مما ﻻ شك فيه ان موضوع استخدام الاحجار الكريمة وامتزاجها احيانا مع موضوع السحر هو امر قديم شاع وانتشر في الحضارات القديمة وﻻ زالت شواهد السحر باقية على وجه الارض الى يومنا هذا كالبتراء وجثث المومياء فليس من المعقول لقوم اسرع وسائط نقلهم الخيول واقوى اسلحتهم السيف ان ينحتوا مدنا كاملة في الصخور البركانية شديدة الصلابة او ان يحافظوا على بدن الانسان من التلف طياة ستة الاف من السنين . فلا بد من تدخل قوى خارجة عن نطاق البشرية في ذلك الوقت ولعل السحر الذي شاع في تلك الحقبة في مقدمة هذه القزى ولن اخوض في هذه المقالة في موضوع السحر بل ياركز على العقل الباطن وتشابهه مع الاحجار الكريمة .
نحن نعلم ان العقل الواعي للانسان هو ذلك الجزء من العقل البشري الذي يعي الامور ويدركها ويميزها ويصنفها اي هو ما نعرفه نحن عن العقل البشري بصورة عامة وهذا العقل الواعي ﻻ يشكل الاما نسبته 10 بالمئة من مساحة المخ البشري ومع هذا تمكن هذا العقل من من غزو الفضاء واحداث ثورة هائلة في التطور التكنلوجي اخرها الثورة في عالم الاتصلات وربما سيتمكن هذا العقل من تحقيق منجزات ﻻ يمكن ان نتصورها الان . فكيف اذا يمكن ان نتصور امكانية العقل الباطن الذي يشغل 90 بامئة من مساحة المخ البشري
فما هو العقل الباطن
العقل الباطن هو الجزء الاكبر من مخ الانسان كما عرفنا ويختص هذا العقل بالاشياء اللامرئية وغير المحسوسة في حياة البشر كالعواطف والاحاسيس والمشاعر والتجليات والوحي والالهام كما هو مسؤول عن كثير من الامراض الجسدية والنفسية فمن امثلة المشاعر والاحاسيس الحب-الكره-الحزن-الفرح-الخوف...الخ ومن امثلة الامراض الضعف العام والضعف الجنسي -الحظ-الخجل-القلق -الأرق....الخ .
يقوم العقل الباطن بتسجيل مليارات المعلومات بدقة متناهية دون ان نشعر نحن بذلك كون مجال العقل الباطن هو اللاشعور ثم يخزنها ثم يقوم بأعادة استخدامها تبعا لحصول موقف معين كالتعرض لموقف مخجل او مخيف وغير ذلك وﻻ بد ان ابين هنا كيغ يمكن تنمية العقل الباطن او ماهي وسيلة شحنه او برمجته
يعتبر الخيال هو الركت الاساس في برمجة العقل الباطن وابرز مثال لذلك قولنا في المثل المشهور( الله شافوه بالعين لو بالعقل ) فلا شك ان الرسل والأنبياء قد ادركوا الله بالعقل لكن اي عقل انه العقل الباطن فهم لم يروا الله مادة وﻻ شكلا وﻻ لونا ولم يسمعوا صوته لكنهم صدقوا كلماته ولم يلمسوه لكنهم ادركوا ماهيته فأطاعوخ بعقولهم الباطنية وليس بعقولهم الواعية وليس عيبا ان نستثمر عقلنا الباطن للوصول الى نتائج ادراكية تتعدى مجال الحواس .
كثير من العلماء تناولوا موصوع المحسوس واللامحسوس او الجسد والروح ولعلي هنا اقول ان العقل الواعي يمثل المحسوس والعقل الباطن يمثل اللامحسوس ولنأخذ مثالا اخر غير الجسد والروح لنأخذ مثلا الاحجار الكريمة ( الخرز ) فالعقل الواعي هنا ينظر في شكل ومادة ولون وحجم الحجر بينما ينظر العقل الباطن في وظيفة الحجر وتأثيره وامكاناته . والعبقري من الناس هو من يستخدم عقله الباطن فكثير متا ﻻ نستخدم عقولنا الباطنة بل ﻻ نشعر بها اصلا ولهذا اصبنا بالتحجر او ما يسمى بالروتين جميعنا تقوقعنا داخل قوقعة العقل الواعي الذي شدنا الى ماتراه وتدركه حواسنا الخمس .
ان الجسم البشري واجسام كل الموجودان تحتوي على شحنات كهربائية موجبة وسالبة يتحدد في ضوئها كثير من صفات تلك الموجودات وعطائها واثارها والاحجار الكريمة تحتوي ايضا على شحنات كهربائية اضافية فعند استخدامها تقوم هذه الاحجار بتزويد الحسم بشجنات اضافية او امتصاص شحنات زائدة منه مما يوصل الجسم الى حالة التزود بالطاقة الى اقصى واسلم حدودها فينتقل الانسان من مرحلة الى اخرى او تشفيه من مرض معين .
ولعلنا نعجب تشد العجب من كاجتي الماس والكرافيت فالمادتين كمثال هنا متكونتين من عنصر واحد هو الكاربون وحده فما هو سبب اختلافهما الشاسع في الشكل واللون والخصائص وهل يمكن تحويل الكرافيت شائع الوجود الى الماس النادر الوجود الجواب هو ﻻ فقد فشلت معظم جهود العلماء وامكاناتهم التكنلوجية في ذلك فهي وان نجحت في الشكل لكتها لم تنجح في المضمون تماما كما هو الحال بين العسل الطبيعي من النحل والعسل المصنوع في المعامل .
ان غرابة الاحجار الكريمة تكمن في صعوبة فهم كينونتها وفي غموضها وتفردها وفي صعوبة النتائج التي تحققها . كما يمكن ان ندرك من خلال تساقط الشهب والنيازك ان هناك علاقة ما بين الاحجار الكرينة التي تولدت على سطح الارض وتلك التي تولدت في الفضاء الخارجي فغالبا ما يرى المختصين ان هناك تماثل تام بين الاحجار الكريمة المتولدة على الارض ومثيلاتها القادمة نن السماء رغم اختلاف الظروف الطبيعية بين العالمين .
وخلاصة القول تبقى العلاقة بين العقل الباطن والاحجتر الكربمة بحاجة الى مزيد من الدراسة وﻻ بد لي ان اشير الى ان دهاقنة الخضارة الغربية ومنذ فترة ليست بالقصيرة عاكفون على دراسة الاشارات الروحية غير الملموسة الناتجة عن العقل الباطن او عن الاحجار الكربمة بل وعن الامكانات المتفردة لبعض الشخصيات التي ظهرت في التاريخ او تلك التي يعتقد بظهورها فيما بعد .







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN