عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قال الله تعالى عن جهاد "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" المائدة 54 لما بين تعالى حال المنافقين، وأنهم يتربصون الدوائر بالمؤمنين، وعلم أن قوما منهم يرتدون بعد وفاته، أعلم أن ذلك كائن، وأنهم لا ينالون أمانيهم، والله ينصر دينه بقوم لهم صفات مخصوصة، تميزوا بها من بين العالمين، فقال: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ" أي: من يرجع منكم أي: من جملتكم، إلى الكفر بعد إظهار الإيمان، فلن يضر دين الله شيئا، فإن الله لا يخلي دينه من أنصار يحمونه "فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ" أي يحبهم الله، ويحبون الله "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ" أي: رحماء على المؤمنين، غلاظ شداد على الكافرين، وهو من الذل: الذي هو اللين، لا من الذل الذي هو الهوان. قال ابن عباس: " تراهم للمؤمنين كالولد لوالده، وكالعبد لسيده، وهم في الغلظة على الكافرين كالسبع على فريسته ". "يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" بالقتال لإعلاء كلمة الله، وإعزاز دينه "وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ" فيما يأتون من الجهاد والطاعات. واختلف فيمن وصف بهذه الأوصاف منهم، فقيل: هم أبو بكر وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة، عن الحسن، وقتادة، والضحاك. وقيل: هم الأنصار، عن السدي. وقيل: هم أهل اليمن، عن مجاهد، قال: قال رسول الله: " أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوبا، وأرق أفئدة، الإيمان يماني، والحكمة يمانية ". وقال عياض بن غنم الأشعري: " لما نزلت هذه الآية، أومأ رسول الله إلى أبي موسى الأشعري، فقال: هم قوم هذا ". وقيل: إنهم الفرس. وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن هذه الآية، فضرب بيده على عاتق سلمان، فقال: " هذا وذووه "، ثم قال: " لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس " وقيل: هم أمير المؤمنين علي عليه السلام وأصحابه، حين قاتل من قاتله من الناكثين، والقاسطين، والمارقين، وروي ذلك عن عمار، وحذيفة، وابن عباس، وهو المروي عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليه السلام. ويؤيد هذا القول أن النبي وصفه بهذه الصفات المذكورة في الآية، فقال فيه، وقد ندبه لفتح خيبر، بعد أن رد عنها حامل الراية إليه، مرة بعد أخرى، وهو يجبن الناس ويجبنونه: " لأعطين الراية غدا رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يده " ثم أعطاها إياه. فأما الوصف باللين على أهل الإيمان، والشدة على الكفار، والجهاد في سبيل الله، مع أنه لا يخاف فيه لومة لائم، فمما لا يمكن أحدا دفع علي عن استحقاق ذلك، لما ظهر من شدته على أهل الشرك والكفر، ونكايته فيهم، ومقاماته المشهورة في تشييد الملة، ونصرة الدين، والرأفة بالمؤمنين. ويؤيد ذلك أيضا إنذار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشا بقتال علي لهم من بعده، حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم، فقالوا له: يا محمد إن أرقاءنا لحقوا بك، فأرددهم علينا. فقال رسول الله: لتنتهين يا معاشر قريش، أو ليبعثن الله عليكم رجلا، يضربكم على تأويل القرآن، كما ضربتكم على تنزيله فقال له بعض أصحابه: من هو يا رسول الله أبو بكر قال: لا. ولكنه خاصف النعل في الحجرة. وكان علي يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وروي عن علي أنه قال يوم البصرة: " والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم " وتلا هذه الآية. وروى أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بالإسناد عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: " يرد علي قوم من أصحابي يوم القيامة، فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي فيقال: إنك لا علم لك بما أحدثوا من بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري ". وقيل: إن الآية عامة في كل من استجمع هذه الخصال إلى يوم القيامة. وذكر علي بن إبراهيم بن هاشم، أنها نزلت في مهدي الأمة وأصحابه، وأولها خطاب لمن ظلم آل محمد، وقتلهم، وغصبهم حقهم.
وعن تفسير الميسر: قال الله تعالى عن جهاد "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" المائدة 54 يُجَاهِدُونَ: يُجَاهِدُ فعل، ونَ ضمير. يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من يرجع منكم عن دينه، ويستبدل به اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك، فلن يضرُّوا الله شيئًا، وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه، رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين، يجاهدون أعداء الله، ولا يخافون في ذات الله أحدًا. ذلك الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد، والله واسع الفضل، عليم بمن يستحقه من عباده.
