عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم"الكافي ٢.
من طالع النصوص الشريفة في القرآن الكريم والروايات الشريفة، يجد تأكيدا كبيرا على بيان أمر وهو: أنّ الرضا بفعل قوم هو بمنزلة المشاركة الفعلية معهم أبرارَ كانوا أو فجارا.
والراضي بالفعل لا يقل مسؤولية عن الفاعل نفسه، لأنه وافقه قلبا، وربما تمنّى أن يكون معه او في محلّه في فعل ذلك الفعل، حتى لو لم تسنح له الفرصة للمشاركة الفعلية معه.
نفهم أن الرضا بأعمال أهل الصلاح والتقوى هو باب من أبواب الثواب، يُثاب عليه الإنسان ولو لم يقم بالفعل بنفسه.
فمن رضي بأعمال أهل البر والخيرات، أو أحب العلماء والصالحين، أو فرح بانتشار الخير والمبرات، فإن له منها نصيب معهم في الأجر؛ لأنه شاركهم بالقلب والنية ورضي بعملهم ورغب فيه، والنية أساس العمل كما قيل. وقد وقيل كذلك "من أحب عمل قوم حُشر معهم، وإن لم يعمل بعملهم"
وهكذا الرضا بأهل المعاصي والظلمة يعدّ جريمة معنوية وأخلاقية كبيرة. فهو إثم يرقى إلى درجة "الإصر" في بعض المواضع، أي الذنب الثقيل الذي لا يُغتفر إلا بتوبة صادقة وترك لذلك الرضا، والرضا لا يقتصر على التصريح به، بل حتى السكوت عنه بغير عذر شرعيّ والإعجاب، أو التفاعل الضمني، يُعدّ مشاركة لمن رضي عنهم.
في هذا العصر أصبح هذا المعنى أكثر خطورة، بسبب وسائل التواصل الاجتماعي فالإنسان اليوم قد "يُعجب" أو "يشارك" منشورا فيه إساءة للدين، أو إعانة على منكر، أو تأييد لظالم، وهو يظن أن الأمر بسيط هيّن، بينما هو عند الله كبير.
الرضا يتحقق أحيانا بالتفاعل من خلال نكتة أو ضحكة، أو إشارة، أو مجاملة.
فعلينا أن نُحكّم العقل والدين، لا العاطفة أو الخجل الاجتماعي، عبر التاريخ كم من شخص باع آخرته بدنيا غيره، وساير أهل المعصية مجاملة أو طمعا في القبول، فخسر قيمه وضيّع هويته.
يا أحبتنا: فلتكن مواقفنا منضبطة بميزان الحق لا بقيمة الرجال ومكانتهم، راسخة واعية فالرضا موقف يُحاسب عليه الإنسان، و يعكس توجه القلب ووجهته.
السيد رياض الفاضليّ







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN