنَا وَهَوَانَا لَكُنَّا مِنَ الهْالِكِينَ، وَلَكِنَّا نُفْتِيهِمْ بآثَارٍ مِنْ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَأُصُولِ عِلْمٍ عِنْدَنا نَتَوَارَثُهَا كَابِراً عَنْ كَابِرٍ، نَكْنِزُهَا كَمَا يَكْنِزُ هَؤُلاءُ ذَهَبَهُمْ وَفِضَّتَهُمْ (2).
وعن فضيل بن عثمان عن محمد بن شريح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وَاللهِ لَوْلُا أَنَّ اللهَ فَرَضَ وِلَايَتَنَا وَمَوَدَّتَنَا وَقَرَابَتَنَا مَا أَدْخَلْنَاكُمْ بُيُوتَنَا وَلَا أَوْقَفْنَاكُمْ عَلَى أَبْوَابِنَا، وَاللهِ مَا نَقُولُ بِأَهْوَائِنَا، وَلَا نَقُولُ بِرَأْيِنَا، وَلَا نَقُولُ إلَّا مَا قَالَ رَبُّنَا (3).
ومن أجل ذلك نجد أن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول: حَدِيثِي حَدِيثٌ أَبي، وَحَدِيثٌ أَبي حَدِيثُ جَدِّي، وَحَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، وَحَدِيثُ الْحسَيْنِ (عليه السلام) حَدِيثُ الْحسَنِ (عليه السلام)، وَحَدِيثُ الحَسَنِ (عليه السلام) حَدِيثُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام)، وَحَدِيثُ أَميرِ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَدِيثُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله)، وَحَدِيثُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) قَوْلُ اللهِ (عَزَّ وَجَلَ) (4).
وروى الحر العاملي في الوسائل عن كتاب الإجازات للسيد ابن طاووس قال: وممّا رويناه من كتاب حفص بن البختري قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): نسمع الحديث منك فلا أدري منك سماعه أو من أبيك؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي فَارْوِهِ عَنْ أَبِي، وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي فَارْوِهِ عَنْ رسول الله (صلى الله عليه وآله) (5).
وممّا يكون في هذا النطاق حديث سلسلة الذهب المعروف الذي رواه الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بنيسابور عن آبائه الطاهرين (عليهم السلام).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بصائر الدرجات، ص 299، باب 14 باب في الأئمة أن عندهم أصول العلم ..، ح 1، وانظر: الاختصاص، ص 280، بحار الأنوار، ج 2، ص 172، ح 1، وج 26، ص 28، ح 30.
(2) بصائر الدرجات، ص 300، ح 4، جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 130، ح 117.
(3) بصائر الدرجات، ص 300، ح 5، بحار الأنوار، ج 2، ص 173، ح 5، جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 130، ح 113.
(4) الكافي، ج 1، ص 53، ح 14.
(5) وسائل الشيعة، ج 27، ص 104، ح 33331.