تنقسم الكلمة بالاستقراء إلى ثلاثة أقسام: اسم، وفعل، وحرف معنى.
ولكلّ قسم من هذه الأقسام علامات تميّزه عن قسيمه.
علامات الاسم:
فالاسم يُعرَف بعلامات كثيرة، أشهرها خمس، وهي:
1ـ الجرّ، نحو قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1].
ونحو: (مررتُ بصديقِ زيدٍ المجتهدِ).
2 ـ التنوين، نحو: (رجلٌ، ورجلاً، ورجلٍ).
3 ـ النداء، نحو قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} [الصافات: 104].
4 ـ دخول (ال) المعرّفة عليه، نحو: ذهبَ الرجلُ إلى المسجدِ.
5 ـ الإسناد إليه، نحو قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح: 29].
ونحو: (زيدٌ قائمٌ).
علامات الفعل:
ينقسم الفعل عند جمهور البصريّين الى ثلاثة أقسام: ماضٍ، ومضارع، وأمر، وعند الكوفيين الى قسمين: ماضٍ، ومضارع؛ فالأمر عندهم مقتطع من المضارع فيكون فرعًا منه، والقولُ قولُ الجمهور.
ولهذه الأقسام علامات مشتركة وخاصّة.
فالمشتركة هي: نون النسوة، وياء المخاطبة، ونون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة، و"قد".
فـ(نون) النسوة تدخل على الأقسام الثلاثة، نحو قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} [يوسف: 31]، ونحو قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 233] ونحو قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33].
وياء المخاطبة ونون التوكيد تدخل على المضارع والأمر، نحو قوله تعالى: {قَالُوا أتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [هود: 73]. ونحو قوله تعالى: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32]. ونحو قوله تعالى: {وهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} [مريم: 25]. ونحو: (انصرَنَّ أو انصرَن المظلومَ).
و(قد) تدخل على الماضي والمضارع، فإن دخلت على الماضي أفادت معنيين: التحقيق، كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1]. والتقريب، نحو: (قد قامَت الصلاةُ).
وإن دخلت على المضارع أفادت معنيين أيضًا: التقليل، نحو: (قد يصدقُ الكذوبُ). والتكثير، نحو: (قد يفعلُ التقيُّ الخيرَ).
وقد تفيد التحقيق، كما في قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ} [الأحزاب: 18].
أمّا العلامات الخاصة بكلّ قسم، فهي:
تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة وتختص بالماضي، والفرق بين التاء الأولى والثانية هو: أنّ الأولى ضمير مبنيّ في محلّ رفع، وتُضم للمتكلّم، نحو: (نصرتُ)، وتُفتح للمخاطب، نحو: (نصرتَ)، وتُكسر للمخاطبة، نحو: (نصرتِ)، فسُمّيت بالمتحرّكة المثلّثة، والتاء الثانية حرف لا محلّ له من الإعراب، وهي ساكنة وقد تُكسر أو تُفتح؛ للتخلّص من التقاء الساكنين، كقوله تعالى: {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} [يوسف: 51]. وكقوله تعالى: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11].
و(لم) و(لن) وأخواتهما من الجوازم والنواصب، و(السين) و(سوف) تختص بالمضارع، كقوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} [البقرة: 24]. وكقوله تعالى: {سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ}. [الأنعام: 157] وكقوله تعالى: {سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا} [النساء: 56].
وأحرف (أنيتُ) أو (نأيتُ) التي يبدأ المضارع بأحدها شرط فيه وليست علامة؛ فقد يكون الفعل غير مضارع ويبدأ بأحدها، نحو: (أكرمَ)، و(نرجسَ)، و(يئسَ)، و(تعلّمَ).
وعلامة الأمر مركّبة، وهي: دلالته على الطلب وقبوله ياء المخاطبة أو نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة، كقوله تعالى: {يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: 43]. ونحو: (اطلبَنَّ أو اطلبَن العلمَ النافعَ).
علامة الحرف:
علامة الحرف عدميّة ومعنى ذلك: أنّ علامته هي عدم قبوله شيء من علامات الاسم وعلامات الفعل.