جاء في موقع الزيدي عن عقيدة الخلود في ميزان الثقلين (كتاب الله - أهل البيت): قال الله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" (المائدة:18). الشّاهد: تأمّل أخي الباحث قول الله تعالى: "يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء" في حقّ اليهود والنّصارى، فهل يَذهبُ ظنّك إلى أنّ الله قد يَغفرُ لمستحقّي العقوبة منهُم بدون توبَة، النّاقضُ منهُم لميثاق الله وعَهدِه، أمّ أنّه سُيخلّدُه في النّار، اقرأ قول الله تعالى وتدبّر وعيدَهُ في حقّ مُرتكبي الكبائر منهُم: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ" (البقرة 83-86)، فَهل مَن قال الله فيهم "فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ" جزاء ارتكابهم الكبائر والفواحش، يصحّ أن يشاء الله لهم المغفرة يوم القيامَة بعد عدم التوبة والإصرار، نعم وأمّا الذين يشاء الله لهم المغفرة من بني إسرائيل معشر اليهود والنّصارى، فهم الذين قال الله تعالى فيهم: "وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ" (المائدة 12)، فهؤلاء الأخيرِين أخي الباحث هم الذين يشاء الله لهم المغفرة والرّحمة من بني إسرائيل وليس أولئك المُصرّين على ارتكاب الفواحش والكبائر الموبقات، فهم خالدون مخلّدون في النّار. فائدة: تدبّر قول الله تعالى واربط معناه بما مضى وانظر متى استحقّ بنو إسرائيل التخليد في النّيران: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ" (المائدة 78-80)، نعم وبعد هذا كلّه تذكّر أنّ ميزان الله عدلٌ يوم القيامَة "سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا".
عن موقع عرفان: صيغة الحكومة الاِسلامية لدى الزيدية: إنّ للحكومة الاِسلامية حسب ما يعطي الاِمعان في الكتاب والسنّة وسيرة المسلمين أُسساً وأركاناً ثلاثة لكلٍّ شأنه ومكانته: 1 ـ السلطة التشريعية: للسلطة التشريعية مراحل ثلاث بعضها بيد اللّه سبحانه، والبعض الآخر موكول إلى الاَُمّة الاِسلامية في ضمن شرائط: 1 ـ التشريع والتقنين للّه خاصة بالاَصالة فلا شارع ولا مقنّن سواه ولا يحق لاَحد ـ كان من كان وبلغ ما بلغ من العلم والثقافة والمكانة الفكرية والاجتماعية ـ أن يشرّع حكماً أو يحلّ حلالاً أو يحرم حراماً فكل ذلك موكول إلى اللّه سبحانه، إذ الحكم، حكمان: إلهي وجاهليّ ولا ثالث لهما فإذا لم يكن معزوّاً إليه، فهو حكم جاهلي قال سبحانه: "أفَحُكمُ الجاهِليةِ يَبغُون وَمَن أحسَنُ مِنَ اللّهِ حُكماً لِقَومٍ يُوقِنُون" (المائده 50). نعم هناك مرحلتان: مفوضتان إلى فريق من الاَُمّة لهم صلاحيّات خاصة وهما: 1 ـ مرحلة التشخيص: أي استنباط الحكم الاِلهي من الكتاب والسنّة، فهي للفقهاء العدول، يبذلون جهدهم لفهم حكم اللّه واستخراجه من الاَدلّة الشرعية. 2 ـ مرحلة التخطيط وتبيين برامج البلاد حسب الضوابط الاِسلامية وهي للخبراء وذوي الاِطلاع من الاَُمّة وهذا ما يصطلح عليه اليوم بالمجلس النيابي. والفرق بين صيغة الحكومة الاِسلامية والاَنظمة البشرية الغربية والشرقية، هو أنّ سلطة التشريع بيد اللّه سبحانه فيها دون تلك الاَنظمة إذ فيها بيد وكلاء الشعب فالمجلس النيابي عندهم مجلس التقنين والتشريع وعند المسلمين مجلس التخطيط والتنظيم في ضوء قوانين السماء. 2 ـ السلطة التنفيذية: المراد بالسلطة التنفيذية في مصطلح اليوم هو هيئة الوزراء وما يتبعها من دوائر ومديريات منتشرة في أنحاء البلاد ومهمّتها تنفيذ ما يقرره مجلس الشورى من تصميمات وقرارات ومخطّطات في شتى حقول الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي يقع على عاتقها مهمة إدارة البلاد بصورة مباشرة، لها ألوان وصيغ في الاَنظمة البشرية وأما لونها في الحكومة الاِسلامية فليس إلاّ كون السلطة ـ إذا لم يكن هناك نصّ من اللّه سبحانه على شخص خاص ـ موضع رضا الاَُمّة لاَنّها تتسلم زمام السلطة المباشرة على نفوس الناس وأموالهم وأرواحهم، ولولا الرضا لعاد إلى الاستبداد المبغوض عند الشرع والعقل وقد بسطنا الكلام حول السلطة التنفيذية وصلاحياتها من التخصص، والوثاقة، والزهد، والعدل، وكونها موضع رضا الاَُمّة في كتابنا: (مفاهيم القرآن). 3 ـ السلطة القضائية: إنّ القضاء يلعب دوراً كبيراً في تبديل الاختلاف إلى الوئام، والتنازع إلى التوافق وبالتالي ينشر العدل ويصون الحقوق والحرمات، غير أنّه لا يصلح ذلك المقام إلاّ لفريق من الشعب يتمتعون بالبلوغ والعقل والاِيمان والعدالة وطهارة المولد والعلم بالقانون الاِلهي والذكورة، سليم الذاكرة، وعندئذ يحقّق القاضي أهدافه السامية.