جاء في ميزان الحكمة للشيخ محمد الريشهري: بطاعة ربك. - عنه عليه السلام: رد عن نفسك عند الشهوات، وأقمها على كتاب الله عند الشبهات. - رسول الله صلى الله عليه وآله: المجاهد من جاهد نفسه في الله. - الإمام الباقر عليه السلام: إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها، فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ويقيل الله عثرته فيتذكر. - الإمام علي عليه السلام: جهاد النفس بالعلم عنوان العقل. - عنه عليه السلام: حاربوا هذه القلوب، فإنها سريعة العثار.
عن الشيخ عبد الحافظ البغدادي في صفحة براثا الالكترونية الحب هو انجذاب القلب بحالة غير ارادية نحو المحبوب لاسباب تختلف من شخص لاخر، وغالبا يرافق الحب انواعا من التمنيات والامال كان تصبح حبيبته شريكة حياته. الآية المباركة تتناول مفهوم الحب بين المخلوق والخالق. عبر القران الحب بين قلبا الزوجين بحيث كل من الزوجين يقدم لعائلته اغلى ما يمكن عن طريق الحب حيق قال تعالى "ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون". ان بقاء الاسرة يتم بالمودة والرحمة فيكون الانسان سكن جنة من جنان الارض حيث جاء في المثل جنة الرجل داره. فالمودة هي زيادة في الحب يضاف لها رحمة هاتان الخصلتان تجعل المرء يرتبط بالعائلة. هنالك حوادث في تاريخ القران بينت كيفية حب الله منها قوله تعالى "يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم" (المائدة 54) حيث تنبأ القران بارتداد جماعة عن الاسلام. فهذه الآية اتت بقانون عام يحمل انذارا بان من يرتد عن الدين فسوف تاتي اقوام بديلة لديهم استعداد في حمآية الدين يتصفون بالحب المتبادل بينهم وبين الله والتواضع والرافة بالمؤمنين بينما اشداء امام الظالمين وشغلهم الجهاد في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم في تنفيذ اوامر الله بوجه الاغلبية المنحرفة. لذلك على المؤمن ان لا يترك الساحة للمنحرفين ويحلوا محلهم في السيطرة على العباد وانما يجاهدوهم بالسلاح واللسان والقلم والمال والابناء، لان حب الدين فضل من الله يهبه لمن يشاء "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".
عن الوافي للتوثيق والدراسات ما حُكمُ (الجِهَادِ) في أيامنا: يعيشُ المؤمنون اليوم في أيامٍ عَصيبةٍ ومِحَنٍ شديدةٍ فَدُنياهُم دارٌ هانَت على رَبِّها فخَلَطَ حُلوَها بمُرِّها ولَم يُصْفِهَا لأوليائه. ولقد تعرَّضَت بلاد المسلمين منذ قديم الأيام إلى غَزَواتٍ من أعدائهم.. تارةً لأجل إطفاء نور الحقّ والإسلام.. وأخرى لأجل الاستيلاء على خَيراتها ومُقَدَّراتها. ولا زالت بعضُ بلاد المسلمين اليومَ ترزَخُ تحت حكم أعدائهم مِن يَهودٍ أو نصارى أو غيرهم. ولقد صار التخاذُلُ والخنوعُ سِمَةَ كثيرٍ من المسلمين في عَصرِنَا.. كما كان منذ زمن أمير المؤمنين عليه السلام.. فكان كُلَّما دعا أصحابَه إلى القتال تَوَاكَلُوا وتَخَاذَلوا. حتى قال لهم: يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ. لقد تقاعَسَ هؤلاء عن الجهاد الذي جعله الله باباً من أبواب الجنة.. وفَتَحَه لخاصَّة أوليائه.. وألبس من تَرَكَهُ ثوبَ الذُلِّ. ولكن إذا كان الجهادُ واجباً مع وجود الإمام المعصوم وتَصَدِّيه له وأمره به.. فهل الجهادُ واجبٌ أيضاً في غيبته أو عند قُعُودِه وإذا كان الدِّفاع عن النَّفس والعِرض والأرض واجباً.. فهل هو واجبٌ مطلقاً أم أنَّ له قيوداً وهل يجبُ القتال على جميع المسلمين إذا تَعَرَّضَت بعض بلاد المسلمين للغزو والاحتلال لقد حارَ جَمعٌ من المؤمنين في أيامنا.. ولم يعرفوا حكمَ الله في ذلك. إنَّ الحكم الفِقهيَّ يُؤخذ من الفقيه الأعلم الجامع لشرائط التقليد.. لذا يرجع كلُّ مكلَّفٍ إلى مُقلَّده ليعرف تكليفه.







وائل الوائلي
منذ 9 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN