ـ رافقَ (جَون) الصحابيَّ الجليلَ (أبا ذر) في حياتِهِ، وعاشَ معه مآسيه، وكانَ رفيقَهُ المُخلِصَ في (الربذة) حتّى وفاتِهِ (رضوان الله عليه).
ـ انضمَّ بعدَ ذلكَ إلى أميرِ المؤمنينَ ثُمَّ إلى الإمامِ الحسن (عليهما السلام).
ولمَّا بلغَهُ نبأ مسيرِ الإمامِ الحسينِ (عليه السلام) لمناهضةِ الباطلِ وتجديدِ الدينِ أسرعَ لنصرتِهِ.
ـ وقفَ يومَ عاشوراء أمامَ الإمامِ (صلوات الله عليه) يستأذنُهُ في القتال.
فقال (عليه السلام) له: ((أَنْتَ فِي إِذْنٍ مِنِّي، فَإِنَّمَا تَبِعْتَنَا طَلَباً لِلْعَافِيَةِ، فَلاَ تَبْتَلِ بِطَرِيقِنَا)). فقال: أَنَا فِي اَلرَّخَاءِ أَلْحَسُ قِصَاعَكُمْ وَفِي اَلشِّدَّةِ أَخْذُلُكُمْ!، وَاَللَّهِ إِنَّ رِيحِي لَمُنْتِنٌ وَإِنَّ حَسَبِي لَلَئِيمٌ وَلَوْنِي لَأَسْوَدُ، فَتَنَفَّسْ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ، فَتَطِيبَ رِيحِي وَيَشْرُفَ حَسَبِي وَيَبْيَضَّ وَجْهِي، لاَ وَاَللَّهِ لاَ أُفَارِقُكُمْ حَتَّى يَخْتَلِطَ هَذَا اَلدَّمُ اَلْأَسْوَدُ مَعَ دِمَائِكُمْ.
ـ ثمَّ برزَ إلى القتالِ وهو يرتجزُ:
كيفَ يرى الكفّارُ ضربَ الأسودِ **** بالسيفِ ضربًا عن بني محمّدِ
أذبُّ عنهم باللســانِ واليـــدِ * أرجــو به الجـنّةَ يـومَ المـوردِ
ثمّ قاتلَ حتّى استُشهِدَ، فوقفَ عليه الإمام (صلوات الله عليه)، فقال: ((اللَّهُمَّ بيّض وجهَهُ، وطيّب ريحَهُ، واحشرهُ معَ الأبرارِ، وعرِّف بينَهُ وبينَ محمّدٍ وآلِ محمّد)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر: البالغون الفتح في كربلاء.