عن شبكة الثقلين الثقافية: قراءة حول فكر الزيدية: الإمامة: والإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المفترض الطاعة، هو أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، علي بن أبي طالب عليه السلام، بالنصوص المتواترة، قال فيه الله سبحانه وتعالى: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" (المائدة 55)، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله). قال الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام: (أجمع علماء آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن علي بن أبي طالب كان أفضل الناس بعد رسول الله، وأعلمهم وأولاهم بمقامه). وقال فقيه الآل أحمد بن عيسى بن زيد عليهم السلام: (أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أولى الناس به وأفضلهم عند الله وعنده، وأعلم الناس من بعده، علي بن أبي طالب صلوات الله عليه). ثم الإمام بعده ابنه الحسن ثم الحسين عليهما السلام بالنص من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهما: (إمامان قاما أو قعدا). ثم الإمامة بعدهما في من قام ودعا من ذرية الحسن أو الحسين، واجتمعت فيه شروط الإمامة، لأنهم ثقل الله الذين أمرنا الله باتباعهم.
جاء في موقع الكاظم الزيدي عن ما معنى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ" (المائدة 104)، وعلاقة ذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نعم وللإمَام المنصور بالله القاسم بن محمّد عليه السلام، كلامٌ نفيسٌ في مَنْ عارضَ هذه الآيَة بردّ الأمر بالمَعروف والنّهي عن المُنكَر، قالَ عليه السلام: (احتجّوا بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ" (المائدة 104)، وأسقَطُوا بذلك التّكليف بالأمر بالمَعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد ورخَّصوا في المداهنة فكان ذَلك عضداً وعوناً عظيماً لحزب الشيطان لعنهم الله جميعاً فضلُّوا وأضلُّوا، ولنَا عليهم ما تقدم، وقَوله تعالى: "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (آل عمران 104) الآية. وقوله صلى الله عليه وآله: (لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شِراركم فيسومونكم سوء العذاب، ثم يدعوا خِياركم فلا يستجاب لهم، حتى إذا بلَغ الكتاب أجله كان الله تعالى المنتصر لنفسه، ثم يقول: مَا منعكم إذ رأيتمُوني أُعصَى ألا تَغضَبُوا لِي) روَاه الهادي عليه السلام في (الأحكام) وهو في (الشفاء). وقَوله صلى الله عليه وآله: (لا يَحل لعَين ترى الله يُعصى فَتطرف حتى تُغيِّر أو تَنتقل)، وقَوله صلى الله عليه وآله: (مَا آمَن بالله من رأى الله يُعصى فَيطرف حتى يُغيره). وقَوله صلى الله عليه وآله: (لتَأمُرن بالمَعروف، ولتنهنّ عن المنكر، أو لتكونن أشقيَاء زَراعين) إلى غير ذلك ممّا يَكثر، ويَطول حتى تَواتر مَعنى وأفَاد العلم الذي لا يُدفع بشكّ ولا شُبهَة، إلى أن قَال عليه السلام: وَالمعنى أنّ ضَلال من ضلّ لا يضر المؤمنين إذا اهتدوا، وكفّوا أنفسَهُم عَن المحارم، بخلاف ما لَو لَم يَكُن مِنهُم ذَلك فإنه يَضرّهم ضلالهم، لأنّهم يَكونُون مُشاركين لهم فيه، وأهل قُدوتهم حيث قَرّرهم عليه بالسّكوت عَنهم) (مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمّد)، قلتُ: وهذا تأويلٌ مُستقيم.ثمّ قال عليه السلام: (وخصمنا يدَّعي أن الذي أُمِرنَا بالكَفّ عَنه في هذه الآية هُو بعض الطّاعات بل سنَام الدّين، وهُو الجهاد في سبيل رب العالمين، ولا يَجدون لهم على ذلك شاهداً ولكنهم يتصفون بصفة المنافقين التي ذكرها الله تعالى في قوله: "الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ" (التوبة 67)، ومِنه الكَفّ عَن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، والجهَاد وتبيين أحكَام الله سبحانه، ويَنهون عن المعروف ومنه الأمر بالمعروف ونَحوه، ويقبضون أيديهم ومِنه قبضهم أيديهم عن الجهاد) (مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمّد). وقالَ الإمَام محمّد بن القاسم الرّسي عليه السلام: وَقال أبو ذَرّ رحمة الله عليه: يَا أيّها النّاس إنّكُم تَقرأون هذه الآية: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ " (المائدة 104)، وإنّي سَمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (أيّمَا قَوم عُمل بَينهم بالمعاصي فلَم يَأخذوا على يدي الظّالم إلا عَمّهُم الله على بِعقَاب مِن عنده) (مجموع كتب ورسائل الإمام محمّد بن القاسم).







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN