بقلم: الشيخ صالح الكرباسي.
رُوِيَ عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّهُ قَالَ: ((لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ، فَإِنَّ الرَّاكِبَ يَمْلَأُ قَدَحَهُ فَيَشْرَبُهُ إِذَا شَاءَ، اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَفِي آخِرِهِ، وَفِي وَسَطِهِ))(1).
قال العلّامة الطريحي (رحمه الله):
"القَدَح بالتحريك: إناء واسع يسع - على ما قيل - ما يروي رجلين وثلاثة، والجمع أقداح مثل سبب وأسباب.
وفي حديث النبي (صلى الله عليه وآله): ((لا تجعلوني كقدح الراكب)) يعني لا تؤخّروني في الذكر؛ لأنَّ الراكب يعلّق قدحه في آخر رحله عند فراغه من رحاله ويجعله خلفه"(2).
والمقصود هو الاهتمام بذكر النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) في أوقات الذكر والدعاء في البداية والنهاية وفي الوسط؛ لأنّه دعاء مستجاب ولا يُرد ويكون سببًا في استجابة دعواتنا، بل علينا اعتباره الأهم في دعواتنا؛ لأنَّ ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) عبادة عظيمة ومباركة وبه ترتفع الحُجب فيستجاب الدعاء.
فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنّهُ قَالَ: ((كُلُّ دُعَاءٍ يُدْعَى اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) بِهِ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ)) (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: 2 / 492.
(2) مجمع البحرين: 3 / 462.
(3) الكافي: 2 / 493.