بقلم: الشيخ صالح الكرباسيّ.
ما معنى اليأس ممّا في أيدي الناس الوارد في الأحاديث والروايات؟
إنّ معنى يأس الإنسان ممّا في أيدي الناس الوارد في مجموعة من الأحاديث والروايات بعبارات مختلفة هو عدم الطمع بالنسبة لما في أيدي الناس من الأموال، وأيضًا عدم طلب الحوائج من الناس، فلا يعوّل الإنسان عليهم في قضاء حوائجه، بل يرفع حوائجه إلى الله العلي القدير فقط أي الاستغناء بالله عن الناس، وهذه درجة رفيعة من الإيمان بالله والتوكّل عليه، فإنَّ الله يكفي ويغني من توكّل عليه.
فعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) أنّه قال: "الْيَأْسُ غِنًى، وَالطَّمَعُ فَقْرٌ حَاضِرٌ " (1).
وأيضًا عن الإمام الرضا (عليه السلام): "مَنْ أَبْدَى ضُرَّهُ إِلَى النَّاسِ فَضَحَ نَفْسَهُ عِنْدَهُمْ " (2).
ورُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) أنّه قال: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَسْأَلَ رَبَّهُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَلَا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ، فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ، لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ" (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام): 367 .
(2) المصدر نفسه.
(3) الكافي: 2 / 148.