1

بمختلف الألوان
حاول بنو أُميَّة (لعنهم الله) بكلِّ ما يملكون من تجبّر وطغيان إركاع الثورة الحسينية بإركاع رموزها، وما انفكوا يقرعون طبول الغدر والخيانة ليجتمع الناس حولهم بغية ردع الثورة وقهر الثوار، ولكنَّ مشيئة الله كانت هي الأقوى لإعلاء كلمة الحقِّ ونصرة الدين وفضح الباطل، ومن الرموز التي حاول الأُمويون قهرها... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
آيات قرآنية في كتاب الأديان والمذاهب من مناهج جامعة المدينة العالمية (ح 10)
عدد المقالات : 840
جاء في كتاب الأديان والمذاهب من مناهج جامعة المدينة العالمية: عن علاقتهم بنبي الاسلام: إنهم آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول القبيح، والخطاب السيئ، وبكل ما استطاعوا أن يقولوه، وأن يفعلوه قاتلهم الله أنى يؤفكون، واستهزءوا بدينه عليه الصلاة والسلام وبشعائره كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ" (المائدة 57-58). ولقد حاولوا في الأخير قتل النبي عليه الصلاة والسلام فلم يكتفِ اليهود بحروب الجدل التي حاربوا بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا بحروب الدس والوقيعة، ومحاولة إثارة الفتنة بين أصحابه، ولا بإظهارهم الإسلام في أول النهار وكفرهم في آخره، ولا بتحالفهم مع كل مبغض للإسلام والمسلمين، ولا باستهزائهم بالدين وشعائره، لم يكتفوا بكل ذلك من أجل القضاء على دعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وإنما لجئوا إلى وسيلة أخرى سولتها لهم أنفسهم الغادرة، وعقولهم الحاقدة، هذه الوسيلة هي محاولة قتل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أكثر من مرة. وقد ذكر القرآن الكريم المؤمنين بنعم الله تعالى عليهم كيف أنه سبحانه نجى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم من مكر اليهود، وأذاهم، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (المائدة 11). ولم يكتف اليهود بكل هذا؛ فبعد فشلهم في هذه المجادلات، وتلك المحاولات راحوا ينقضون المعاهدات، ويدبرون المؤامرات، ويقاتلون رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدث هذا في بني قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، ولهم أحابيل شيطانية، حاولوا بها تفريق الكلمة، وتمزيق الأمة، وإشاعة البغضاء بين الأوس والخزرج مرة، وبين المهاجرين والأنصار أخرى، عاهدهم النبي عليه الصلاة والسلام معاهدة عدل وبر، وقسط ورحمة، ومع ذلك نقضوا عهود، فهم اليهود قتلة الأنبياء، نقضة العهود، وكما قال القائل: لو تركت الحمر نهيقها، والكلاب نباحها، والحيات لدغها ما ترك اليهود نقضهم للعهود؛ فقد كانت مواقفهم مع أنبياء الله ورسله بصفة عامة، كما حكاه القرآن "كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ" (المائدة 70). النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي جاء ذكره في التوراة أكثر من مرة في أكثر من موضع على الرغم مما أصابها من التحريف؛ ومع ذلك فقد أنكره اليهود وكذبوه، وقد قال الله عز وجل عنهم: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" (البقرة 146-147) وقال عنهم: "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (الأحقاف 10) كذلك قال تعالى: "أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الشعراء 197). البشارة التي جاءت في التوراة سفر التثنية الإصحاح 18 الفقرة 17: 22 تنطبق على النبي محمد عليه الصلاة والسلام لعدة وجوه: أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم دليل على أنه ليس من بني إسرائيل، وإلا لقال من بينهم أو من أنفسهم، ولفظ الإخوة المقصود به أبناء إسماعيل؛ لأنه جاء لفظ الإخوة في هذا الاستعمال الحقيقي في وعد الله لهاجر في حق إسماعيل: وأمام جميع إخوته يسكن، سفر التكوين إصحاح 16 الفقرة 12. كما جاء ذلك في الإنجيل أيضًا: فإن موسى قال للآباء: إن نبيًّا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون ... "من إخوتكم" يقصد أبناء إسماعيل. أعمال الرسل الإصحاح 3 الفقرة 22. وفي النص "مثلك": أي مثل موسى في أنه عبد الله ورسوله صاحب الكتاب والشريعة، وأنه من والدين له زوجة وأولاد، مأمور بالجهاد إلى غير ذلك من المواصفات التي اتفق فيها موسى عليه السلام مع النبي محمد -عليه الصلاة والسلام. وقوله: "ويجعل كلامي في فمه" إشارة إلى أن ذلك النبي ينزل عليه الكتاب وحيًا؛ لأنه يكون أميًا لا يباشر الكتابة؛ بل حافظًا للكلام، وهذا ينطبق على النبي محمد عليه الصلاة والسلام فأنه كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، وهكذا وصف بهذا الوصف في القرآن: "فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (الأعراف 158) إلى آخر النص الذي يؤكد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان نبيًّا صادقًا ولم يكن دعيًّا أو كاذبًا.

ويستطرد الكتاب مبينا علاقتهم بنبي الاسلام: في سفر إشعياء أيضًا: ترنمي أيتها العاقر التي لم تلدي، أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض؛ لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل، قال الرب. سفر إشعياء الإصحاح 54 الفقرة الأولى. وهو هنا يتنبأ عن مكة المكرمة التي أنجبت سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- بينما أنجبت أرض بيت المقدس الأنبياء من بني إسرائيل؛ لهذا رمز إلى مكة بالمرأة العاقر بينما رمز إلى بيت المقدس بالمرأة الولود، ثم قال عنها كذلك: "قومي استنيري؛ لأنه قد جاء نورك، ومجد الرب أشرف عليك؛ لأنه هاهي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم؛ أما عليك فيشرق الرب، ومجده عليك يسري، فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك؛ ارفعي عينيك حواليك، وانظري قد اجتمعوا، كلهم جاءوا إليك، يأتي بنوك من بعيد، تُحمل بناتك على الأيدي حينئذ تنظرين وتنيرين؛ يخفق قلبك ويتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم، تعطيك كثيرة الجمال بكران مدان وعيفا، كلها تأتي من شبا تحمل ذهبًا ولبانًا، وتبشر بتسابيح الرب كل غنم قيدار، تجتمع إليك كباش نبيوت تخدمك، تصعد إليك مقبولة على مذبحي؛ لأزين بيت جمالي". سفر إشعياء الإصحاح 60 الفقرة 1: 7. وعيفا: اسم عبري معناه ظلمة: وهو ابن مديان بن إبراهيم، ونسله من بعده؛ حتى اختلط الاسم بين الرجل والقبيلة؛ واشتهرت القبيلة بالتجارة والجِمال، وكانت تسكن المناطق الشمالية من شبه الجزيرة العربية. أقول: فهذه نبوءة عن الكعبة المشرفة؛ لأنها منارة الهدى تتوهج بنور التوحيد؛ فتبدد الظلام الذي خيم على الأرض، ظلام الجهل والشرك، ويظهر بدلًا منه النور الذي تمشي فيه الأمم ومعها الملوك، ثم يتحدث عن شعائر الحج بتفاصيلها، وعن الهدْي الذي يقدم في منى بعد الوقوف بعرفات، مما يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم؛ فيقول: "ارفعي عينيكِ حواليكِ وانظري؛ قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليكِ يأتي بنوكِ من بعيد"؛ فهو كقول الله تعالى: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (الحج 27) وقوله: "يخفق قلبكِ ويتسع؛ لأنه تتحول إليكِ ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم" يعضده قول الله تعالى: "أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" (القصص 57) وقوله تعالى: "رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" (إبراهيم: 37). وأما حديث النص عن كثرة الجمال والغنم والكباش؛ فيؤيده قوله تعالى: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ" (الحج 28) ثم هي من شعائر ديننا وحجنا؛ قال تعالى: "لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ" (الحج 37). هذا؛ وفي التوراة بشارات أخرى كثيرة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا بخلاف الذي حرفوه، والذي حذفوه وكتموه فأنكروا رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام فهذا موقف اليهود من أنبياء الله ورسله.

وعن الإيمان باليوم الآخر: نحن نعتقد أن اليهود لهم حديث يرتبط بالجنة والنار رغم خلو التوراة من الكلام على الآخرة؛ لكن بمراجعة التلمود نجدهم يتحدثون عن الجنة والنار؛ فيعتقدون الآتي: لا يدخل الجنة إلا اليهود؛ وسيظل المسلمون في النار إلى الأبد؛ لأنهم لا يغسلون سوى أيديهم وأرجلهم، والمسيحيون يدخلون النار لأنهم لا يختتنون، كل الناس يوم القيامة في النار إلا اليهود . هذا ما زعمه اليهود في التلمود، والذي أكده القرآن الكريم؛ فأشار القرآن الكريم إلى استهانتهم بأمور الدين واستخفافهم بالنار، ومن ذلك قوله تعالى: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ" (آل عمران 24) ومع هذا كله؛ يبلغ بهم الافتراء إلى حد احتكار الجنة لأنفسهم: "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (البقرة 111). فهذا هو مبلغ ما وصلنا إليه في إيمانهم باليوم الآخر الذي لا نجد له ذكرًا في التوراة، ولكن وجدنا كلامهم عن الجنة والنار في التلمود مع ما أكده القرآن عنهم في زعمهم أنهم لن يدخلوا النار، وإن دخلوها فلن تمسهم النار إلا أيامًا معدودة. ومع ذلك فاليهود لهم ادعاءات كاذبة يزعمون معها أنهم خير الناس، وأنهم أحب الناس إلى الله؛ فهم ادعوا أن الهدى في اتباع سبيلهم: "وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (البقرة 135) وزعموا أنه لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديًّا، وقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه: "قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" (المائدة 18).

ويستطرد الكتاب مبينا الإيمان باليوم الآخر: ونعى الله عز وجل عليهم تأليه غيره؛ كعزير والأحبار: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (التوبة 30-31) وادعاؤهم بأن ذنوبهم مغفورة: "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ" (الأعراف 169-70). وقولهم ليس علينا في الأميين سبيل -أي من غير اليهود-: "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (آل عمران:75، 76)؛ فنعى الله عز وجل عليهم أمورًا كثيرة فقال سبحانه وتعالى: "يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ" (النساء 153-154) "قُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا" (النساء 154) "قُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ" (النساء: 154) "وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" (الأحزاب: 7) "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا" (النساء 155، 156). "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" (النساء: 157 - 161). هكذا كان اليهود وكانت عقائدهم وكان حالهم في ماضيهم وفي واقعهم، وضح القرآن ما عليه اليهود من عقائد ودعاوى باطلة، ورد عليهم بما أخرس ألسنتهم، وأبطل حجتهم، وبما يقطع دابر إفكهم: "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الأنفال: 42).
تتضمن فقرات الكتاب التي لها علاقة بالآيات القرآنية: دراسة الأديان، معنى وعناصر ووحدة وضرورة وانحراف وفطرة الدين، الدين السماوي والوضعي، الملة والنحلة، الشريعة والمنهاج، موقف الإسلام من الأديان، العقيدة والذات الالهية، اليهودية، التوراة والتلمود، ايمان اليهود، نبوة والوهية عيسى، النصرانية أو المسيحية، الدين المصري والصيني والهندي والفارسي، الكنفشيوسية والمانوية، والديانات القديمة. حلقات هذه السلسلة تنشر في مواقع مختلفة.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/09/17م
لقد أسقط السيد محمد باقر الصدر قدس سره بنظريته الاستقرائية في الاحتمالات صرح الماركسية يوم كانت تتسيّد الساحة الفكرية وتبشّر بحتمية انتصارها. واليوم، ونحن في عالمٍ ما بعد الحرب الباردة، نجد أنّ البرهان نفسه لا يزال يمدّنا ببصيرته النافذة. فالماركسية لم تسقط وحدها، بل سقطت معها كل النظريات التي... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/09/17م
حسن الهاشمي القِيَم جمع قِيمة، وهي المبادئ أو المعايير الأخلاقية والسلوكية التي تُوجّه سلوك الأفراد والمجتمعات، وتُعبّر عمّا يعتبره الناس جيدا، مرغوبا، أو صائبا، يعضده في ذلك التفاعل الفطري الداخلي والانسجام الرسالي الخارجي، لما لتلك القيم من حوافز جوهرية في تكامل الانسان وازدهاره ليس في حياته... المزيد
عدد المقالات : 337
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/09/14م
في عصرِ الصِّراعِ الخفيّ، حيثُ تُخاضُ المعاركُ بِلا دويٍّ ولا دخان، تتحوَّلُ الشَّاشاتُ إلى ساحاتٍ، والبياناتُ إلى أسْلحة، والنَّفوسُ إلى غنائم. ها هو العراقُ اليومَ يغرقُ في محيطٍ رقميٍّ هائل، تُفتَحُ فيه نوافذُ أرواحِ أبنائِه على مِصْراعيها أمامَ عيونٍ لا تَنَام، تَرصُدُ كلَّ نَبضةٍ، تَتبَّعُ... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/09/14م
أكفٌ أمينة تعانق آمال الوطن م. طارق صاحب الغانمي في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز... المزيد
عدد المقالات : 27
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2025/08/13م
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط التاريخ أسماءٌ كالشموس، بينما توارت في حنايا الظل أسماءٌ أُخر، لوّحتْ أقلامُها بمِدادٍ من لهيبٍ لا يقلُّ حممًا عن دماء السيوف في ساحات الوغى. أولئك كانوا حَمَلَةَ هَمِّ آل البيت الكرام، فكانت قصائدُهم صرخةَ حقٍّ تُردِّدُها... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2025/08/13م
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان يعاني من فقرٍ شديد. رغم ذلك، لم يشكُ يومًا ولم يطلب من أحد، بل كان دائم التوكل على الله. في ليلةٍ شتويةٍ عاصفة، ضاعت ماشية أحد أغنياء القرية في الجبال. أرسل الرجل خدمه للبحث، لكنهم عادوا خائبين. حينها، تقدم هشام... المزيد
عدد المقالات : 12
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2025/08/12م
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ وهموم وطنٍ مزقته رياحُ الظلم. إنه ليس مجرد شاعرٍ ينسج الكلمات، بل **مؤرِّخٌ للجرح** بصوته الشعبي الصادق، و**مناضلٌ بالكلمة** في ساحات المواجهة ضد الطغيان. فشعره **سيفٌ مصقول** من حقائق المعاناة، و**مرآةٌ عاكسة** لتاريخ... المزيد
عدد المقالات : 60
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2025/08/12م
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه "يعقوب"، رجل عُرف يومًا بحكمته الراجحة ولسانه البليغ، لكنه اليوم بات شبحًا لمن كان. نشب خلاف بين تاجرين، وارتفعت الأصوات، فتوجهت الأنظار إلى يعقوب، الذي كان الحَكم في مثل هذه النزاعات. قال أحدهم: "يا يعقوب، احكم... المزيد
عدد المقالات : 12
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الخامس والخمسون: الواقع كما لا يمكننا تخيله: ثلاث فرضيات ولا يقين الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 16/9/2025 القراء الذين وصلوا إلى هذه المرحلة من قراءة جميع المقالات السابقة ربما يشعرون بشيء من الارتباك أو... المزيد
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة مرضية تؤثر على طريقة التواصل والسلوك وفهم العالم وتظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة. تشير الدراسات الحديثة إلى زيادة عدد حالات التشخيص ففي عام 2022 تم تشخيص حوالي 1 من كل 31 طفل في الولايات المتحدة مقارنة بنسبة أقل بكثير... المزيد
تمثل الموازنة الخارطة المالية للدولة في سبيل تحقيق الأهداف المرسومة وفق المنهاج الوزاري الذي ترسمه الحكومة للوزارات بشكل عام. إذا ما كانت مسيرة الموازنة منسجمة مع المنهاج الوزاري هذا يدل على امتلاك الحكومة القدرة على تنفيذ منهاجها الذي رسمته... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
علماء السنة يقولون ما أخذنا العطاء حتى...
عبد العباس الجياشي
2024/12/20م     
دور الجغرافية في حماية الغلاف الجوي من...
علي الفتلاوي
2025/08/12م     
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/07/29
أصدر قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة دليلًا قصصياً بعنوان "المهمة وقصص أخرى". ويضمّ الكتاب الذي أشرف على...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي الهادي (عليه السلام)
2025/07/29
( خيرٌ من الخيرِ فاعله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com