نص الشبهة:
كيف نعرف الفرق بين المعجزة والسحر؟
الجواب:
المعجزة هي الأمر الحقيقيّ الخارق للعادة الذي يعجز عن فعله كل البشر ويجري على يد النبي في مقام التحدي، وأمّا السحر فهو الأمر التخيّلي الذي يستطيع من تعلّم السحر أن يأتي بمثله أو ما هو أعظم منه.
فالمعجزة مثل عصا موسى (عليه السلام) التي تحوّلت حقيقة إلى حية، ولهذا لما ابتلعت عصي السحرة وحبالهم، ثم عادت عصا كما كانت لم يرَ السحرة أثرًا لتلك العصيّ والحبال، وهذا يدل على أنّ العصا لمّا تحوّلت حقيقة إلى حيّة ابتلعت عصيّهم وحبالهم في الحقيقة.
وأمّا عصيّهم فإنّها لم تتحوّل حقيقة إلى ثعابين، وإنّما يخيل للرائي أنّها كذلك، ولهذا قال سبحانه وتعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 66 - 69].
وفي قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 41] إشارة إلى ما قلناه، فإنّ السحرة لو كانوا قادرين على تحويل الأشياء إلى حقائق مختلفة لما احتاجوا للأجر من فرعون؛ لأنّهم بسحرهم في غنى عن أجر فرعون، بتحويل الحجارة الكبيرة إلى ذهب وألماس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نقلاً عن الموقع الرسميّ للشيخ علي آل محسن.